كوالالمبور - العرب اليوم
فقدت طائرة بوينغ 777 لشركة الطيران الماليزية كانت تقوم برحلة بين كوالمبور وبكين وعلى متنها 239 شخصا السبت، ولم يعثر عليها بعد اكثر من 16 ساعة من فقدانها عن شاشات الرادار، على رغم عمليات البحث الجوية والبحرية التي بدأها عدد من البلدان.
ولم تتمكن السلطات من تحديد مكان الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370 وتقل 227 مسافرا من 14 جنسية منهم اربعة فرنسيين وثلاثة اميركيين و12 من افراد الطاقم.
وفقدت الطائرة التي لم ترسل اي نداء استغاثة، كما تقول الشركة، الاتصال مع برج المراقبة في مكان بين شرق ماليزيا وجنوب فيتنام. وكان يتعين على الطائرة كما تقول السلطات الفيتنامية ان تجري اتصالا ببرج المراقبة في مطار هو شي منه-المدينة لكنها لم تظهر ابدا.
وحمل فقدان الطائرة عددا من البلدان على البدء بعمليات بحث في بحر الصين الجنوبي علما انها تتنازع السيادة على بعض اماكن هذه المنطقة.
وامرت الصين سفن دورية بحرية في المنطقة بالبدء بعمليات البحث. وارسلت فيتنام وماليزيا والفيليبين سفنا ايضا وطائرات.
واوضح رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق ان الولايات المتحدة وافقت على ارسال طائرات للمساعدة في العمليات. وعرضت فرنسا ايضا تقديم مساعدتها. وقال ان عمليات البحث ستتواصل "طالما كان ذلك ضروريا".
وردا على سؤال عن احتمال حصول عمل ارهابي، اشار الى ان الحكومة تدرس "كل الاحتمالات، لكن من المبكر جدا اطلاق التكهنات".
وتوقفت ليلا عمليات البحث الجوية، كما اوضحت الشركة، لكن عمليات البحث التي تقوم بها السفن ستتواصل.
واعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية السبت ان ثلاثة اميركيين كانوا على متن طائرة الخطوط الجوية الماليزية.
وافادت معلومات حصلت عليها وزارة الخارجية الفرنيسة من شركة الخطوط الجوية الماليزية ان اربعة فرنسيين كانوا على متن الطائرة.
وطائرة البوينغ 777-2000 الموجودة في الخدمة منذ ما يفوق الاحدى عشرة سنة والتي كان يفترض ان تصل الى بكين في الساعة 6,30 بالتوقيت المحلي (22,30 ت غ الجمعة)، اختفت في الساعة 2،40 بالتوقيت المحلي (18,40 ت غ الجمعة) بعد حوالى ساعتين على اقلاعها من كوالالمبور، كما افادت الشركة التي تتعامل مع قبطان هذه الرحلة منذ 1981.
واضافت ان آخر المواقع المعروفة للطائرة هو وجودها في مكان يبعد 150 كلم شمال الساحل الشرقي لماليزيا.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة الطيران الماليزية احمد جوهري ان "الاولوية التي نركز عليها الان هي العمل مع فرق الاغاثة والسلطات"، معربا عن "حزنه العميق".
واذا ما تحطمت الطائرة فسيكون تحطمها اسوأ حادث لطائرة بوينغ 777 التي تعرضت لحادث واحد مميت خلال 19 عاما لدى سقوط ثلاثة قتلى في مطار سان فرنسيسكو في تموز/يوليو 2013.
واذا ما تأكد وقوع حادث، فانه سيكون ايضا اسوأ كارثة جوية دامية تتعرض لها طائرة ركاب منذ 2001، لدى وقوع حادث لطائرة ايرباض آي-300 لاميركان ايرلاينز اسفر عن 265 قتيلا في الولايات المتحدة.
وذكرت شركة بوينغ على تويتر انها "تتابع عن كثب المعلومات حول ام اتش 370. اننا نفكر في جميع الذين كانوا على متنها".
وايا يكن الحادث الذي تعرضت له الطائرة، قال غيري سوجاتمن خبير الطيران انه كان يفترض ان تبدأ عمليات البحث بأقصى درجات السرعة، مشيرا الى تأخير استمر 24 ساعة.
وقال "لا يمكنكم ان تتحملوا عدم وجود احياء، واذا ما كان هناك احياء، من الضروري ان يتم انتشالهم في اقل من يوم، او ان فرص نجاتهم تتقلص كثيرا".
وكانت الطائرة تقل 227 راكبا بينهم طفلان، الى جانب الطاقم المؤلف من 12 شخصا ماليزيا، كما اوضحت الشركة. وبين الركاب 153 صينيا على الاقل و38 ماليزيا و12 اندونيسيا وستة استراليين اضافة الى اربعة فرنسيين وثلاثة اميركيين.
وتعليقا على الحادث، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بيان ان "هذه المعلومات تقلقنا، ونأمل ان يكون جميع الركاب بخير. نحن نفعل كل ما بوسعنا للحصول على مزيد من التفاصيل".
واثارت ندرة المعلومات غضب العائلات التي احتشدت في فندق مجاور لمطار بكين.
وقال رجل "كان يجب ان يقولوا لنا شيئا. ولا اعرف لماذا لم يصدروا اي معلومات"، قائلا ان مسؤولي الشركة "عديمو الفائدة".
وفي مطار كوالالمبور ينتظر افراد عائلات ركاب بقلق.
وقال حميد رملان وهو شرطي في السادسة والخمسين من عمره وكان صهره في الطائرة، "زوجتي تبكي، الجميع حزانى"
وقال رجل ينتظر ابنة شقيقه وزوجها اللذان كانا يريدان ان يمضيا عطلة في الصين "لم يعطونا اي معلومات حتى الآن".
وشهدت الخطوط الجوية الماليزية حوادث طيران قليلة.
وفي تشرين الاول/اكتوبر الفائت تحطمت طائرة صغيرة من طراز "توين اوتر" ثنائية المحرك تابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية-وينغز اثناء هبوطها في جزيرة بورنيو ما اسفر عن مقتل مساعد الطيار وراكب.
وفي 1977 تحطمت طائرة ركاب في جنوب ماليزيا ما اسفر عن مقتل كل من كان على متنها وهم 93 راكبا وطاقم من سبعة افراد، في اسوأ حادث في تاريخ الشركة.
وسيشكل اي حادث طائرة جديد ضربة قاسية للشركة التي تسجل منذ سنوات خسائر امام شركات منافسة لها مثل ايريجا.
وسجلت الشركة في الاشهر الثلاثة الاخيرة من 2013 فصلها الرابع من الخسائر المالية.
أ ف ب
أرسل تعليقك