موسكو ـ العرب اليوم
أعلن رئيس الديوان الرئاسي الروسي، سيرغي إيفانوف، أنّ اقتراح الاحتفال بالذكرى الـ70 للنصر في الحرب العالمية الثانية في بولندا، إنما يجري لتثبيط رغبة بعض السياسيين بالذهاب إلى موسكو.
وقال إيفانوف في افتتاح ندوة لمحافظي و عُمد عواصم الأقاليم ورؤساء المجالس التشريعية الإقليمية اليوم الخميس في 29 كانون الثاني/يناير : "هذا هو لتثبيط لأي رغبة لدى القادة الأوروبية، من بالأساس لايريدون جميعا المجيء إلى موسكو في 9 أيّار/مايو. بشكل عام، فإنه من غير الواضح كيف يمكن الاحتفال في غدانسك بالنصر على ألمانيا النازية. بعد كل شيء، غدانسك لم تشهد أي معارك حاسمة بل شهدت بداية الحرب العالمية الثانية".
وكان الرئيس البولندي، برونيسلاف كوموروفسكي، أعلن بأنه يخطط للاحتفال بالذكرى السبعين لنهاية أحداث الحرب العالمية الثانية في أوروبا، ولذلك فقد تمَّت دعوة القادة الأوروبيين يوم 8 مايو لحضور هذا الحدث في مدينة "ويستربلات" البولندية، والتي شهدت يوم 1 أيلول / سبتمبر من العام 1939 بداية الحرب العالمية الثانية.
والجدير بالذكر أن منطقة "ويستربلات" حالياً، هي عبارة عن نصب تذكاري لإحياء ذكرى الجنود البولنديين الذين لقوا حتفهم في بداية الحرب العالمية الثانية، "ويستربلات" هي في واقع الأمر جزءٌ من مصب (فيستولا) الميت، والكلمة في الأصل تعود إلى أصولٍ هولندية مشتقة من اسم "ويستربلات"، أي ما يترجم من اللغة الهولندية (ودائع الرمال الغربية)، وفي العام 1924 تمَّ نقلُ "ويستربلات" من قبل هيئة عصبة الأمم ومن ثمَّ ضُمَّت إلى أراضي بولندا، من أجل إنشاء مستودع للوحدات العسكرية المتنقلة التابعة للحامية، حيث بُدأ العمل بهذه المستودعات منذ العام 1926، وللمفارقة أنه عند هذه النقطة بالذات، وفي يوم 1 أيلول /سبتمبر من العام 1939، وفي الساعة (04:45) قامت البارجة الحربية الألمانية "شليسفيغ هولشتاين" بإطلاق النار على حامية الحدود البولندية، فكانت تلك الطلقة بداية الحرب العالمية الثانية، وأصبحت المقاومة البطولية التي قدمها 182 جندياً بولندياً للدفاع عن الحامية، تحت قيادة الرائد البولندي هنريك سوخارسيك، رمزاً للمقاومة البولندية ضدَّ الغزاة النازيين.
وفي الجزء الأوسط من "ويستربلات" يقعُ النصب التذكاري إلى جانب مقبرة الجنود البولنديين المدافعين عن الحامية، وفي شهر تشرين أول /أكتوبر من العام 1966، افتتح النصب التذكاري للمدافعين عن المدينة، كما خُصِّصَ هذا النصب ليكون رمزاً لضحايا الحرب وللتذكير بجميع الأماكن التي لا تنسى، والتي قتل فيها الجنود والبحارة البولنديون، حيث يبلغ ارتفاع النصب 47 متراً، وهو محمولٌ على تلةٍ اصطناعية يبلغ ارتفاعها 22.5 متر، وتعتبر هذه المنصة الإصطناعية إطلالة خلابة على مجمل منطقة خليج (غدانسك) وعلى مدينة (غدانسك) نفسها.
أرسل تعليقك