بانكوك ـ العرب اليوم
تقدم أقرباء متظاهرين قتلا خلال اشتباكات مع الشرطة في بانكوك بشكوى ضد رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا، التي تواجه منذ أربعة أشهر حراكا يطالب برحيلها، في حين تم توقيف عنصرين من القوات شبه العسكرية بتهمة قتل ثلاثة أطفال مسلمين الشهر الماضي بجنوب البلاد، في حادث أشعل موجة من عمليات الانتقام ضد البوذيين.
وقال شيوات سيتيسوكساكول أحد محامي الدفاع عن عائلتي الضحايا لوكالة فرانس برس إنه تم تقديم الشكوى أمام المحكمة الجنائية، التي من المفترض أن تقرر إن كانت الاتهامات كافية لفتح القضية.
وكان أربعة أشخاص وشرطيين اثنين قتلوا في 18 شباط/فبراير الماضي خلال محاولة الشرطة إعادة السيطرة على موقع احتله المتظاهرون بالقرب من حي سياحي في وسط المدينة التاريخي. واتهمت مجموعات لحماية حقوق الانسان الطرفين بإطلاق رصاص حي، الأمر الذي نفاه الجانبان.
وقال مساعد المتحدث باسم الحكومة سونيسا ليرتباكاوات لفرانس برس الثلاثاء إن "الشرطة لم تكن مصدر العنف، ونحن جاهزون لبرهنة ذلك"، مضيفا "نحن واثقون من أننا اتبعنا كافة القواعد والقوانين".
وتشمل الشكوى المقدمة من العائلتين وزير العمل تشاليرم يوبامرونغ، المسؤول عن تطبيق حالة الطوارئ في بانكوك، ورئيس الشرطة وثلاثة مسؤولين آخرين، بحسب محامي الدفاع. وأضاف المحامي أن "المحكمة منحتنا جلسة تمهيدية لتقديم الأدلة الضرورية لتقديم المتهمين للمحاكمة".
ويتهم المتظاهرون رئيسة الحكومة بأنها مجرد دمية في يد شقيقها تاكسين شيناوترا، رئيس الوزراء الأسبق، الذي اطيح به في إنقلاب عسكري في 2006، ويعيش حالياً في المنفى، إلا أنه يبقى حتى الان في صلب الحياة السياسية في البلاد.
ومع انخفاض حدة الحراك، وتضاعف الاعتداءات بالقنابل اليدوية على مخيمات المتظاهرين في الأسابيع الأخيرة، قرر هؤلاء نهاية الأسبوع الماضي وقف سياسة "شل" بانكوك، والاكتفاء بالتجمع في أحدى حدائق العاصمة.
ومنذ بدء الحراك، دخلت تايلاند في أزمات سياسية أنزلت إلى الشوارع مؤيدين ومعارضين لتاكسين.
وفي ربيع 2010، سقط 90 قتيلا و1900 جريح بعدما احتلت جماعة "القمصان الحمر" المؤيدة لتاكسين وسط بانكوك للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة السابق أبهيسيت فيجاجيفا.
وتواجه ينغلوك كذلك عدة قضايا عدلية، من بينها تلك الخاصة بلجنة محاربة الفساد، والتي من الممكن أن تؤدي إلى إقالتها.
وجنوبا، تم توقيف عنصرين من القوات شبه العسكرية بتهمة قتل ثلاثة أطفال مسلمين الشهر الماضي في إقليم ناراثيوات، الذي يخضع لحالة الطوارئ من بين ثلاثة أقاليم جنوبية.
والاشقاء الثلاثة (ثلاث وخمس وتسع سنوات على التوالي) قتلوا في هجوم بالرصاص الحي استهدف عائلتهم.
ووفقاً لرئيس الشرطة في الإقليم باتناوث أنغاكاوين فان المسلحين اعترفا الاثنين بالوقوف وراء الجريمة في إطار رد انتقامي.
وقالا انهما أرادا استهداف الوالد، وليس الأطفال. وقد أصيب الوالد بجروح طفيفة.
واتهم أحدهما والد الأطفال بقتل شقيقه وزوجته الحامل في آب/أغسطس الماضي. وكان تم إلقاء القبض على الوالد سابقاً، ثم اطلق سراحه لغياب الأدلة.
وأشعلت الجريمة ردود فعل انتقامية من المتمردين المسلمين، حيث قتل عدد من البوذيين في حوادث متفرقة. ويتهم المتمردون المسلمون السلطات بالتفرقة العنصرية في بلاد تضم غالبية بوذية.
أ ف ب
أرسل تعليقك