بكين ـ العرب اليوم
على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تثبت مسؤولية المتمردين في شرق أوكرانيا عن تحطم طائرة الركاب الماليزية في شرق أوكرانيا الذي أسفر عن مقتل 298 شخصا لكن الغضب العالمي يتزايد تجاه روسيا.
وطالب زعماء العالم خاصة في الدول الأوروبية تعاون موسكو الكامل حول تلك الكارثة.
وقاوم الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد العديد من الدول الأعضاء به على الغاز الروسي إتخاذ موقف صارم من روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية مثلما فعلت حليفتهم الولايات المتحدة. لكن تحطم الطائرة ام اتش-17 ومصرع بني أوطانهم غير إلى حد ما موقف الإتحاد الأوروبي تجاه روسيا.
وهدد بعض الزعماء الأوروبيين بفرض المزيد من العقوبات على روسيا وحذر آخرون بأن تكون تلك هي آخر فرصة للتعاون. والآن أصبح الاتحاد الأوروبي في وضع مؤهل للصدام مع روسيا.
الفرصة الأخيرة لبوتين:
أجرى رئيس الوزراء الهولندي مارك روت محادثة هاتفية مع فلاديمير بوتين امس السبت حثه خلالها على استخدام نفوذه لضمان وصول فريق التحقيق إلى مكان الحادث والقيام بمهامه ونقل جثث الضحايا الهولنديين من مكان تحطم الطائرة في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن أكثر من نصف الركاب على متن الطائرة المنكوبة كانوا مواطنين هولنديين وشعر الشعب الهولندي بالصدمة بعد مشاهدة الصور التي عرضت متعلقات شخصية هولندية مبعثرة بوضوح في مكان الحادث.
وقال روت "يمتلك بوتين فرصة أخيرة لإبداء جديته في المساعدة" وأضاف أنه "لابد أن يتحمل بوتين مسؤوليته تجاه المتمردين وتجاه هولندا وأن يبدي للعالم ما نتوقعه منه: استخدام نفوذه".
اتفق زعماء روسيا وألمانيا امس على أن تقوم منظمة الطيران المدني الدولية بالتحقيق في حادث تحطم الطائرة في أوكرانيا بشكل شامل وحيادي وأن يتم وقف إراقة الدم على الفور.
وحث وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتينمير موسكو على إبداء جديتها في التوصل لحل نظرا لأنها قد تكون الفرصة الأخيرة لروسيا.
ومثل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تعتمد ألمانيا على الطاقة الروسية وبينها تعاون تجاري أكبر مع روسيا. وعلى الرغم من أن برلين تعارض تصعيد المواجهات مع موسكو التي انتعشت منذ نهاية الحرب الباردة إلا أن الانتعاش الاقتصادي أداة هامة في الوقت الراهن حسبما قال محللون.
تحرك أشد تجاه موسكو:
بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن اعتقاد واشنطن بأن الانفصاليين في شرق أوكرانيا هم المسؤولين عن تحطم الطائرة تبنى حلفاء الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي موقفا أشد تجاه روسيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لوسائل الإعلام المحلية اليوم الأحد إن الدول الأوروبية يجب أن تأخذ قوتها في الاعتبار عن التعامل مع الأزمة الأوكرانية وقال "لكننا أحيانا نتصرف كما لو كنا في حاجة لروسيا أكثر مما تحتاج لنا روسيا".
وقال إنه إذا تم التأكد من أن الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا هم من قاموا بإسقاط الطائرة ام اتش17 فلابد أن تتحمل موسكو المسؤولية. وفي وقت سابق تم التأكد من أن 10 مواطنين بريطانيين من ضمن ضحايا حادث تحطم الطائرة يوم الخميس.
ودعا كاميرون لتحرك أوروبي أشد تجاه موسكو، وقال إن إذا لم يغير بوتين موقفه من أوكرانيا فإن أوروبا والغرب لا بد أن يقوموا بتغيير موقفهم من روسيا.
كما أثار رئيس الوزراء البريطاني امس احتمال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب حادث تحطم الطائرة الماليزية.
ويبدو أنه لن يكن هناك مفر من الضغط الدولي بفرض المزيد من العقوبات على موسكو. وحافظ بوتين دائما على براعته في التكتيك مما جعله يحظى بدعم محلي أعلى عند تعامله مع الأزمة الأوكرانية لكن التوترات بين روسيا والغرب خاصة مع الاتحاد الأوروبي لا زالت عقبة تواجه مستقبل روسيا.
وخلال محادثة هاتفية مع نظيرته الألمانية أنجيلا ميركل وافق بوتين على أن النقطة الرئيسية هي أهمية إجراء تحقيق شامل وحيادي حول كافة ملابسات الحادث الآن.
وبعيدا عن حادث تحطم الطائرة لا زال كيفية إصلاح العلاقات بين روسيا والإتحاد الأوروبي قضية هامة أخرى تواجه الاتحاد الأوروبي.
أرسل تعليقك