أردوغان قلق جدًا بسبب التطورات الميدانية في سورية
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

أردوغان قلق جدًا بسبب التطورات الميدانية في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أردوغان قلق جدًا بسبب التطورات الميدانية في سورية

رئيس النظام التركي رجب أردوغان
أنقرة _ سانا

رأى الكاتب والسياسي اللبناني سعد الله مزرعاني ان رئيس النظام التركي رجب أردوغان قلق جدا بسبب التطورات الميدانية في سورية وخصوصاً بعد استهداف الطيران الروسي بقعة حساسة يعول عليها كثيراً في تنفيذ مشروعه بإقامة منطقة حظر طيران “آمنة”.

وأوضح الكاتب مزرعاني في مقال له في صحيفة الأخبار تحت عنوان “حسابات أردوغانية خاطئة” انه قبيل العمليات الجوية العسكرية الروسية ضد التنظيمات الارهابية في سورية انشغل أردوغان بمعالجة نتائج الانتخابات في بلاده والتي خسر فيها أكثرية كان يأمل باستمرار دعمها من أجل مواصلة مشروعه الإمبراطوري في ممارسة سلطة فردية مطلقة عبر تعديل الدستور وإقامة نظام رئاسي أعد له كل العدة الضرورية من التصفيات داخل حزبه وحلفائه وصولاً إلى استئناف الصراع الدموي مع الأكراد.

وأضاف الكاتب اللبناني أنه في مجرى انشغالات أردوغان هذه نجح في تحقيق هدفه الانتخابي واستعاد الأكثرية بأساليب معظمها غير مشروع بلغت حدود الرشوة الواضحة لملايين الخريجين الشباب وحدود المزايدة على القوميين في استهداف الأكراد ولو بالمجازر ضد تجمعاتهم الانتخابية لكنه في المقابل وجد نفسه أمام واقع سوري جديد مختلف تماماً عما كان عليه سابقا وأمام خطة روسية منسقة مع الحلفاء تكاد تبدو مثالية في جانبيها الميداني والسياسي وبما لا يتوافق إطلاقاً مع تطلعاته التي عمل من أجلها منذ بداية الأزمة في سورية في آذار عام 2011 إلى اليوم.

ولفت مزرعاني الى أن العمليات العسكرية الروسية التي كانت سريعة وفعالة ومنسقة فضحت التردد الأميركي قبل كل شيء حيث ان واشنطن أعلنت حربا وحلفا على الإرهاب لم يلمس له العالم سوى أثر محدود كما فضحت أكثر الموقف الأردوغاني الذي فقد تماماً زمام المبادرة وخصوصا مع توسع العمليات الإرهابية في أوروبا و لاسيما فرنسا وانطلاق موجة هائلة معادية للإرهاب،على النطاق العالمي كما لم يحصل منذ سنوات مشيرا الى انه يتوجب على أردوغان أن يحاول الخروج من هذا الكابوس الذي أفسد عليه الاحتفال بنجاحاته الانتخابية وأحلامه السلطانية وخاصة حين اقترن التقدم في الميدان بالتقدم بمبادرات سياسية فرضت إزاحة بعض المطالب كشرط لأي حل وعززت أولوية أخرى نقيضة ومنطقية وطبيعية ومصيرية، هي التصدي للإرهاب كمقدمة وكشرط لأي حل لا تحتاجه سورية وحدها بل البشرية جمعاء بسبب جرائم الإرهابيين التي لا حدود جغرافية لغدرها ولا خطوط حمراء لجرائمهم وهمجيتهم.

وقال الكاتب أنه في مجرى العملية الروسية في سورية تحول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الشهرين الماضيين إلى الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم وبدا المدافع الوحيد عن البشرية ضد الإرهاب المتعاظم بينما الآخرون غارقون في فئوياتهم وأطماعهم وعارهم مشيرا الى ان التغييرات الميدانية المؤثرة والدينامية السياسية الروسية تكرستا سريعا في عقد مؤتمر فيينا بشأن الأزمة في سورية ترافق ذلك مع تلاحق تحولات بارزة في المواقف الأوروبية حيالها.

واعتبر مزرعاني ان تلك التطورات وسواها كانت السبب وراء القرار التركي بتدبير كمين إسقاط الطائرة الروسية المحرض عليه بشكل غير مباشر أميركيا في محاولة لوقف ما يجري في سورية لافتا الى ان هذا التصرف بدا للوهلة الاولى وكأنه أعاد المبادرة إلى الطرف التركي ومحرضيه لكن الرد الروسي المسوءول والحازم في الوقت نفسه والمتصاعد على المستويين الميداني والسياسي وكذلك مواقف الدول الأوروبية الحليفة لأنقرة أحرجا القيادة التركية بل حتى ضاعفا من طرح التساوءلات بشأن دورها القديم الجديد في دعم الإرهابيين.

وقال الكاتب بدأ التبرير التركي هزيلا وغير منطقي بل حتى غير أخلاقي فسلطات أنقرة تقدم التسهيلات للطائرات الأميركية من أجل العمل في الأراضي السورية من دون إذن لهما من السلطة الشرعية السورية وهذا تكرار معادلة “أعطى من لا يملك لمن لا يستحق” والمخابرات التركية تستبيح الأراضي السورية منذ سنوات وتسهل مرور عشرات آلاف المقاتلين الإرهابيين ممن تحاول توظيفهم في خدمة مشروعها لوضع اليد على سورية بالجملة أو بالمفرق وبدلاً من تصحيح مواقفها وأخطائها تبادر الحكومة التركية إلى اللعب بالنار باستهداف القوة الدولية الوحيدة التي تقاتل شبه منفردة، الإرهاب والتي تمد يدها إلى الجميع ساعية لإقامة تحالف دولي فعلي من أجل ذلك معتبرا ان ما حصل يعادل فضيحة كاملة للسياسات التركية في إصرار صانعيها على محاولة استخدام الإرهابيين واستمرار دعمهم بينما يتوحد العالم كله تقريباً ضد جرائمهم.

وختم الكاتب مقاله بالقول لن يحصد الرئيس التركي من سياسته هذه سوى الخيبات والعزلة أما الموقف الروسي فإنه على العكس يراكم المزيد من التفهم والتأييد العلني أو الضمني، من قبل كل المتضررين من الإرهاب، في أربع أرجاء الأرض .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان قلق جدًا بسبب التطورات الميدانية في سورية أردوغان قلق جدًا بسبب التطورات الميدانية في سورية



GMT 02:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ترامب سينشئ منظومة دفاع صاروخي جديد في الولايات المتحدة

GMT 02:08 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأوكراني ينسحب من مناطق في الشرق

GMT 01:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

غزة وأوكرانيا من أولويات جو بايدن قبل تركه البيت الأبيض

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab