يتجه قادة الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم السبت في بروكسل الى اتخاذ قرار بتشديد العقوبات على روسيا التي يطالبونها "بوقف اعمالها العسكرية غير المشروعة" في اوكرانيا.
وحذر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو السبت من الوصول الى "نقطة اللاعودة" في النزاع الاوكراني.
وقال باروزو بعد لقاء مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو "اننا في وضع مأساوي"، مضيفا "يمكن ان نجد انفسنا في وضع نصل فيه الى نقطة اللاعودة ان استمر التصعيد".
وعقد هذا اللقاء قبل ساعات من قمة اوروبية طارئة فيما تتكثف المعلومات عن توغل للقوات النظامية الروسية في اوكرانيا.
واكد بوروشنكو "اننا نريد السلام وليس الحرب، لكننا قريبون جدا من الحدود بحيث لن يكون ممكنا التراجع"، متهما من جديد روسيا بارسال قوات ودبابات الى الاراضي الاوكرانية. واعتبر "اننا اليوم نتحدث عن مصير اوكرانيا، انما غدا يمكن ان نتحدث عن امن اوروبا واستقرارها".
وتنفي روسيا بشكل قاطع ارسال قوات الى اوكرانيا.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف "ان اتحاد روسيا لا يشن اية عملية عسكرية في اوكرانيا ولن يقوم بذلك في المستقبل".
وردا على سؤال عن عقوبات اضافية محتملة يفرضها الاتحاد الاوروبي على روسيا، قال باروزو ان المفوضية "اعدت خيارات في حال قررت الدول الاعضاء تشديد العقوبات". واضاف "آمل في ان يكونوا مستعدين لاتخاذ تدابير جديدة".
وكان باروزو حذر الجمعة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان اي "زعزعة استقرار" جديدة في اوكرانيا سيكون "ثمنها باهظا" بالنسبة لروسيا.
وفي باريس اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام اجتماع في الاليزيه للقادة الاشتراكيين الديموقراطيين في اوروبا ان "المفوضية الاوروبية ستعمل على رفع مستوى" العقوبات على روسيا.
وقال الرئيس الفرنسي ان "الوضع يتفاقم بالتأكيد في اوكرانيا: فثمة معدات آتية من روسيا وعلى الارجح ان جنودا دخلوها، وفي اي حال، انفصاليون سلحتهم وساعدتهم روسيا".
واضاف "حيال تفاقم التوتر، يجب اتخاذ قرارات جديدة، وعلى اوروبا التحرك". وشدد على القول "لا نستطيع اضاعة الوقت"، مشيرا الى خطر ان يؤدي هذا النزاع "الى حرب حقيقية".
وقال بوروشنكو الذي سيطلع بعد الظهر رؤساء الدول والحكومات على الوضع الميداني في شرق اوكرانيا "استطيع ان اقول ان الاتحاد الاوروبي لن يتغاضى عن العدوان الروسي".
وفيما طلبت كييف خلال الاسبوع مساعدة عسكرية من الغربيين، تحدث بوروشنكو السبت عن "دعم تقني" ياخذ شكل "تبادل معلومات".
من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون روسيا الى وقف "عدوانها الاخير" على اوكرانيا وذلك عقب اجتماع غير رسمي عقده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في ميلانو.
وتعقد "مجموعة الاتصال" حول الازمة الاوكرانية الاثنين اجتماعا في مينسك كما اعلنت وزارة خارجية بيلاروسيا.
وسيحضر ممثلون عن اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا المحادثات كما اوضحت الوزارة بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.
واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو في اتصال هاتفي السبت "اهمية تنظيم مشاورات لمجموعة الاتصال في عاصمة بيلاروسيا بمشاركة ممثلين عن سلطات كييف ومناطق جنوب شرق اوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وروسيا" كما جاء في بيان صادر عن الكرملين.
من جهتها، اعتبرت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي السبت ان روسيا "عمليا في حالة حرب ضد اوروبا" داعية الاوروبيين الى ارسال معدات عسكرية الى اوكرانيا.
وقالت رئيسة ليتوانيا لدى وصولها الى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الاوروبي ان "روسيا في حالة حرب مع اوكرانيا، الدولة التي تريد الانضمام الى اوروبا ما يعني ان موسكو عمليا في حالة حرب ضد اوروبا".
واعلن المسؤول الانفصالي الكسي موزغوفوي ان المتمردين اصبحوا يسيطرون على حوالى 50% من اراضي دونيتسك ولوغانسك بعد التقدم الاخير الذي حققوه في هجومهم المضاد.
من جهته ندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بما وصفه "ازدراء روسيا الدائم لالتزاماتها الدولية".
واوروبا الشرقية التي ترتاب عادة من اعمال موسكو، عبرت ايضا عن موقفها من خلال الرئيس الروماني تريان باسيسكو الذي دعا الاطلسي والاتحاد الاوروبي الى تسليم اسلحة لسلطات كييف فيما لم يتردد وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكوركسي في الحديث عن "حرب".
من جانب اخير سيعين رؤساء ورؤساء حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلفا لرئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي.
ويبدو رئيس الوزراء البولندي المحافظ دونالد تاسك الاوفر حظا لخلافة فان رومبوي في كانون الاول/ديسمبر. ويتراس تاسك (57 عاما) حكومة بلاده منذ نحو سبعة اعوام وهو قيادي صلب على رأس بلاد تخوض مواجهة مع روسيا منذ بدء النزاع في اوكرانيا. والعائق الرئيسي لديه لغوي كونه لا يجيد الانكليزية ولا الفرنسية، وهما لغتا العمل في الاتحاد الاوروبي.
وبات بحكم المؤكد ان وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني ستخلف في تشرين الثاني/نوفمبر البريطانية كاثرين اشتون على رأس الدبلوماسية الاوروبية. ورغم توليها حقيبة الخارجية في بلادها منذ بضعة اشهر، كلفت موغيريني القضايا الدولية داخل الحزب الديموقراطي الايطالي.
ولم تعد دول شرق اوروبا تتحفظ على تعيينها بعدما عرقلت هذا الامر في تموز/يوليو بحجة قربها الشديد من موسكو. في المقابل، ستحظى هذه الدول بمنصب رئيس المجلس الاوروبي الذي يكمل ثلاثية المؤسسات الاوروبية مع رئاسة المفوضية.
ميدانيا، يبدو ان المتمردين الموالين للروس يواصلون تقدمهم السبت حيث اعلنوا انهم على وشك تطويق ميناء ماريوبول الاستراتيجي (460 الف نسمة) على بعد حوالى مئة كلم من معقلهم دونيتسك.
وفي دونيتسك كان الوضع هادئا ليلا واستؤنف القصف المدفعي صباح السبت على احياء عدة في المدينة كما اعلنت السلطات المحلية.
واعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف ان قسما من الجنود الاوكرانيين المحاصرين من قبل متمردين موالين لروسيا في كومسومولسك تمكنوا من فك الطوق حولهم.
وفي ايلوفايسك حيث كان المتمردون يطوقون ايضا مئات الجنود منذ اكثر من اسبوع، قال قائد وحدة من المتطوعين انه يجري التفاوض على فتح ممر لافساح لهم المجال بالخروج بشرط ترك اسلحتهم الثقيلة للمتمردين.
وكان بوتين دعا المتمردين الى فتح هذا "الممر الانساني" في ايلوفايسك.
واعلن اناتولي انتونوف نائب وزير الدفاع الروسي ان موسكو ترغب في تنظيم "جسر انساني" لايصال عدة شحنات من المساعدات الى مناطق شرق اوكرانيا التي تعاني آثار النزاع بين القوات الحكومية والانفصاليين.
أرسل تعليقك