سان سلفادورـ أ.ف. ب
عاد البحار السلفادوري خوسيه سلفادور الفارينغا الذي يؤكد انه تاه لمدة 13 شهرا في المحيط الهادئ، الى بلده الثلاثاء حيث التقى عائلته للمرة الاولى منذ ثماني سنوات.
ووصل هذا الصياد البالغ من العمر 37 عاما الى مطار عاصمة السلفادور قبيل منتصف الليل، بحسب ما افادت وزارة الخارجية، وذلك بعدما غادر الاثنين جزر مارشال التي جنح اليها قاربه في الثلاثين من كانون الثاني/يناير.
وبحلول منتصف الليل، التقى البحار بوالده ريكاردو اوريلانا ووالدته ماريا الفارينغا وابنته فاتيما البالغة من العمر 14 عاما، بحسب ما اظهرت صور بثتها وسائل اعلام محلية.
وعانق البحار اهله الذين لم يرهم منذ ثماني سنوات، فيما كان يرقد على سرير المستشفى.
ولن يتمكن الفارينغا من العودة الى قريته الساحلية الصغيرة غاريتا بالميرا الواقعة على بعد 120 كيلومترا من العاصمة، الا بعد موافقة الاطباء على ذلك.
وقالت مساعدة وزير الصحة فويلتيا منجيفار التي كانت في استقباله في المطار الى جانب وزير الخارجية جيم ميراندا "وصل في حالة صحية مستقرة، لكن ينبغي علينا ان نخضعه لفحوصات".
وبعد دقائق على نزوله من الطائرة في مطار السلفادور، ظهر على كرسي متحرك لوقت قصير امام الصحافيين، لكنه لم يدل باي تصريح.
ومنذ ساعات الصباح الاولى، احتشد في المطار اقرباء البحار وصحافيون.
وقالت احدى قريباته وتدعى ماريسول الفارينغا لمراسل وكالة فرانس برس "تخيلوا الوقت الذي امضاه في المحيط، كان ليفقد حياته لولا العناية الالهية، ولولا انه قوي، لا اعرف ان كان احد غيره يستطيع ان يصمد..نحن سعداء بعودته بعد كل هذا الوقت".
وقالت قريبة اخرى له تدعى ماريا الينا الفارينغا انها "تنتظر ان تراه وتقبله وان تصطحبه الى والدته التي تنتظره هي الاخرى" في قريته غاريتا بالميرا الساحيلة، والتي تبعد 120 كيلومترا عن العاصمة.
وقال والده ريكاردو اوريلانا "نحن نستعد لاستقباله، انها فرحة لنا جميعا".
والاثنين، بدأ اقرباء خوسيه واصدقاؤه بتزيين بيته الصغير بالبالونات وسعف النخيل، كما هي العادة في المناسبات الكبيرة في هذا البلد.
وقال توماس ليفا وهو صياد في السابعة عشرة من العمر "اتمنى ان يأتي ويجلس معنا هنا على الشاطئ، وان يروي لنا تفاصيل هذه المغامرة، فمن شأن ذلك ان يعلمنا كيف نصمد في ظروف مماثلة".
ويؤكد خوسيه ألفارنغا، وهو سلفادوري مقيم منذ 15 عاما في المكسيك بشكل غير شرعي، أنه تاه لمدة 13 شهرا في زورق صيد في مياه المحيط الهادئ الهائجة، بعدما ذهب لصيد أسماك القرش في الرابع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2012 مع شريكه الشاب "خيغويل".
وهو كان يأكل السمك النيء ويشرب بوله ودماء السلاحف. وقد عثر عيله قبل اسبوعين سكان جزيرة إيبون المرجانية المنعزلة في أرخبيل مارشال.
وبات اسم هذا الصياد على كل لسان في بلده السلفادور، احد البلدان الفقيرة في اميركا اللاتينية.
ويقول خورخي مالينديز مدير الدفاع المدني في السلفادور "لقد استقبلناه بفخر..انه بطل ذلل كل الصعاب الهائلة التي واجهته، وهو سيكون رمزا للقوة والصمود في عمليات الانقاذ التي ننفذها".
أرسل تعليقك