كييف - العرب اليوم
واصلت اوكرانيا الخميس هجومها "ضد الارهاب" في شرق البلاد مستبعدة ضمنا امكانية العودة الى وقف اطلاق النار الذي دعا اليه الاوروبيون في برلين، الى ان تنفذ شروطها وفي طليعتها استعادة السيطرة على الحدود.
ويمكن ان تزداد حدة "عملية مكافحة الارهاب" بعد تعيين وزير جديد للدفاع ورئيس جديد لهيئة الاركان وموافقة البرلمان عليهما.
وادى لقاء وزراء خارجية اوكرانيا وروسيا والمانيا وفرنسا الاربعاء في العاصمة الالمانية الى الدعوة لعقد اجتماع في موعد اقصاه السبت لمجموعة الاتصال التي تضم روسيا واوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، مع مشاركة انفصاليين، وذلك على امل التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار.
الا ان الاتفاق حول ضرورة التوافق والذي رحب به وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير على انه "خطوة الى الامام" لا يوحي بحصول تقدم على الفور.
فقد اعادت كييف التاكيد منذ الاربعاء على استعدادها للتفاوض في اطار مجموعة الاتصال، وان اي وقف محتمل لاطلاق النار يجب ان يكون "ثنائيا" وليس احادي الجانب على وقف اطلاق النار الذي اعلنته السلطات في كييف وانتهت مدته بعد شهد عدة حوادث مسلحة وسقوط قتلى.
وفي كييف، ذكر المسؤول الثاني في الادارة الاوكرانية فاليري تشالي الاربعاء بالشروط الاخرى لبلاده وهي استعادة السيطرة على الحدود تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا واطلاق سراح "كل الرهائن" المحتجزين لدى الانفصاليين.
وفي ما يتعلق بالنقطة الاولى، تصر موسكو على ان ترسل كييف عناصر من حراس الحدود مع مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى الجانب الروسي من الحدود للمشاركة في عمليات مراقبة الحدود.
ومع ان كييف لم ترفض الاقتراح بشكل واضح، الا انها تعتبره غير كاف لان معناه ان الجانب الاخر من الحدود سيبقى تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
من جهتهم، اعرب الانفصاليون عن استعدادهم للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة فقط اذا شاركت فيها روسيا والاسرة الدولية، بينما رفضوا اجراء مفاوضات ثنائية مع كييف.
وصرح اندري بورغين "نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من قبل الانفصاليين لفرانس برس "في حال قدمت روسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا اقتراحا لنا، فنحن مستعدون للمشاركة في مشاورات".
واعتبر المحلل السياسي فاديم كاراسيوف مدير معهد الاستراتيجيات الشاملة في كييف ان امكان اعلان وقف جديد لاطلاق النار يتوقف على الوضع العسكري الميداني.
واوضح كاراسيوف لفرانس برس "اذا حققت كييف نجاحات عسكرية مهمة في الشرق فالسلطات لن تعلن وقفا لاطلاق النار (...) لان وقف العمليات العسكرية مما يعطي الخصم مجالا لتلقي الدعم وحشد قواه من جديد لا معنى له".
واضاف "في المقابل، اذا ابدى الانفصاليون مقاومة فعالة وواجهت العملية العسكرية صعوبات، عندها يمكن ان تفضل السلطات اعلان هدنة"، موضحا ان الوضع سيتضح بحلول نهائية الاسبوع.
وبانتظار الاعلام عن موعد ومكان اجتماع مجموعة الاتصال، واصلت القوات الاوكرانية مساء الاربعاء عملياتها ودمرت طابورا من خمس شاحنات عسكرية كانت تنقل انفصاليين في جنوب منطقة دونيتسك احد معاقل التمرد، حسبما اعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية دون اعطاء حصيلة اكثر دقة.
واضافت الوزارة ان مجموعة من الانفصاليين وصلت على متن عربات مدنية ترفع علما ابيض وفتحت النار الاربعاء على حاجز للجيش الا انه تم صده و"القضاء على المعتدين".
وافاد حرس حدود اوكرانيين ان تسعة من عناصرهم اصيبوا بجروح بقصف من قذائف هاون شنه انفصاليون صباح الخميس ضد حاجز حدودي في دولجانسكي الذي استعاد الجيش الاوكراني السيطرة عليه بعد معارك ضارية.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك