اوتاوا ـ وكالات
يصادف اليوم أول أربعاء من شهر نيسان الشرقى الذى يتأخر عن نيسان الغربى ثلاثة عشر يوما، ويحتفل الأيزيديون بهذا اليوم كونه عيد رأس السنة عند الأيزيديين ويسمونه "الأربعاء الأحمر".
ويحظى شهر إبريل بقدسية خاصة لدى الأيزيديين حيث لا يحرثون الأرض ولا يقطعون الأشجار وكذلك لا يسمح للأيزيديين بالتزاوج فى نيسان.
ولكل تلك المحرمات تفسيرها الخاص فى الميثولوجيا الأيزيدية وعند الإنسان الأيزيدى العادى.
وعن قدسية نيسان والمحرمات، قال الكاتب والباحث الأيزيدى بير خدر سليمان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "الديانة الأيزيدية هى من أقدم الديانات الطبيعية وأعيادها ومناسباتها كلها متعلقة بالطبيعة والمناخ".
وأضاف "قدسية نيسان تتعلق بيوم عيد رأس السنة (الأربعاء الأحمر)، أما عن عدم جواز الزواج، فلكون الطبيعة فى نيسان تشبه العروسة وجمالها وزهوها لذا لا يجوز الإشراك بهذه العروسة كما لا يجوز الحرث والحفر وقطع الأشجار والورود لأنها تشوه جمال وزهو الطبيعة".
ويتراوح عدد الكرد من أتباع الديانة الأيزيدية، بحسب إحصاءات غير رسمية، أكثر من مليونى نسمة ويتوزعون على أقليم كردستان العراق ومحافظة نينوى العراقية والمدن ذات الغالبية الكردية فى تركيا وسورية وكذلك فى دول مثل روسيا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وجالية كبيرة فى أوروبا.
وتبدأ العوائل الأيزيدية بالتحضير لعيد رأس السنة، اعتبارا من مساء الثلاثاء، حيث تحضر عجينة خاصة تدهن قبل أن تخبز وتوزع على الجيران والفقراء وعلى قبور الموتى وتسمى "ساوك".
وكذلك تقوم كل عائلة نهار الثلاثاء، بقطف باقة من وردة نيسان (شقائق النعمان)، لتعليقها صبيحة الأربعاء مع القشور الملونة للبيض المسلوق أعلى عتبة البيوت، إيذانا ودليلا على قدوم الربيع وعيد رأس السنة الأيزيدية، بالإضافة إلى زيارة المقابر صبيحة الأربعاء وتزور العوائل بعضها البعض للتهنئة بمناسبة العيد.
وقال بابا جاويش لـ(د.ب.أ): قبل الدخول فى شهر نيسان نجلب كمية من التراب إلى معبد لالش لأنه لا يجوز لنا حفر الأرض فى نيسان، ونعمل الطين ونعلق بها شقائق النعمان وقشور البيض كما تقام فى هذه الليلة مراسيم وطقوس دينية خاصة فى معبد لالش من قبل بابا شيخ (وهو الرجل الدين الأكبر) وكبار رجال الدين.
وأضاف بابا جاويش، "كذلك يتم إضاءة القناديل فى المعبد بعدد أيام السنة (365 قنديلاً)، إيذانا ببدء السنة الجديدة".. مشيرا إلى "اهتمام الأيزيدية بشقائق النعمان التى تسمى عندنا بوردة نيسان، لأننا نعتقد بأن الله قد أكمل خلق الكون فى الأربعاء الأول من نيسان".
وبابا جاويش، بمثابة كبير سدنة أو خدم معبد لالش، المعبد الأقدس للأيزيديين فى كردستان والعالم بالقرب من قضاء شيخان(45 كلم شمال مدينة الموصل) والغالبية العظمى من سكانها من الأيزيديين.
وتتذكر السيدة خناف حسين (71عاما) أنها عندما كانت صغيرة تذهب مع والدها إلى مزرعتهم صبيحة يوم العيد ويكسرون هناك البيض اعتقادا منهم بأن تكسير البيض ونشر قشورها، يحفظها من الشر ويكثر من المحاصيل والثمار والإنتاج.
وتقول إننا لا نحلب الأغنام ليلة العيد لكى يشبع صغارها من حليبها حيث نحن الأيزيدية نرى أنه فى هذا الشهر وخاصة فى العيد يجب أن يكون كل شىء سعيدا وكاملا وجميلا.
وتحدثت نسيمة فندى (20عاما) من "كوهبل"، وهى إحدى المجمعات السكنية القريبة من مدينة شنكال (120كلم غربى الموصل) عن لعبة البيض حيث يتجمع شباب وفتيات العوائل القريبة من بعضها والنساء والأطفال بمكان وبيد كل واحد منهم عدد من البيضات حيث يضرب كل واحد بيضته ببيضة صديقه وإذا كسرها فالبيضة أصبحت له، اعتقادا منهم أن حظه سيكون سعيدا فى السنة الجديدة.
وأوضحت نديمة خلف (ربة بيت 25 عاما) كيف انها والشاب الذى تحبه تأجل زواجهما إلى ما بعد نيسان.
وقالت "أجلنا زواجنا لحين انتهاء شهر نيسان لأننا نعتقد بأنه يجب علينا فى هذا الشهر أن نحتفل ونفرح للشهر نفسه فقط وليس لغيره من مناسبات هذا الشهر فقط".
وأضافت "لذلك نعطى المجال لهذا الشهر كى تكون هى وحدها عروسة وزاهية وجميلة وكل الاحتفالات تجرى لأجلها فقط لذلك أنا سعيدة جداً بأننى أضحى بشىء لأجل هذا الشهر المبارك الجميل".
أرسل تعليقك