وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سهام انتقاداته وهجماته في كل صوب، مطالباً بتنحي القاضية الفيدرالية التي عُيّنت في قضية قلب نتائج الانتخابات لعام 2020 بدعوى أنها ستكون منحازة، ومتهماً المحقق الخاص جاك سميث بأنه حصل على القاضية التي ستحقق له أحلامه. كما هاجم ترمب المحقق الخاص، متوعداً بملاحقته وملاحقة كل الشهود الذين قد يدلون بشهادتهم. وكتب عبر وسائل التواصل «إذا طاردتني فسوف ألاحقك».
وفي تصريحات في تجمع في ساوث كارولينا مساء السبت، وصف ترمب المحقق الخاص بأنه مريض عقلياً ومختل العقل؛ ما دفع المدعين العامين التابعين لجاك سميث إلى طلب إجراء حماية وقائي ضد تهديدات ترمب.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، كتب ترمب أن القاضية الفيدرالية التي عُيّنت لرئاسة آخر قضية جنائية له يجب أن تنحي نفسها بحجة أنه لا يستطيع الحصول على محاكمة عادلة في هذا الوضع. وكتب عبر «تروث سوشيال» قائلاً: «سيذهب جاك سميث المشوش إلى قاضية أحلامه، في محاولة لسحب حقوقي في التعديل الأول».ومن المعروف أن قاضية المحكمة الجزئية الأميركية، تانيا تشوتكان، التي عيّنها الرئيس باراك أوباما في عام 2014 هي التي ستشرف على القضية المتعلقة بقلب نتائج الانتخابات المتهم فيها الرئيس السابق بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة ومواطنيها، وعرقلة الإجراءات.
ومعروف عن القاضية شوتكان أنها حاسمة، وأصدرت بالفعل أحكاماً صارمة ضد مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول بعد تصريحات لترمب في 6 يناير (كانون الثاني) 2021. وحكمت تشوتكان ضد ترمب في السابق عندما حاول استدعاء امتياز تنفيذي لحماية سجلات البيت الأبيض من لجنة اختيار البيت للتحقيق في أعمال الشغب.
وقد اتهمت هيئة محلفين فيدرالية، يوم الثلاثاء الماضي، الرئيس السابق ترمب بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة، والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية، وعرقلة إجراءات رسمية، والتآمر لحرمان الناخبين من حقوقهم. وهي تهم إذا حكمت المحكمة بالإدانة فيها كلها فسوف يواجه ترمب بعقوبة أقصاها 55 عاماً في السجن.
وفي جلسة المحكمة التي عُقدت يوم الخميس الماضي دفع ترمب ببراءته من التهم الموجهة إليه، ومن المقرر عقد جلسة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.وأشار خبراء إلى أن ترمب يميل إلى تكتيك مهاجمة القضاة واتهامهم بالتحيز ضده. وسبق له القيام بذلك ضد القاضي خوان مانويل ميرشان في نيويورك الذي يشرف على قضية ترمب المتعلقة بتزوير السجلات التجارية. وطالب ترمب أيضاً بأن يتنحى القاضي عن نظر القضية، مشيراً إلى علاقاته الأسرية مع الديمقراطيين وعمله في الإشراف على قضية منفصلة ضد منظمة ترمب التي انتهت بالإدانة في تهم الاحتيال الضريبي.
ويوضح خبراء القانون أن ترمب حاول المطالبة بنقل المحاكمة إلى مكان آخر هو وست فيرجينا ولم ينجح في ذلك، والآن يحاول الدفع بحيلة دعائية أنه لن يحصل على محاكمة عادلة، لأن من المستبعد بشدة إثبات أن القاضية تشوتكان منحازة، أو أن هناك تضارباً في المصالح، ولا يملك ترمب أساساً قانونياً لطلب تنحي القاضية، أو تغيير مكان المحاكمة، وكل هذا جزء من شغفه على وسائل التواصل لإثارة غضب مؤيديه.
استراتيجية فريق الدفاع وبينما شكك ترمب في نزاهة القاضية وطالب بتنحيتها، دفع محامو ترمب بأن محاولاته الفاشلة للتشبث بالسلطة في أعقاب انتخابات 2020 كانت محاولات «طموحة» وليست «إجرامية».
ودافع المحامي جون لاورو عن ترمب قائلاً إن الضغوط التي مارسها ترمب على نائبه مايك بنس لإيقاف عملية التصديق على نتيجة الانتخابات وأعضاء الكونغرس ومسؤولي ولاية جورجيا (بإيجاد أصوات لقلب نتيجة الولاية لصالح ترمب) تعد محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي، الذي حمى حق التعبير عن الرأيوشدد المحامي في برنامج حالة الاتحاد على شبكة «سي إن إن» على أن ترمب لم يرتكب جريمة، وأن ما قاله يندرج تحت حق التعبير عن الرأي في الخطاب السياسي. وقال: «عندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي، فلا يمكنك فقط الدفاع عن منصب، ولكن يمكنك اتخاذ إجراء وتقديم التماس، ويمكنك أيضاً أن تطلب من نائب الرئيس إيقاف التصويت... الطلب هنا طموح، إنها حرية التعبير الأساسية».
ويصوغ محامو ترمب استراتيجية دفاع تعتمد على الإصرار على البراءة وعدم ارتكاب جرائم، وأن التهم لها دوافع سياسية دون أساس في القانون، وتشكل انتهاكاً لحق المدعى عليه في محاكمة عادلة، وبالتالي تكون الخطوة تأجيل عقد جلسات الاستماع القضائية ومواعيد المحاكمات لأطول فترة ممكنة.
ترمب يهاجم بيلوسي ولم تقتصر هجمات ترمب ضد المحقق الخاص والقاضية، بل وجّه هجماته إلى رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، بعد أن وصفته خلال مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» يوم الجمعة الماضي بأنه بدا مثل الفأر المذعور أمام المحكمة. وكتب ترمب يوم الأحد رداً على بيلوسي عبر موقع «تروث سوشيال» لم أكن خائفاً، وهذا شيء حقير لقوله، إنها ساحرة شريرة، كان أزواجها في رحلة جحيم انتهت معها أنها مريضة نفسية ومختلة، وستعيش يوماً ما في الجحيم».
وفي مؤشر جديد، قال المرشح الجمهوري رون ديسانتيس في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز» الاثنين إنه يعتقد بشكل قاطع أن ترمب خسر الانتخابات في 2020، وأن بايدن هو الرئيس. وكان ديسانتيس يتجنب دائماً الأسئلة حول نتائج انتخابات 2020 ويراوغ في إجاباته، ما يشير إلى مؤشرات جديدة لدى خصوم ترمب، والمضي في التشكيك في ما يقوله ترمب حول شرعية الانتخابات.
وأظهرت بيانات استطلاعية جديدة أن أكثر من نصف البلاد، 51 في المائة من الأميركيين، يعتقدون أن ترمب حاول البقاء في منصبه بعد فترة ولايته من خلال وسائل غير قانونية وغير دستورية، وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة «سي بي إس نيوز». وأشار الاستطلاع أيضاً إلى أن أغلبية أكبر من الأميركيين تصل إلى 59 في المائة، تعتقد أن لوائح الاتهام والتحقيقات مع ترمب تهدف إلى وقف حملة الرئيس السابق. وقال 57 في المائة إن التحقيقات ولوائح الاتهام «تدعم سيادة القانون»، بينما قال 52 في المائة إنهم «يدافعون عن الديمقراطية
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك