دمشق ـ العرب اليوم
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق اشتباكات عنيفة بين مسلحي جبهة النصرة وداعش في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة.
وبيّن مصدر ميداني من قوات الدفاع الوطني لـ"آر تي" أن الاشتباكات على أشدها بين مسلحي التنظيمين، في محاولة من قبل "داعش" لانتزاع السيطرة على باقي أحياء القسم المحتل من المخيم من يد النصرة باستعمال كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "المعلومات الواردة من الداخل تشير إلى وجود احتمال كبير لنجاح "داعش" في حال عدم الوصول إلى تهدئة".
ويخضع المخيم الواقع جنوب العاصمة دمشق لسيطرة كل من قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وقوات الدفاع الوطني، حيث تسيطر على مساحة 30% تقريباً من المخيم مقابل 50% تحت سيطرة "داعش" والفصائل المبايعة له و20% لجبهة النصرة والفصائل المبايعة لها.
وقال أبو كفاح، قائد قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تصريح لـ"آر تي" إن الاشتباكات بين "داعش" والنصرة تدور حاليا في شارع منطقة حيفا وجنوب شارع لوبيا في المخيم، مبينا أن جبهات قوات الجبهة الشعبية والدفاع الوطني مع كل من "داعش"، على طول شارع فلسطين، والنصرة، في ساحة الريجي غربا باتجاه شارع الـ 30، تشهد حاليا هدوءا نسبيا مقارنة مع الأيام السابقة.
وتحدثت مواقع وصفحات موالية لتنظيم "داعش" عن نية التنظيم السيطرة على كامل المخيم لتهديد العاصمة دمشق عبر بوابتها الجنوبية.
فيما وصف أبو كفاح ذلك بـ"فقاعات إعلامية"، مؤكدا استحالة تقدم مسلحي "داعش" مترا واحدا في القسم الواقع تحت سيطرة قوات الجبهة الشعبية والدفاع الوطني.
ويعتبر مخيم اليرموك مطوقا من كافة الجهات من قبل الجيش السوري والفصائل المؤازرة، عدا امتداده مع بلدة الحجر الأسود جنوبا والتي تعتبر معقل "داعش" في ريف دمشق الجنوبي والمحاصرة أيضا من قبل الجيش السوري.
وقال أبو كفاح إن قوات الجبهة الشعبية والدفاع الوطني يمكنها تحرير المخيم من مسلحي "داعش" و"النصرة"، مشيرا إلى أنهم يعولون على تنفيذ اتفاق الحجر الأسود حفاظا على حياة المدنيين والبيوت والمساكن داخل المخيم.
تجدر الإشارة إلى اتفاق تم التوصل إليه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بين "داعش" والأمم المتحدة والحكومة السورية تضمن خروج مسلحي "داعش" في الحجر الأسود إلى الرقة بضمانات أممية عرقلت في المرة الأولى "لأسباب لوجستية" وفي المرة الثانية في مارس/آذار 2016 لارتكاب "داعش" لمجزرة البغيلية في دير الزور.
وتتحدث مصادر فلسطينية عن وجود ما بين 6000 إلى 7000 مدني داخل المخيم مقابل نزوح ما يقارب 18000 آخرين إلى بلدة يلدا المجاورة والتي تخضع لاتفاقية مصالحة مع الحكومة السورية.
ويقدر عدد المسلحين داخل المخيم ما بين 200 إلى 250 مسلحا ينتمون لجبهة النصرة والفصائل المتحالفة مقابل 2000 إلى 2200 مسلحا من "داعش" والفصائل المبايعة في كل من المخيم والحجر الأسود، حسب أرقام من مصادر ميدانية.
أرسل تعليقك