أكدت تركيا اليوم الإثنين أنها ستواصل بذل جهودها «بإصرار من أجل إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية»، وستعمل مع مختلف الأطراف على إحياء اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود.
وعبّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال افتتاح المؤتمر الرابع عشر لسفراء تركيا في الخارج الذي بدأ بمقر رئاسة الجمهورية في أنقرة (الاثنين)، عن قلق بلاده من التطورات الأخيرة التي شهدتها الحرب الروسية - الأوكرانية، متعهداً بمواصلة تركيا مساعيها لإنهائها.
وقال: «إن تركيا هي الفاعل الوحيد الذي لديه اتصال مع جميع أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية»، مضيفاً: «سنواصل السعي بعزم وإصرار من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام».وتابع: «نحن نجد التصعيد الأخير للحرب مثيراً للقلق. بصفتنا دولة منفذة لاتفاقية مونترو لعام 1936 (تتعلق بتنظيم عبور السفن في مضائق البحر الأسود)، نحافظ على الهدوء، خصوصاً في البحر الأسود، ومن أولوياتنا الرئيسية منع أي محاولات تعرض المنطقة للخطر».
وقال فيدان، إن تركيا ستعمل مع الدول الأخرى على «إنشاء نظام دولي فعال وشامل يحتضن الإنسانية، ويقضي على غياب العدالة العالمية، ويعالج التفاوتات الاقتصادية، وينتج السلام والأمن والاستقرار والازدهار».
وأضاف أن «تركيا ستعزز جهودها الرامية لإرساء السلام والأمن في الفترة المقبلة، وتكثف في هذا الإطار تدابيرها ومبادراتها للحد من الصراعات».
وأكد أن تركيا «ستستمر في التواصل مع جميع الأطراف لإعادة إحياء اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود».وتوقف العمل بالاتفاقية الموقعة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) 2022 بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، في 17 يوليو الماضي، بعد رفض موسكو تجديدها بسبب عدم تنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاقية الذي يسمح بخروج منتجاتها من الحبوب والأسمدة الزراعية إلى الأسواق العالمية، أسوة بما حدث مع أوكرانيا التي سمحت الاتفاقية بخروج 33 مليون طن من الحبوب من موانئها.
وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي بينهما الأربعاء الماضي، في استئناف العمل باتفاقية الحبوب، مؤكداً دعم بلاده الموقف الروسي في ما يتعلق بتنفيذ الشق الخاص بروسيا في الاتفاقية.
وأكد بوتين أن بلاده لا تمانع في استئناف العمل بالاتفاقية إذا جرى تنفيذ الشق الخاص بها، داعياً إردوغان إلى «أن تعمل تركيا على إقناع الغرب بهذا الأمر».وقال إردوغان، الجمعة، إنه لا يزال يأمل أن يزور بوتين تركيا في أغسطس (آب) الحالي، مشيراً إلى أنه «لا موعد محدداً بعد للزيارة، لكن وزير الخارجية ورئيس المخابرات التركيين يجريان محادثات بشأنها، وأعتقد أنها ستكون في أغسطس».
وأضاف إردوغان أنه يوافق بوتين الرأي حول ضرورة إرسال صادرات حبوب إلى أقل دول أفريقيا نمواً، قائلاً: «سنحول حبوب البحر الأسود إلى دقيق، وننقلها إلى دول أفريقيا الفقيرة والأقل نمواً».
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية، الاثنين، عن مصدر دبلوماسي لم تحدده بالاسم، قوله، إن استئناف العمل باتفاقية الحبوب «سيكون أحد الموضوعات الرئيسية على طاولة محادثات إردوغان وبوتين، في حال زيارته لتركيا في أغسطس الحالي».
وقال المصدر: «إن الوضع الحالي يؤثر على البلدان الأكثر احتياجاً للمنتجات الزراعية، ويجب حل هذه المشكلة بالتوازي مع تساؤلات روسيا الموجهة لأطراف الصفقة»، مضيفاً أن أنقرة «تتوقع التوصل إلى اتفاق مع موسكو».ولم يحدد المصدر المقترحات الملموسة لاستئناف الاتفاقية التي يناقشها الجانب التركي مع ممثلي الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا. وأوضح «أن النتيجة الإيجابية للوضع ستعزز مكانة أنقرة وموسكو في أفريقيا وآسيا».
ونقل بيان للرئاسة التركية عن إردوغان قوله لبوتين، خلال الاتصال الهاتفي بينهما الأربعاء الماضي، أن أسعار الحبوب ارتفعت بنسبة 15 في المائة، بسبب تعليق صفقة الحبوب، بعد أن انخفضت بنسبة 23 في المائة خلال العام الذي نفذت فيه الاتفاقية.وسبق أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، بأنه من الممكن أن تبرم روسيا صفقة حبوب جديدة مع تركيا، ويمكن النظر في أي خيارات لمواصلة إمدادات الحبوب إلى الأسواق العالمية.
وقال: «نحن على استعداد للنظر في الخيارات المختلفة لمواصلة توريد الحبوب إلى السوق العالمية، الحبوب والأسمدة... موسكو تعمل على إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع أنقرة باستمرار».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك