جنيف ـ كونا
ذكر برنامج الأغذية العالمي هنا اليوم ان استمرار الصراعات الداخلية في اليمن وإغلاق الطرق وأزمة الوقود ادت الى تأخير توزيع المساعدات الغذائية في البلاد خاصة محافظات عمران شمالي البلاد والضالع في جنوبها وحجة في غربها.
وقال برنامج الأغذية العالمي في تقرير دوري ان النازحين الى المناطق الاكثر استقرارا حصلوا على الدعم المناسب رغم وجود عجز في ميزانيات التمويل التي تواكب ارتفاع احتياجات البرنامج المالية بقيمة 62 مليون دولار لتغطية فعاليته المقررة حتى نهاية هذا العام. وأوضح ان مسح حالة الامن الغذائي في اليمن خلال العام الجاري يؤكد ان 41 بالمائة من سكانه يعانون من انعدام الامن الغذائي ما يعني قرابة 6ر10 ملايين نسبة من بينهم 19 بالمائة يعانون من انعدام الامن الغذائي بشكل حاد.
وفي الوقت ذاته لفت التقرير الى ان 13 بالمائة من اطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من الهزال وان 41 بالمائة آخرين يعانون من التقزم وهي المعدلات الاعلى عالميا ليصل عدد من يحتاجون الى مساعدات انسانية من سكان اليمن خلال العام الحالي الى 7ر14 مليون نسمة.
وبلغت معدلات التقزم مستويات حرجة في 12 محافظة نتيجة سوء التغذية المزمن حيث يعجز الأطفال عن النمو بشكل صحيح مع مرور الوقت ما لا يمكنهم من تطور إمكاناتهم البدنية والذهنية.
وتعد محافظة المحويت الواقعة غرب صنعاء أشد المحافظات تضررا حيث يعانى ما يزيد عن 60 بالمائة من الأطفال من التقزم أو قصر القامة مقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لمن هم في مثل أعمارهم.
وذكر التقرير ان خطة برنامج الاغذية العالمي التي تقدر قيمتها بحوالي 490 مليون دولار التي بدأت منذ اول يوليو الماضي تدعم التحول التدريجي من الاغاثة الى الانعاش لمساعدة ستة ملايين شخص على مدى عامين كاملين من خلال مجموعة من الانشطة تتضمن الغذاء والمساعدات المالية والعلاج والوقاية والحصص الغذائية المنزلية للأطفال المواظبين على الدراسة.
وكان آخر مسح أجراه برنامج الأغذية العالمي بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) منتصف يوليو الماضي قد اوضح ان ما يزيد عن 40 في المائة من سكان اليمن لا يعرفون كيف يحصلون على وجبتهم الغذائية وأن ما يقرب من خمسة ملايين شخص يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي ويعانون من الجوع بدرجة تستلزم إمدادهم بمساعدات غذائية خارجية بوجه عام.
كما اتضح من خلال المسح أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلاد وارتفعت نسبتها في بعض المناطق لتصل إلى حد ضرورة التدخل العاجل.
ويعانى ما يقرب من 70 بالمائة من سكان محافظة صعدة شمالي البلاد من انعدام الأمن الغذائي بينما تنخفض النسبة الى أقل من 10 بالمائة في سكان المهرة شرقي البلاد بينما تبقى المناطق الريفية هي الأكثر تضررا من ازمة الجوع في البلاد.
وتتضح الفوارق المماثلة في معدلات سوء التغذية بين مختلف أجزاء البلاد حيث تتفاقم معدلات سوء التغذية الحاد لتصل إلى الوضع الحرج ما يستدعى وفق المنظمة الاممية إطلاق عملية طارئة في محافظات تعز والحديدة وحجة الساحلية الغربية بينما تتراوح نسبة حالات سوء التغذية الى ما بين الخطيرة إلى البسيطة في باقي المحافظات الأخرى تقريبا.
وتحسنت معدلات الأمن الغذائي وانخفضت مستويات الجوع في محافظات إب وصنعاء ومأرب وريمة بينما تدهورت بشدة في وسط محافظة شبوة حيث ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي ما يقرب من 38 بالمائة خلال عام 2011 لتصل إلى أكثر من 57 بالمائة خلال عام 2014.
أرسل تعليقك