تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام
آخر تحديث GMT03:47:03
 العرب اليوم -

تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام

واقعة دار السلام
نيرزني-العرب اليوم

هاجم جهاديون عرب تابعون لتنظيم القاعدة سفارات أميركا في نيروبي ودار السلام قبل 20 عامًا ومنذ ذلك الوقت بدأ تاريخ التطرف يتجذر في شرق القارة الأفريقية، إلا أن هوية الجناة تغيرت اليوم مثل ما تغيرت الأهداف أيضًا.

فجّر مهاجمان  في السابع من أغسطس/آب 1998 في العاشرة والنصف صباحًا أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي ,حاوية محملة بالمتفجرات, وبتسع دقائق فقط بعدها تنفجر قنبلة إضافية في البلد المجاور تنزانيا أمام السفارة الأميركية في دار السلام. وقتل إثر الاعتداءين 242 شخصًا غالبيتهم في نيروبي حيث دمرت قوة الانفجار واجهة السفارة وأدت إلى انهيار المبنى المجاور.

"وكانت الهجمات على السفارات في نيروبي ودار السلام صدمة حقيقية لكثير من الناس"، يتذكر موريتي موتيغا، خبير الشؤون الأمنية لدى مجموعة الأزمات الدولية في نيروبي. " غالبية الكينيين والتنزانيين لم تتمكن من فهم ما يدفع الناس إلى التسبب في حمام الدم هذا".

لكن ليس فقط بالنسبة إلى كينيا وتنزانيا، بل حتى لباقي العالم كانت الاعتداءات على السفارات الأميركية تطورًا جديدًا, فلم يتسبب قبلها هجوم لشبكة القاعدة المتطرفة غير المعروفة نسبيًا آنذاك في سقوط هذا العدد من الضحايا المدنيين. و استهدفت الاعتداءات الإسلاموية في الغالب منشآت عسكرية. أسامة بن لادن ومنظمته حصلا عمليًا بين عشية وضحاها على شهرة دولية وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية ردت بهجمات صاروخية على أهداف في عدد من البلدان، فإن الاعتداءات شكلت بالنسبة إلى الكثير من الخبراء بداية ما يُسمى بالحرب ضد الإرهاب.

وكان شرق أفريقيا مسرحًا للاعتداء الأول الذي نفذته القاعدة مع مئات الضحايا المدنيين، بالرغم من أن الاعتداء لم يستهدف أفارقة. "أفريقيا كانت بمثابة ما يُسمى هدفًا ناعمًا للمتطرفين"، يقول خبير الشؤون الأمنية موتيغا في مقابلة مع DW. والسفارات الغربية لم تكن هناك مراقبة صارمة مقارنة مع أماكن أخرى، والحدود المفتوحة مكنت الشبكة الإرهابية من تهريب أشخاص ومواد تفجيرية. "

وتابع "تحولت أفريقيا للأسف إلى ضحية غير متطوعة لهذه الحرب الشاملة"، والكثير من المعلقين تنبؤوا حينها بأن تتحول أفريقيا مستقبلًا إلى وكر الإرهاب العالمي. والخوف تمثل في أن البنى الحكومية الهشة، لاسيما في الصومال التي تسودها حرب أهلية تمنح الإرهابيين مناطق تراجع مثالية وإمكانيات تجنيد.

"وأشار قائلًا "أعتقد أن هذا تأكد جزئيًا"، تقول أنيته فيبر، خبيرة شؤون شرق أفريقيا من مؤسسة العلوم والسياسة. وأكدت أن ميليشيا الشباب الصومالية المنتمية لشبكة القاعدة ماتزال قوية في المنطقة وتنفذ اعتداءات. لكن التصور القائل بأن الإرهاب الإسلاموي في القرن الواحد والعشرين سيحدث بوجه خاص في أفريقيا لم يتأكد. "وما يزال واضحا أن المواقع الرئيسية موجودة في الشرقين الأدنى والأوسط"، كما تقول فيبر في مقابلة مع DW.

الإرهاب أصبح محليا

وتجذّر التطرف في القرن الأفريقي، وجلبت اعتداءات في كينيا الاهتمام: على مركز التسوق في نيروبي في 2013 وعلى الجامعة في غاريسا في 2015. إلا أن الجناة في الأثناء تغيروا بالمقارنة مع الوضع قبل عشرين عاما، تقول أنيته فيبر. فعوض "الوحدات الصغيرة المتحركة للقاعدة التي تنتقل إلى المنطقة لتنفيذ اعتداءات" يتعلق الأمر اليوم "بمجموعات منبثقة عن السكان المحليين"، كما تفيد خبيرة العلوم السياسية. ويفيد خبراء أن الظروف الاقتصادية تلعب في الغالب دورا أكبر في التجنيد من التطرف الديني أو السياسي.

 Kenia Sicherheitskräfte auf der Straße (picture alliance/AA)
قوى أمن كينية في شوارع نيروبي

ويلاحظ خبير الشؤون الأمنية الكيني موريتي موتيغا هو الآخر تحولًا في أهداف الاعتداءات الإرهابية في المنطقة. ففي الوقت الذي استهدفت فيه الهجمات السابقة أهدافا غربية مثل السفارات، زاد استهداف السكان المحليين. "مواطنون تحولوا إلى جناة ضد المواطنين". وفي أكتوبر 2017 انفجرت في العاصمة الصومالية مقديشو شاحنة محملة بالمتفجرات ـ ما أدى إلى وفاة حوالي 600 شخص. ولم تعلن أي مجموعة إرهابية علنا مسؤوليتها عن الاعتداء.

قلق الهجمات الإرهابية بطائرات بدون طيار

وكيفت قوى الأمن في المنطقة استراتيجياتها مع الإرهاب المحلي ـ وإلى حد الآن بنتائج غير مجدية، كما يعتبر موتيغا. " كان هناك العمل غير المرضي في استهداف مجموعات بسبب انتمائها الديني أو العرقي". وعلى هذا النحو اتهمت الحكومة الكينية بصفة عشوائية صوماليين بارتكاب اعتداءات في بلادها.

ويعبر الخبير الكيني موتيغا عن قلقه من الاستراتيجية الجديدة للحكومة الأمريكية في الصومال التي تركز بصفة أقوى على هجمات الطائرات بدون طيار ضد مجموعة الشباب الصومالية. ويمكن لهذه الضربات أن تحدث أحيانا نتائج إيجابية بالتقليل من قوة عمل المجموعات المتطرفة. "لكنها قد تؤجج الأجواء لدى السكان المحليين".
 ويفيد نادي الصحافيين البريطاني أن الولايات المتحدة نفذت في السنة الجارية في الصومال 16 هجومًا جويًا حتى الآن، ما أدى إلى مقتل نحو 90 شخصًا ـ غالبيتهم من مقاتلي الشباب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام تحوّل في أهداف الاعتداءات المتطرفة بعد 20 عامًا على واقعة دار السلام



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab