عمان ـ بترا ع
ارتفع عدد ضحايا الإنزلاقات الأرضية في شمالي محافظة هيروشيما غربي اليابان إلى 46 ضحية فيما بقي عدد المفقودين في نطاق 41 شخصاً بينما تستمر عمليات الإنقاذ والإغاثة بمشاركة قوات الدفاع اليابانية مع الاطفاء والمتطوعين. وأشارت مخافر الشرطة إلى احتمال وجود أعداد إضافية من المفقودين تحت الردميات الطينية لم يبلغ عنهم أحد بسبب عدم معرفة أماكنهم.
وكانت انزلاقات طينية ناجمة عن أمطار غزيرة جداً حصلت مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء في مناطق جبلية وتلالية أدت إلى غمر أو جرف بيوت بكاملها في أحياء أسامينامي و أساكيتا في مدينة هيروشيما، بما أدى لاحتجاز الذين بقوا في بيوتهم خلال العاصفة.
وبلغت الخسائر الناجمة عن الانزلاقات الأرضية تدمير أو تخريب 94 منزلاً، وفيضان 195 منزلاً بالماء والطين حسب مسؤولي بلدية هيروشيما. وحصلت انزلاقات في 192 موقعاً في تلك المنطقة المنكوبة. ويقيم أكثر من 2400 شخصاً من نحو 900 أسرة في مراكز النزوح.
وتُعرف هيروشيما بأنها عرضة للإنزلاقات الأرضية حيث دأبت السلطات فيها على اتخاذ تدابير على المدى الطويل كاستعدادات للكوارث. لكن يرى المراقبون بأن الإنزلاقات المتعددة التي حصلت في الأحياء الشمالية من المدينة بعد أمطار لامثيل لها تعكس عدم كفاية تلك التدابير وخاصة للكوارث التي تحصل ليلاً. كما كشفت محدودية توقعات الطقس في النشرات الجوية.
وعزت السلطات هذه الكارثة إلى أمطار غزيرة لم تشهد لها اليابان مثيلاً في شهر آب، حيث حصل ضغط جوي قوي لم تشهد له اليابان مثيلاً في شهر آب، وتدفقت الرطوبة من الجنوب إلى الشمال حيث الضغط المنخفض.
وقد أعرب عمدة المدينة كازومي ماتسوي عن اسفه العميق لماوصفه "تلكؤ مسؤولي المدينة بإصدار تحذيرات إجلاء" للسكان، فيما اتهمت بعض التقارير مسؤولي المدينة بأنهم حاولوا عدم توصيف المناطق المنكوبة بأنها معرضة لكوارث طبيعية كي لاتنخفض أسعار الأراضي فيها.
وكانت هيروشيما تعرضت في عام 1999 إلى امطار غزيزة أدت لانزلاقات تربة بحيث وضعت حكومة المحافظة تدابير لتسمية المناطق المعرضة للكوارث. وجرى تسمية 32 ألف منطقة ذات أخطار انزلاقات أرضية، هي الأعلى بين المحافظات اليابانية. ومجموع المناطق ذات الإنزلاقات الأرضية الكامنة في اليابان 525 ألف منطقة.
ويوجد في محافظة هيروشيما 11 ألف موقع مصنفة بأنها تنطوي على أخطار متزايدة بحيث نصحت السلطات هناك أصحاب الأبنية والأراضي بنقل مساكنهم عند الفرصة المناسبة. كما أصدرت أوامر بعدم إعطاء ترخيص بالبناء إلى بعد دراسات. لكن لوحظ أن المناطق المنكوبة بكارثة الثلاثاء والأربعاء لم تكن مصنفة بين المواقع ذات الأخطار رغم أن أبنيتها موجودة فوق تربة يمكن أن تنزلق إذا نضحت بالمياه. وقال مسؤول في بلدية هيروشيما في تصريح نقلته وسائل الإعلام اليابانية، "من الصعب تحقيق إجماع لتصنيف منطقة معينة (بأنها عرضة لكارثة) لأن هذا قد يؤدي إلى انخفاض سعر الأراضي والأبنية فيها".
أرسل تعليقك