بكين ـ العرب اليوم
قال ليانغ يانغ المتحدث العسكري بأسم القوات البحرية الصينية مساء (الثلاثاء) إن سفن البحرية الصينية زادت من تركيزها في عمليات البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة "ام اتش370" باتجاه الغرب وزادت نطاق المنطقة المستهدفة بالبحث ستة أضعاف .
وأضاف ليانغ، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، أن بيانات الأقمار الصناعية الصينية تظهر أن الطائرة المفقودة قد تكون موجودة في أي مكان في الممرين البحريين الواسعين الذين يمتد أحدهما شمالا من بحر اندامان إلى البحر الأسود والثاني يمتد جنوبا إلى المياه غرب استراليا .. موضحا أن البحرية الصينية ستقوم بتعزيز الاتصالات مع السلطات المعنية وستواصل تعديل عملية البحث.
وأوضح المتحدث بأسم البحرية إن سفن البحرية الصينية المتأهبة في خليج تايلاند اتجهت إلى شمال مضيق سنغافورة مساء امس (الاثنين) وانقسمت إلى مجموعتين بعد ظهر اليوم، حيث قادت سفينة الرسو البرمائية "جينغقانغشان" أسطول السفن عبر مضيق مالاكا إلى المياه غرب جزر اندامان.
وأشار المتحدث الصيني إلى أن أسطول صيني آخر يضم سفينة الإمداد "تشيانداوهو" والمدمرة "هايكو" وسفينة النقل البرمائية "كونلونشان" اتجه نحو جنوب غرب سومطرة عبر مضيق سوندا .. موضحا أن عملية الإنقاذ واجهت صعوبات وأن عمق مياه البحر تجاوز 4 آلاف مترا وأن الانعكاس القادم من قاع البحر تداخل مع موجات السونار .
يذكر أنه وبعد مرور أكثر من 10 أيام على اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية "ام اتش 370" طراز بوينج 777 من على شاشات الردار مما أدى لبدء عملية بحث غير مسبوقة متعددة الأطراف ،أصبحت مشاركة المعلومات بين الأطراف المعنية أمرا حتميا، طبقا لما صرح به مسئولون صينيون، فيما أكدت الصين مؤخرا أنه مع مشاركة 26 دولة في مهمة البحث أصبح من المهم جدا مشاركة المعلومات بشكل شامل وفي الوقت الملائم، وإن أية دولة تتراجع أو تتقاعس الآن لا تبدي احتراما كافيا لأرواح 239 شخصا على متن الطائرة المفقودة.
وفى تعليق صيني رسمي قالت وسائل الاعلام الصينية إنه من المعروف للجميع أن عدم دقة المعلومات أو نقصها على الأقل أدى
لفشل عملية البحث المبدئية في بحر الصين الجنوبي وبالتالي ضاع وقت ثمين بلا طائل، وأنه بسبب غياب الشفافية تبددت الجهود الضخمة التي بذلت وانتشر العديد من الشائعات وكل هذا على حساب أعصاب الأسر المكلومة المنتظرة، لذلك لا يوجد أي ذريعة لتكرار نفس الأخطاء.
وأضاف التعليق الصيني أنه من الخطأ إخفاء المعلومات لدواعي أو "أسباب عسكرية" أو "الأمن القومي"، خاصة وأن إخفاء الأسرار لا يمكن أن يكون على حساب الأرواح، حتى لو كان الأمر متعلقا بما يطلق عليه "معلومات حساسة" لا يمكن إعلانها لكن قطعا من الممكن مشاركة تلك المعلومات بين الأطراف المشاركة بمهمة البحث،حيث يؤدي إخفاء الحقائق إلى عرقلة كفاءة عملية البحث.
وأوضح أن مشاركة المعلومات أمر متعارف عليه عالميا في مهام البحث والإنقاذ والإغاثة من الكوارث، على سبيل المثال، خلال عملية البحث عن الطائرة ايه اف447 فى 2009 قدمت كل من الولايات المتحدة والبرازيل لفرنسا بيانات قمر صناعي هامة ومعلومات مراقبة وهو ما ثبتت أهميته لنجاح مهمة البحث، ومثال آخر هو عمليات مكافحة حريق الغابات في استراليا في أكتوبر الماضي وخلالها قدمت الصين صور مراقبة بالقمر الصناعي وبيانات أخرى لاستراليا وهو ما ساعد بشكل كبير في عمليات الإنقاذ.
وأشار التعليق الصيني أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن عملية البحث والإنقاذ متعددة الأطراف غير مسبوقة ومعقدة ولذلك فان مشاركة المعلومات بشكل شامل وفي الوقت الملائم يعد بمثابة تحد كبير، لكن مما لا شك فيه أن ماليزيا تتحمل مسؤولية ضخمة لتحديد مجال مشاركة المعلومات. وفي الوقت الراهن تمتلك أطراف أخرى بيانات ومعلومات قيمة تشمل القوة الاستخباراتية للولايات المتحدة وبالتالي يتعين عليها توفير البيانات والمعلومات اللازمة في الوقت الملائم.
وأختتمت وسائل الاعلام الصينية الرسمية تعليقها بالقول إن الوقت يساوي الحياة والشفافية تحقق الكفاءة، ولا توجد أية ذريعة لأي طرف يقوم بمنع أية معلومات مفيدة يمكن أن تحدد مصير 239 شخصا.
أ ش أ
أرسل تعليقك