أوسلو ـ صفا
قوبلت زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس للنرويج باحتجاجات شعبية وغضب عارم من قبل مؤسسات حقوق الإنسان وأحزاب يسارية، دعت إلى طرده.
وأصدرت 26 منظمة لحقوق الإنسان وأحزاب يسارية نرويجية بيانا مشتركا الاثنين، تضمن مواقف حادة، وعَبّرت فيه عن غضبها الشديد للزيارة، التي يقوم بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، واعتبرت ذلك تجاهلا للانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وانتقد البيان الحكومة النرويجية صاحبة الدعوة للزيارة، مشددة على أن انتهاكات حقوق الإنسان وسياسة الاستيطان التي يقوم بها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية تستوجب محاكمة ومحاسبة المسئولين عنها لا استقبالهم وتكريمهم.
وتجمع متظاهرون خارج القصر الملكي تنديداً بزيارة بيريس، تزامناً مع وصول الأخير للقاء الملك النرويجي هارالد الخامس. ويخطط مزيد من المحتجين تنظيم تظاهرات إضافية خلال زيارة بيريز، التي تستغرق ثلاثة أيام.
وقال بيريس في تصريحات صحافية: "إنَّ مدينة أوسلو تحتضن الكثير من الذكريات، ومنها محادثات السلام مع الفلسطينيين التي لم تنجح"، داعياً إلى عدم النظر إلى الوراء، والاستفادة من الفرص القادمة في المستقبل.
وتعدّ هذه أول زيارة يقوم بها رئيس إسرائيلي إلى النرويج.
وعقَّب رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده بالإشادة بالحراك الشعبي على زيارة بيريز، تأكيدا على المواقف الترويجية الداعمة لقيم العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
واعتبر عبده في تصريح لـ"صفا" الثلاثاء أن هذا الموقف يجب ان ينعكس بشكل مباشر على الخطوات التي تتخذها المستويات الرسمية الاوروبية وخاصة النرويجية.
وقال عبده: "نستغرب أن توجه الدعوة لرئيس الكيان الإسرائيلي من قبل الحكومة النروجية"، واعتبرها نقطة سوداء في صفحة النرويج التي دأبت على دعم القضايا الإنسانية، خاصة القضية الفلسطينية.
وتوترت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، إذ ترفض النرويج تصنيف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة على أنها منظمة إرهابية، بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس".
كما منعت وزارة المالية النرويجية صندوق التقاعد الحكومي النرويجي من استثمار أمواله في شركتين إسرائيليتين، تساهمان في بناء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وتعد المؤسسات النرويجية من بين أبرز المؤسسات الغربية التي تشارك في مناهضة الاستيطان.
أرسل تعليقك