بعد اقل من اربعة اشهر على لقائهما الاول في واشنطن، وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما صباح الاحد الى الهند للاجتماع برئيس وزرائها نارندرا مودي خلال زيارة تستغرق ثلاثة ايام يطغى عليها تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وقد حطت الطائرة الرئاسية بعيد الساعة 9,35 (4,05 تغ) في مطار نيودلهي الدولي حيث كان مودي في استقبال الرئيس الاميركي الذي ترافقه زوجته ميشيل. وقد صافحه وعانقه بحرارة عند نزوله من الطائرة.
وبدا الزعيمان محادثاتهما على غداء عمل بعد ترحيب حار باوباما في المطار من قبل رئيس وزراء كانت تعتبره واشنطن شخصا غير مرغوب فيه قبل اقل من عام.
وسيحضر اوباما كضيف شرف الاثنين العرض العسكري بمناسبة يوم الجمهورية في سابقة لرئيس اميركي ما يزال يمارس مهامه.
وقبل مغادرته واشنطن، عبر اوباما عن قناعته بان العلاقات بين الولايات المتحدة والهند ستكون "واحدة من اهم الشراكات الكبيرة في القرن الحادي والعشرين".
وتضاعفت المبادلات التجارية بين العملاقين خمس مرات منذ العام 2000 بحيث بلغ حجمها 100 مليار دولار سنويا. وقد حددت واشنطن هدفا يقضي بمضاعفة هذا الرقم خمس مرات خلال السنوات المقبلة.
واطلق الحرس الرئاسي 21 طلقة مدفعية لدى وصول اوباما الى القصر وقال الرئيس الاميركي الذي وصل في سيارة فخمة مصفحة يواكبها جنود الخيالة "انه شرف كبير"، معبرا عن امتنانه لهذه "الضيافة الرائعة".
وشارك في مراسم وضع اكاليل الزهور وغرس اشجار عند ضريح المهاتما غاندي الذي قتل العام 1948 قبل ان يحضر عشاء رسميا.
لكن المحطة الابرز لالتقاط الصور خلال الزيارة تم الغاؤها. ولن يتوجه اوباما وزوجته الى ضريح تاج محل. واثار قرار اختصار الزيارة للتوجه الى السعودية للتعزية بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز خيبة امل.
واكد البيت الابيض على العلاقات الممتازة بين اوباما ومودي الذي تسلم الحكم في ايار/مايو 2014 بعد فوز اليمين الهندوسي الكاسح بالانتخابات التشريعية.
وقبل عقد من الزمن، لم تكن هناك اي علاقة بين الولايات المتحدة ومودي الذي رفضت واشنطن منحه تاشيرة دخول عام 2005 بسبب اعمال العنف التي طالت المسلمين في ولاية غوجارات التي كان حاكمها العام 2002.
وقال ميلان فايشناف من مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي "اعتقد ان مودي فاجأ العالم بتوجهه نحو الولايات المتحدة دون ادنى تردد"، مضيفا ان ادارة اوباما "ردت سريعا بعد انتخابه مؤكدة استعدادها للمضي قدما".
ورغم التاكيد على العلاقات الطبيعية بين "اكبر ديموقراطيتين في العالم" والتي تشغل حيزا بارزا في الخطابات الرسمية، الا ان التوقعات من الزيارة قد تكون مخيبة للامال.
وقال ريتشارد فاونتن من معهد الابحاث "مركز الامن الاميركي الجديد" ان قادة البلدين "ينغمسان في قراءة رومانسية، اكثر مما هي واقعية، للعلاقات بين البلدين".
واضاف ان "البلاغة مهمة لكنها تخفي الى حد ما التحدي المستمر الكائن في تحويل الرؤى والحماسة الى تقدم حقيقي بين الهند والولايات المتحدة".
واعلنت شكبة ان دي تي في للتلفزيون ان اوباما ومودي سيبحثان اعادة احياء اتفاق حول النووي المدني وقع العام 2008 لكنه ما يزال يراوح مكانه بسبب التشريعات الهندية.
وتنص التشريعات على مسؤولية من قام بصناعة المفاعلات النووية في حال حصول حادث ما، الامر الذي ترفضه المجموعات النووية الاجنبية. واشارت الصحف الهندية الى اقترح يتضمن قيام "مجموعة من شركات التامين" بتعويض الشركات التي تبني المفاعلات في حال وقوع حادث ما.
وبعد شهرين من اتفاق مع الصين حول الاحتباس الحراري وانبعاثات الغاز، تنوي واشنطن التطرق في محادثاتها مع نيودلهي الى التغير المناخي في ظل تاكيد هذه الاخيرة انها لن توقع في قمة المناخ التي ستعقد في باريس في كانون الاول/ديسمبر اي اتفاق لخفض انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة لان ذلك قد يهدد نموها.
وتعتمد الهند التي تعاني من انقطاع الكهرباء بشكل كبير على محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.
وقال بن رودس مستشار الرئيس الاميركي "من المستحيل التوصل الى اتفاق دولي حول المناخ في باريس اذا لم يتم تقديم برنامج يلبي الطموحات" مضيفا ان "الولايات المتحدة والصين والهند في الصف الاول مع اوروبا بالطبع".
واشار الى احتمال تحقيق تقدم حول ملف الطاقة المتجددة خلال زيارة اوباما.
أ ف ب
أرسل تعليقك