برشلونة - العرب اليوم
ارتفعت عشرات الابراج البشرية مرفقة باناشيد تقليديةومحاطة باعلام استقلالية، باتجاه السماء الاحد في كاتالونيا ومدن اوروبية اخرى للمطالبة بالحق في تقرير المصير لهذه المنطقة الواقعة في شمال شرق اسبانيا.
في برشلونة وعلى خلفية واجهة كاتدرائية ساغرادا فاميليا الرائعة اقامت مجموعة "كاستيلس" او "قصور"التابعة لهذا الحي برجا بشريا ارتفاعه سبعة طوابق امام حشد حبس انفاسه.
هذا التقليد الذي ادرج في قائمة التراث غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو العام 2011 يعود الى قرنين من الزمن واصبح واجهة للثقافة الكاتالونية ووسيلة ثقافية تدعم المطالبة بالاستقلال من قبل القوميين الذين ياملون تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر.
وتوضح مورييل كاسالس رئيسة "اومنيوم" وهي جمعية مدافعة عن الثقافة الكاتالونية ان "+كاستيلس+ ترمز الى اللحظة السياسية التي نعيشها. الكثير من الناس يجهدون الان لاقامة ابراج كانت من المستحيل سابقا اقامتها مثل الاستقلال تماما، لكنها لم تعد مستحيلة الان".
وتحت شعار "نحن الكاتالونيين نريد التصويت، ابراج بشرية من اجل الديموقراطية" جمعت "اومنيوم" اكثر من خمسة الاف شخص من 71 مجموعة "كاستيلس" اقاموا الاحد بالتزامن ابراجا بشرية في برشلونة وباريس وبرلين وروما وسانتياغو ومونتريال وفي حوالى اربعين مدينة وبلدة كاتالونية.
وتقول مارغا تاراغو وهي موظفة في الثالثة والخمسين والعضو في مجموعة "كاستيلس" كاتدرائية ساغرادا فاميليا، "نتمنى كثيرا ان نتمكن من التصويت ونريد ان تدرك اوروبا ذلك".
والاحد عند الظهر تماما ووسط التصفيق والتشجيع والصيحات المطالبة بالاستقلال، بدأ المشاركون وقد ارتدوا القمصان الخضراء والسراويل البيض والاحزمة الاسود بالتسلق للوقوف على اكتاف المشاركين الاخرين وصولا الى تشكيل برج يرتفع سبعة طوابق تتوجه فتاة صغيرة تعتمر خوذة.
وتكرر المشهد في تاوير بريدج في لندن وفي باريس امام برج ايفل وعلى الساحة الكبرى في بروكسل وساحة الكسندربلاتز في برلين حيث تلقى المشاركون دعم بيب غارديولا مدرب برشلونة سابقا وبايرن ميونيخ راهنا.
وقال بيري تيانا الناطكق باسم "كاستيلس"، "مينيونس دي تيراسا" التي شاركت في هذا العرض امام مقر الحكومة الكاتالونية في برشلونة "كان الامر رائعا. نحن مجتمع نشط جدا ومرة اخرى اثبتنا ذلك".
ولطالما تمتعت الثقافة الكاتالونية و"كاستيلس" خصوصا بطابع شعبي جدا. ويضيف تيانا "هذا التقليد ليس انتقائيا ونخبويا الجميع يمكنه المشاركة وهذا ما يجعل منها قوية".
وباتت "كاستيلس" الان في ذروة شعبيتها مع حوالى مئة مجموعة و11 الف عضو و"انشاءات" رائعة قد يصل ارتفاعها الى عشرة طوابق وهي تساهم في اضفاء اجواء خاصة على الحفلات الشعبية في بلدات كاتالونيا والمختلفة كثيرا عن حفلات باقي مناطق اسبانيا.
فقد حلت مكان مصارعة الثيران التي باتت محظورة في المنطقة، تقاليد مثل رقصة ساردانا و "كورفوك" التي يهرول خلالها اشخاص متنكرون بلباس الشيطان ويرقصون ويقفزون في الشوارع بين حرائق اصطناعية.
وتماشيا مع ازدياد الميل الاستقلالي في هذه المنطقة البالغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة، بدأت الثقافة التقليدية فيها تؤدي دورا سياسيا.
ويوضح لويس بويغ المدير العام لدائرة الثقافة الشعبية في الحكومة الكاتالونية "في السابق لم يكن للمنظمات الثقافية اي طابع سياسي. اما الان فقد اتخذت بغالبيتها موقفا مؤيدا لتقرير المصير".
وفي 11 ايلول/سبتمبر 2013 وخلال السلسلة البشرية الطويلة التي نظمت من شمال كاتالوينا الى جنوبها للمطالبة بالاستقلال انضمت الكثير من الجمعيات الثقافية الى المتظاهرين الذين انتشروا على 400 كيلومتر. وتحولت السلسلة البشرية هذه في بعض الاماكن الى استعراض للفلكلور الكاتالوني.
وقالت ماريا غارسيا وهي متقاعدة كاتالونية اتت برفقة الذي حمل علما استقلاليا امام البرج البشري في ساغرادا فاميليا "نحن مختلفون لسنا افضل او اسوأ بل نحن مختلفون. الحكومة الاسبانية لم تشأ يوما الاصغاء الى ذلك . لذا فنحن اليوم نريد المغادرة".
أرسل تعليقك