يبحث الاتحاد الاوروبي الخميس الطرق المناسبة لمواجهة ازمة المهاجرين عبر محاربة المهربين في ليبيا بالقوة اذا لزم الامر، اذ انهم المسؤولون عن اسوأ كارثة مهاجرين في المتوسط بحسب ما روى ناجون.
ويلتقي قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ28 الخميس في قمة استثنائية اذ تتضاعف الضغوط على حكوماتهم لمعالجة ازمة المهاجرين عبر المتوسط مع حادثة الغرق يوم الاحد التي اودت بحياة حوالى 800 شخص.
والناجون الـ28 الذين وصلوا الى صقلية الثلاثاء بدأوا بالافصاح عن بعض تفاصيل الكارثة التي شهدوها. وروى عبد الرزاق، احد الناجين، للصحافة الايطالية كيف استطاع النجاة من الموت لتواجده في الطبقة العليا من المركب، مشيرا الى ان هؤلاء الذين يملكون اقل قدر من الاموال حبسوا في الاسفل.
وعلى متن المركب وطوله 20 مترا نجا 28 شخصا من اصل اكثر من 850 على متنه. واستطاعت قوات خفر السواحل انتشال 24 جثة، فيما بقيت مئات الجثث، ومن بينها لنساء واطفال، عالقة في المركب.
وبحسب المدعي العام في صقلية فان المهاجرين دفعوا مبالغ تتراوح بين 500 والف دينار ليبي (330 الى 600 يورو) ثمنا لتهريبهم وقد بقي بعضهم محتجزا لمدة شهر في مصنع مهجور قرب طرابلس قبل نقلهم عبر مجموعات صغيرة الى المركب.
ووجه المدعي العام الاربعاء اتهاما لكابتن المركب "بحجز الاشخاص" بعدما استمع لشهادات بعض الناجين.
وبحسب النيابة العامة، فان الاتهام الاخير يعود الى "حبس المهاجرين في الطوابق السفلية داخل ابواب مقفلة".
وكان النيابة العامة وجهت اتهامات للكابتن التونسي محمد علي مالك (27 عاما) بالغرق غير العمد والقتل المتعدد غير العمد وتشجيع الهجرة غير الشرعية.
وسيمثل القبطان التونسي الجنسية محمد علي مالك (27 عاما) امام قاض الجمعة مع احد افراد المركب من اصل سوري ويدعى محمود بخيت (25 عاما) اوقف ايضا بعد الكارثة.
وفي مواجهة هذه الكارثة الاكثر خطورة في البحر المتوسط منذ الحرب العالمية الثانية، يبحث الاتحاد الاوروبي عن الحل المناسب.
ودعت ايطاليا الاربعاء كل من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لاطلاق عمليات في الدول الافريقية جنوب ليبيا للمساعدة على وقف تدافع المهاجرين الى اوروبا.
وقال رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي للبرلمان في بيان "علينا ان نعالج صلب (المشكلة) وان نثني هؤلاء الرجال والنساء عن مغادرة بلادهم". واضاف ان "يجب ان يكون هناك تواجد قوي للمنظمات الدولية في منطقة جنوب ليبيا. ومن المهم جدا ان يحاول الاتحاد الاوروبي ككتلة واحدة ان يذهب الى تلك المنطقة مع الامم المتحدة".
وخصص رينزي في بيانه النيجر والسودان، التي تعتبر من دول العبور الاساسية الى ليبيا حيث يعمل المهربون دون خشية من العقوبة بسبب غياب السلطة المركزية في بلد تعمه الفوضى.
واعتبر رينزي انه على الاتحاد الاوروبي ان يعزز من عمليات الانقاذ في البحر لتفادي سقوط ضحايا بين المهاجرين. وابدى امله في ان يلبي الاتحاد الاوروبي دعوة ايطاليا لمساعدتها في مواجهة هذا التحدي. وقال "رأيت ردود الفعل خلال الساعات الاخيرة، والدعوة الى قمة اوروبية تعتبر خطوة استثنائية".
وبحسب رينزي فان "محاربة مهربي البشر يعني محاربة تجار الرق في القرن الواحد والعشرين. انها ليست مسألة امن وارهاب فقط بل تتعلق بالكرامة الانسانية".
وكان رينزي تحدث الاحد عن احتمال "تدخلات محددة الاهداف" ضد المهربين في ليبيا، وهي فكرة يبدو انها لاقت تجاوبا في اوروبا.
ودعا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الى وقف ما اسماه "حمولات الموت" فيما اوردت صحيفة ذي تايمز ان بريطانيا تدرس ارسال سفينة حربية للمساعدة في اعمال الانقاذ.
اما الخبراء فاعتبروا ان اللجوء الى القوة ليس سوى وهم. وقال قادر عبد الرحيم، الباحث في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في باريس، ان "يجب التعامل مع سبب المشكلة وليس النتائج (...) هؤلاء الذين يريدون المجيء (الى اوروبا) سيجدون دائما نقاط دخولهم".
واضاف ان التهريب "يعود بالكثير من الاموال لذلك فان المهربين سيجدون دائما السبل المناسبة"، ولذلك من المستحيل حل المشكلة بالقوة.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاتحاد الاوروبي بترك المهاجرين "يواجهون الموت".
واعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء ان اكثر من 1750 مهاجرا قتلوا في المتوسط منذ مطلع العام، وهو عدد اكبر 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من 2014.
أ ف ب
أرسل تعليقك