واشنطن - العرب اليوم
نشرت فورين بوليسي مقالة للكاتب ستيفن والت، ذكر فيها أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فشلت في فهم أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا. كما أنهم لم يبذلوا جهدا حقيقيا لمنع نشوب الحرب.وذكر الباحث السياسي المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، أن إدارة واشنطن الحالية "لعبت دورا رائدا في تنسيق الرد الغربي على العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا. لكن هذا لم يكن كل ما قامت به واشنطن، ومن غير الواضح ما هي المحصلة النهائية لهذه الجهود.الحقيقة القاسية هي أن الحرب إذا طال أمدها ستنتهي بسيطرة روسيا على جزء كبير من دونباس أو دونباس بأكملها، وستخلف الحرب دمارا واسعا في أوكرانيا، وسيتقلص تعداد السكان، وهذا كله لن يكون انجازا يمكن أن تفخر به السياسة الخارجية". برأيه، لا يمكن استبعاد الوصول لنتيجة كهذه".
"الحقيقة المحزنة هي أن إدارة بايدن قامت بعمل ممتاز في إيجاد حل جزئي لمشكلة خلقتها بنفسها" وهي أن المسؤولين الأمريكيين لم يدخروا جهدا في إنكار أن سياسات الولايات المتحدة والغرب عموما كانت السبب وراء هذه المأساة". وشدد الباحث السياسي على أن "نظرة محايدة على الأدلة المتاحة ستظهر العكس". يلفت المقال. أن المسؤولين الأمريكيين "لم يفهموا أن روسيا تنظر للتغيرات في أوكرانيا باعتبارها تهديدا وجوديا. ولم يبذلوا جهدا جقيقيا لمنع نشوب الحرب في البلاد. وقال والت: من الصعب الحكم ما إذا كان من الممكن تجنب نشوب الحرب إذا حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون التجاوب بشكل جدي وإيداعي مع مخاوف روسيا الأمنية وتوقفت إصرارها على انضمام أوكرانيا يوما ما إلى الناتو."كما أكد والت، "إن عدم قدرة الولايات المتحدة على بذل جهد أكبر لمنع الصراع يستحق دراسة نقدية أكثر مما تم القيام به حتى الآن".
ولفت والت إلى أن بايدن تعهد بإعطاء دور أكبر للدبلوماسية عند توليه السلطة. لكن العامين الماضيين لم يتحقق خلالهما سوى انجازات قليلة في السياسة الخارجية الأمريكية. ولفت العالم السياسي الانتباه إلى الإخفاق في التوصل لاتفاق نووي مع إيران، وحاليا طهران باتت أقرب من أي وقت مضى من صنع أسلحة نووية، مما يزيد من خطر نشوب حرب في الشرق الأوسط، وهو أمر لا تحتاجه الآن الإدارة الأمريكية والعالم بأسره".وفقا للعالم السياسي، بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تعرضا للإذلال في أكثر من مناسبة من قبل العديد من الحلفاء في الشرق الأوسط. فمثلا المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، لا تساهم في الجهود الأمريكية الهادفة للضغط على روسيا، وتواصل الاقتراب من الصين. في المقابل الولايات المتحدة "تتخلى عن دورها كصانع سلام عالمي".وأكد والت أن واشنطن تبذل محاولات قليلة لإيجاد أرضية مشتركة مع بكين، وأصبح التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين أكثر نشاطا.
وفقا لوالت، أن مفهوم إدارة بايدن المعلن نشر الديمقراطية والتصدي للاستبداد في السياسة الدولية يخلق مشاكل للدبلوماسية الأمريكية أكثر مما يعطيها مكاسب". هذا لا يساعد الولايات المتحدة على العمل بشكل أكثر فعالية مع الدول الاستبدادية، التي يوجد منها في العالم أكثر من الدول الديمقراطية، وقد تكون مساعدتها ذات قيمة مع اشتداد التنافس بين القوى العظمى.وأشار الصحفي، على وجه الخصوص، إلى أن قادة دول الاتحاد الأوروبي "يقومون برحلات إلى بكين لحماية مصالحهم الاقتصادية."بالإضافة لذلك، لفت العالم السياسي في هذا الصدد الانتباه إلى اجتماع سكرتير مجلس الأمن في الاتحاد الروسي نيكولاي باتروشيف مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، الذي عقد في نهاية مارس.
قد يهمك ايضا
بايدن يحض على إعادة فرض قواعد أكثر صرامة على البنوك المتوسطة
بايدن يرشح أميركية من أصل عراقى سفيرة لدى مصر
أرسل تعليقك