تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام
آخر تحديث GMT23:18:39
 العرب اليوم -

تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام

واقعة دار السلام
نيرزني-العرب اليوم

هاجم جهاديون عرب تابعون لتنظيم القاعدة سفارات أميركا في نيروبي ودار السلام قبل 20 عامًا ومنذ ذلك الوقت بدأ تاريخ التطرف يتجذر في شرق القارة الأفريقية، إلا أن هوية الجناة تغيرت اليوم مثل ما تغيرت الأهداف أيضًا.

فجّر مهاجمان  في السابع من أغسطس/آب 1998 في العاشرة والنصف صباحًا أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي ,حاوية محملة بالمتفجرات, وبتسع دقائق فقط بعدها تنفجر قنبلة إضافية في البلد المجاور تنزانيا أمام السفارة الأميركية في دار السلام. وقتل إثر الاعتداءين 242 شخصًا غالبيتهم في نيروبي حيث دمرت قوة الانفجار واجهة السفارة وأدت إلى انهيار المبنى المجاور.

"وكانت الهجمات على السفارات في نيروبي ودار السلام صدمة حقيقية لكثير من الناس"، يتذكر موريتي موتيغا، خبير الشؤون الأمنية لدى مجموعة الأزمات الدولية في نيروبي. " غالبية الكينيين والتنزانيين لم تتمكن من فهم ما يدفع الناس إلى التسبب في حمام الدم هذا".

لكن ليس فقط بالنسبة إلى كينيا وتنزانيا، بل حتى لباقي العالم كانت الاعتداءات على السفارات الأميركية تطورًا جديدًا, فلم يتسبب قبلها هجوم لشبكة القاعدة المتطرفة غير المعروفة نسبيًا آنذاك في سقوط هذا العدد من الضحايا المدنيين. و استهدفت الاعتداءات الإسلاموية في الغالب منشآت عسكرية. أسامة بن لادن ومنظمته حصلا عمليًا بين عشية وضحاها على شهرة دولية وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية ردت بهجمات صاروخية على أهداف في عدد من البلدان، فإن الاعتداءات شكلت بالنسبة إلى الكثير من الخبراء بداية ما يُسمى بالحرب ضد الإرهاب.

وكان شرق أفريقيا مسرحًا للاعتداء الأول الذي نفذته القاعدة مع مئات الضحايا المدنيين، بالرغم من أن الاعتداء لم يستهدف أفارقة. "أفريقيا كانت بمثابة ما يُسمى هدفًا ناعمًا للمتطرفين"، يقول خبير الشؤون الأمنية موتيغا في مقابلة مع DW. والسفارات الغربية لم تكن هناك مراقبة صارمة مقارنة مع أماكن أخرى، والحدود المفتوحة مكنت الشبكة الإرهابية من تهريب أشخاص ومواد تفجيرية. "

وتابع "تحولت أفريقيا للأسف إلى ضحية غير متطوعة لهذه الحرب الشاملة"، والكثير من المعلقين تنبؤوا حينها بأن تتحول أفريقيا مستقبلًا إلى وكر الإرهاب العالمي. والخوف تمثل في أن البنى الحكومية الهشة، لاسيما في الصومال التي تسودها حرب أهلية تمنح الإرهابيين مناطق تراجع مثالية وإمكانيات تجنيد.

"وأشار قائلًا "أعتقد أن هذا تأكد جزئيًا"، تقول أنيته فيبر، خبيرة شؤون شرق أفريقيا من مؤسسة العلوم والسياسة. وأكدت أن ميليشيا الشباب الصومالية المنتمية لشبكة القاعدة ماتزال قوية في المنطقة وتنفذ اعتداءات. لكن التصور القائل بأن الإرهاب الإسلاموي في القرن الواحد والعشرين سيحدث بوجه خاص في أفريقيا لم يتأكد. "وما يزال واضحا أن المواقع الرئيسية موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط"، كما تقول فيبر في مقابلة مع DW.

الإرهاب أصبح محليا

وتجذّر التطرف في القرن الأفريقي، وجلبت اعتداءات في كينيا الاهتمام: على مركز التسوق في نيروبي في 2013 وعلى الجامعة في غاريسا في 2015. إلا أن الجناة في الأثناء تغيروا بالمقارنة مع الوضع قبل عشرين عاما، تقول أنيته فيبر. فعوض "الوحدات الصغيرة المتحركة للقاعدة التي تنتقل إلى المنطقة لتنفيذ اعتداءات" يتعلق الأمر اليوم "بمجموعات منبثقة عن السكان المحليين"، كما تفيد خبيرة العلوم السياسية. ويفيد خبراء أن الظروف الاقتصادية تلعب في الغالب دورا أكبر في التجنيد من التطرف الديني أو السياسي.

 Kenia Sicherheitskräfte auf der Straße (picture alliance/AA)
قوى أمن كينية في شوارع نيروبي

ويلاحظ خبير الشؤون الأمنية الكيني موريتي موتيغا هو الآخر تحولًا في أهداف الاعتداءات الإرهابية في المنطقة. ففي الوقت الذي استهدفت فيه الهجمات السابقة أهدافا غربية مثل السفارات، زاد استهداف السكان المحليين. "مواطنون تحولوا إلى جناة ضد المواطنين". وفي أكتوبر 2017 انفجرت في العاصمة الصومالية مقديشو شاحنة محملة بالمتفجرات ـ ما أدى إلى وفاة حوالي 600 شخص. ولم تعلن أي مجموعة إرهابية علنا مسؤوليتها عن الاعتداء.

قلق الهجمات الإرهابية بطائرات بدون طيار

وكيفت قوى الأمن في المنطقة استراتيجياتها مع الإرهاب المحلي ـ وإلى حد الآن بنتائج غير مجدية، كما يعتبر موتيغا. " كان هناك العمل غير المرضي في استهداف مجموعات بسبب انتمائها الديني أو العرقي". وعلى هذا النحو اتهمت الحكومة الكينية بصفة عشوائية صوماليين بارتكاب اعتداءات في بلادها.

ويعبر الخبير الكيني موتيغا عن قلقه من الاستراتيجية الجديدة للحكومة الأمريكية في الصومال التي تركز بصفة أقوى على هجمات الطائرات بدون طيار ضد مجموعة الشباب الصومالية. ويمكن لهذه الضربات أن تحدث أحيانا نتائج إيجابية بالتقليل من قوة عمل المجموعات المتطرفة. "لكنها قد تؤجج الأجواء لدى السكان المحليين".
 ويفيد نادي الصحافيين البريطاني أن الولايات المتحدة نفذت في السنة الجارية في الصومال 16 هجومًا جويًا حتى الآن، ما أدى إلى مقتل نحو 90 شخصًا ـ غالبيتهم من مقاتلي الشباب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام



درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:48 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024
 العرب اليوم - موديلات فساتين مخمل سوداء طويلة لخريف وشتاء 2024

GMT 08:04 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها
 العرب اليوم - 10 وجهات سفر بأسعار معقولة يمكنك زيارتها

GMT 07:55 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها
 العرب اليوم - نصائح لتنظيف الأسطح الرخامية والحفاظ على لمعانها

GMT 03:21 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي
 العرب اليوم - ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بشكل نهائي
 العرب اليوم - نجاة قيادي في حزب الله من محاولة اغتيال إسرائيلية في بيروت
 العرب اليوم - فصيلة دمك قد ترفع خطر التعرض للسكتة الدماغية في عمر الشباب

GMT 18:32 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين
 العرب اليوم - درة تنتهي من تصوير أول تجربة إخراجية لها عن معانة فلسطين

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير
 العرب اليوم - أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 02:49 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بين الحرب والأزمات المتراكمة

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

15 شهيدا إثر قصف إسرائيلي على خيام نازحين في جباليا شمالي غزة

GMT 02:54 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك شفرة نشر «قوات أفريقية» في السودان

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قصي خولي يبدأ أولى تجاربه في مجال الإعلام

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كريستيانو رونالدو يضغط على النصر لضم دي بروين بأي ثمن

GMT 18:06 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد 4 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في نابلس

GMT 22:23 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية على سهل بوداي في البقاع شرقي لبنان

GMT 17:59 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة 38 جنديا إسرائيليا خلال 24 ساعة على الحدود مع لبنان

GMT 08:57 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

توجيه 3 تهم ضد واين روني بسبب مزاعم هجوم عنيف على الحكم

GMT 11:40 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات الجليل شمال إسرائيل

GMT 11:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوة إسرائيلية جنوب لبنان بالقذائف المدفعية

GMT 16:30 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق كنب الزاوية في غرفة المعيشة

GMT 16:46 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025

GMT 17:16 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز يأخذ هدنة من علاج السرطان لفترة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab