أعلنت أوكرانيا التي تخوض نزاعًا مسلحًا مع الانفصاليين الموالين للروس، الجمعة انها ستزيد عديد قواتها المسلحة ومضاعفة ميزانيتها العسكرية اكثر بمرتين رغم الهدنة السارية في شرق البلاد الانفصالي.
لكن في اشارة الى الصعوبات التي تعيق التوصل الى تهدئة دائمة للنزاع الذي اسفر عن سقوط اكثر من 4300 قتيل منذ نيسان/ابريل، لم تنطلق مفاوضات السلام التي كانت مقررة هذا الاسبوع في مينسك.
وفي كلمة القاها امام البرلمان قال وزير الدفاع الاوكراني ستيبان بولتوراك ان الجيش سيستدعي اربعين الف جندي خلال 2015 اي ضعفي عدد المجندين قبل اندلاع الازمة، وفضلا عن ذلك سيتم تدريب 10500 اخرين في اطار تعاقد.
وسيرتفع عديد القوات المسلحة السنة المقبلة الى 250 الف رجل مقابل 232 الف حاليا وستشكل وحدات جديدة و"قوات تكلف بعمليات خاصة".
ولهذا الغرض ستتضاعف الميزانية العسكرية في هذا البلد الذي بات على شفير الافلاس ويحتاج بشكل عاجل الى مليارات الدولارات من المساعدة الغربية، لتبلغ خمسين مليار هريفنيا (2,4 مليار يورو).
وقد ادى ضم روسيا شبه جزيرة القرم والنزاع الدامي في شرق اوكرانيا حيث موسكو متهمة بدعم الانفصاليين عسكريا، الى سلسلة من النفقات العسكرية في بلدان البلطيق التي تعرضت الى الاحتلال السوفياتي طيلة نصف قرن خوفا على أمنها امام مضاعفة النشاط العسكري الروسي عند حدودها.
وحتى السويد اعلنت الخميس احتمال تعبئة المجندين السابقين مجددا للمشاركة في تمارين عسكرية وبرر وزير الدفاع ذلك ب"اعادة تسليح روسيا".
على الصعيد الدبلوماسي، اعربت كييف وموسكو الجمعة عن ارتياحهما لان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق الثلاثاء في شرق اوكرانيا، يبدو صامدا رغم اطلاق نار متقطع في بعض النقاط الساخنة.
واثناء زيارة الى سيدني، نوه الرئيس الاوكراني بترو بروشنكو ليل الخميس الجمعة "بوقف حقيقي لاطلاق النار في اوكرانيا".
بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان" الهدنة سارية رغم الصعوبات".
من جانبه، عقد الرئيس الروسي فلادمير بوتين الجمعة اجتماعا لمجلس الامن في بلاده "لمناقشة الوضع في جنوب شرق اوكرانيا ضمن سياق الجهود الاخيرة للتسوية"، كما اعلن المتحدث باسمه دميتري بيسكوف .
وميدانيا، اصيب مدنيان بجروح برصاص متقطع استهدف مواقع الجيش الاوكراني.
واطلق المتمردون النار ست مرات خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة على مواقع للجيش الاوكراني في النقاط الساخنة المعتادة مثل مطار دونيتسك ومدينة شاستيا في منطقة لوغانسك المتمردة المجاورة.
وقال اشخاص في مناطق شهدت اطلاق نار الجمعة لفرانس برس ان ذلك كان اقل كثافة من العادة.
لكن رغم هذا الهدوء على الارض تبدو المساعي السياسية متعثرة اذ ارجئ لقاء كان مقررا الثلاثاء في مينسك بين مجموعة الاتصال التي تضم وفودا من اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا والمتمردين في حين ما يزال الغموض يشوب الجمعة الموعد الجديد للاجتماع.
ويطالب المتمردون الموالون لروسيا ان تشمل المفاوضات "رفع الحظر الاقتصادي" عن المنطقة التي يسيطرون عليها حيث توقفت كييف تماما عن تمويلها.
وتشمل مطالبهم الاخرى تبادل الاسرى و"تنفيذ" قانونين اوكرانيين ينصان على العفو عن بعض المتمردين ومنح المناطق التي يسيطرون عليها مزيدا من الحكم الذاتي.
في المقابل، تريد سلطات كييف الغاء الانتخابات الانفصالية التي جرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، ويشكل هذا ابرز نقاط الخلاف دون شك.
وردا على سؤال لفرانس برس، اكتفى المتحدث باسم الدبلوماسية الاوكرانية يفغيني بيريبينيس بالقول ان "مجموعة الاتصال لا تزال تواصل مشاوراتها للتوصل الى اتفاق" بشان اللقاء.
وقال احد قادة الانفصاليين دنيس بوشيلين الخميس ان "هناك توقف ولا نعرف شيئا، منظمة الامن والتعاون في اوروبا لم تقل شيئا".
ولم يتسن الاتصال بالقادة الانفصاليين صباح الجمعة.
المصدر: أ ف ب
أرسل تعليقك