كراكاس ـ العرب اليوم
دعت المعارضة المتشددة الى تظاهرة جديدة اليوم السبت احتجاجا على القمع غداة اعتقال نحو اربعين شخصا بينهم ثمانية اجانب في فنزويلا عندما تواجه مئات المتظاهرين مجددا في كراكاس مع قوات الامن الفنزويلية التي حاولت تفريقهم بواسطة الغاز المسيل للدموع.
وحصيلة الضحايا كبيرة بعد شهر من التظاهرات المعادية للحكومة.
فقد اعلنت المدعية العامة في البلاد لويزا اورتيغا دياز ان الصدامات اوقعت خلال ثلاثة اسابيع 17 قتيلا و261 جريحا، في حصيلة رفعت عدد القتلى الى 18 مع اعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موت عسكري متاثرا بجروح اصيب بها في "كمين" على خط مواز مع احدى التظاهرات.
ودعا قادة المعارضة الراديكالية بمن فيهم النائبة المستقلة ماريا ماشادو الموقوفة وحزب الارادة الشعبية الذي وضع زعيمه في السجن بينما يجر البحث عن نائبه الى مسيرات السبت للاحتجاج على "القمع والتعذيب والاضطهاد".
واعتقل نحو اربعين شخصا بينهم ثمانية اجانب في فنزويلا الجمعة عندما تواجه مئات المتظاهرين مجددا في كراكاس مع قوات الامن الفنزويلية التي حاولت تفريقهم بواسطة الغاز المسيل للدموع، بحسب ما ذكر التلفزيون المحلي.
وجاء في ريبورتاج مقتضب بثه تلفزيون "في تي في" الرسمي ان "العملية الخاصة التي شنها الحرس الوطني في ألتاميرا سمحت بتوقيف 41 (متظاهرا) بينهم ثمانية اجانب يشتبه في علاقتهم بالارهاب الدولي".
وبحسب تغريدة على تويتر لنقابة الصحافة (اس ان تي بي)، فان المصورة الايطالية فرانشيسكا كوميساري من صحيفة ال ناسيونال المحلية هي بين المعتقلين اضافة الى الصحافي الاميركي اندرو روساتي من صحيفة ميامي هيرالد الذي افرج عنه بعد نصف ساعة بعد تعرضه للضرب "على الراس والبطن بيد عناصر من الحرس الوطني".
ولم تؤكد السلطات هذه المعلومات ولم تعط اي تفاصيل تتعلق بالاجانب الذين تم توقيفهم خلال مواجهات عنيفة وقعت الجمعة قرب ساحة ألتاميرا في حي شاكاو الفخم شرق كراكاس.
وقد القى المتظاهرون وفي غالبيتهم من الشبان وبضعهم ملثمون، سيلا من القنابل الحارقة على قوات الشرطة التي حاولت تفريقهم بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، بحسب ما افاد فريق من وكالة فرانس برس في المكان.
واصيب ثلاثة اشخاص بجروح، بحسب رامون موتشاتشو رئيس بلدية حي شاكاو الذي احاطت عشرات الحواجز بساحته الرئيسية ألتاميرا التي تعتبر مركز التظاهرات شبه اليومية ضد الحكومة الفنزويلية منذ بداية شباط/فبراير.
وهذه التظاهرات الطلابية التي تحظى بدعم المعارضة حول الوضع الامني وارتفاع كلفة المعيشة، تنتهي دائما بحوادث عنيفة في المساء ومواجهات مع قوات الامن.
وبدات تظاهرة الجمعة بهدوء مع تجمع مئات الطلاب ومعارضين وصحافيين للتنديد بالاساءات التي ترتكبها قوات الامن ضد حقوق الانسان على هامش التظاهرات المناهضة للحكومة.
وصرح الفريدو روميرو رئيس منظمة "المنتدى الجنائي الفنزويلي" غير الحكومية للصحافيين لقد "احصينا وتحققنا ثم قدمنا للمدافع عن الشعب وللنيابة 33 حالة عن معاملات فظيعة وغير انسانية او تعذيب".
والمنظمة التي اعدت ملفات لهيئات دولية عدة وبينها اللجنة الاميركية لحقوق الانسان، تقدر ان 772 شخصا اعتقلوا بطريقة تعسفية منذ التاسع من شباط/فبراير، وان 34 منهم لم يتم الافراج عنهم بعد واحيل اقل من نصفهم امام محكمة.
ووعدت المدعية العامة الفنزويلية ان "النيابة لن تسمح بانتهاك حقوق الانسان تحت اي ذريعة كانت"، معلنة ان 27 تحقيقا فتح بسبب تجاوزات مفترضة نفذتها السلطات.
وقد اودع السجن اكثر من عشرة عناصر في قوات الامن بينهم خمسة من عناصر الاستخبارات المتهمين بمقتل شابين بالرصاص - معارض ومناصر للسلطة - في 12 شباط/فبراير، اي في اليوم الذي بدات فيه حركة الاحتجاج تتحول الى المزيد من العنف.
ومن العاصمة الكولومبية بوغوتا، وجه الحاكم انريكي كابريليس، ابرز وجوه المعارضة والمرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية، انتقادات "للحكومة التي تتحدث عن سلام لكنها تمارس القمع"، مؤكدا انه لا يمكننا "اخماد الحريق بصب البنزين عليه".
من جهة اخرى، امر القضاء الخميس بتوقيف معارض ثان للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي يواجه اكبر موجة احتجاج منذ انتخابه في نيسان/ابريل، يصفها بانها "محاولة انقلاب" تدعمها واشنطن.
وبحسب حزب الارادة الشعبية (يمين)، فان كارلوس فيتشيو مطلوب لتاسيس جمعية اشرار والتحريض على العنف وهي تهم مماثلة لتلك التي وجهت الى ليوبولدو لوبيز (42 عاما) احد ابرز قادة التحرك المسجون منذ 18 شباط/فبراير.
والجمعة، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا الحكومة على الحوار مع المعارضة قبل ان يقول انه يعمل "عن كثب مع كولومبيا ودول اخرى" للقيام "بوساطة ما" في فنزويلا.
وامس، وعلى الرغم من انحسارها مع بداية ايام الكرنفال، تواصلت حركة الاحتجاج مع موكب من المسيرات وقطع طرق او تجمعات لحملة الطناجر في كراكاس وفالنسيا وماراكاو او ايضا سان كريستوبال مهد التحرك المناهض للحكومة.
أ ف ب
أرسل تعليقك