بكين ـ العرب اليوم
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي (السبت) ان الصين ستحمي بقوة سيادتها وحقوقها البحرية في بحر الصين الجنوبي، ورفضت اية مقترحات سيئة النية تسمح بالتدخل في محاولات حل النزاعات وتعقيد الوضع الاقليمي.
أدلى وانغ بتصريحاته خلال اجتماع وزراء خارجية الصين - آسيان (1+10) في عاصمة ميانمار، وهو جزء من سلسلة اجتماعات متعددة الاطراف تجمع وزراء الخارجية وكبار الدبلوماسيين الاخرين من انحاء العالم. موقف ثابت خلال لقائه بوزير الخارجية الامريكي جون كيري السبت على هامش الاجتماع، شدد وانغ على ان الموقف الشامل في بحر الصين الجنوبي مستقر ولا توجد اية مشكلات تتعلق بحرية الملاحة. وأعرب عن أمل بلاده في ان تقوم كافة الاطراف بدعم الاستقرار صعب المنال في المنطقة والقيام بدور بناء.
ومن جانبه، تعهد كيري بعدم تحيز الولايات المتحدة لاي طرف في قضية بحر الصين الجنوبي وأعرب عن أمله في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. الا ان ما وعد به الوزير الامريكي لا يبدو انه يتمشى مع المقترح الامريكي الاخير الذي يدعو الى تجميد كل ما أسماه ب"الاعمال الاستفزازية" في بحر الصين الجنوبي في خطوة يقول محللون إنها ترمي الى عرقلة سير اعمال الحفر الصينية المشروعة والطبيعية في المياه. وخلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء، أوضح وانغ مواقف الصين " الثابتة " بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وقال ان بلاده ستحمي بقوة سيادتها وكذلك حقوقها ومصالحها البحرية وانها متمسكة بحل النزاعات عبر المشاورات والمفاوضات الودية.
وأشار وانغ الى ان الصين ترغب فى الانصات للاقترحات حسنة النية من كافة اطراف قضية بحر الصين الجنوبي، الا انه يجب ان تكون تلك المقترحات موضوعية وغير متحيزة وبناءة. وأضاف ان الاقترحات الرامية الى تجنب تعقيد وتصعيد الوضع، غير ضرورية الى حد ما لان اعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي يحتوي بالفعل على بنود واضحة في هذا الصدد.
وفي الوقت ذاته، فإن الاقتراحات التي تهدف اتباع اسلوب جديد وسلوك طريق مختلف او تلك التي تؤدي الى معايير مزدوجة، ستتداخل مع تنفيذ اعلان سلوك الاطراف والمشاورات حول سلوك الاطراف في البحر كما انها غير مقبولة.
منهج الطريق المزدوج وفي الوقت ذاته، أكد وانغ على اسلوب الطريق المزدوج في حل قضية بحر الصين الجنوبي، والذي يشير الى انه ينبغي معالجة النزاعات البحرية بواسطة الاطراف المعنية مباشرة عبر المشاورات والمفاوضات الودية. ويتوافق هذا المنهج مع القانون الدولي والممارسات العامة ويشكل احد أهم البنود في اعلان سلوك الاطراف، حسبما قال وانغ الذي اضاف انه ايضا الاسلوب الاكثر فاعلية والقابل للتطبيق لحل قضية بحر الصين الجنوبي. وأكد على ان الصين ودول الاسيان قادرة تماما على ادارة نزاعات بعينها بفاعلية ومعالجتها بشكل ملائم والحفاظ على السلام والاستقرار والتعاون الشامل في المنطقة، مضيفا ان الجانبين وجدوا بالفعل طريق حل قضية بحر الصين الجنوبي. وفي هذا السياق، لم تقبل الصين التصعيد او حتى اثارة التوترات في بحر الصين الجنوبي، وتدعو الى الحذر من اية دوافع خفية. مرحلة جديدة من العلاقات بين الصين ورابطة الآسيان وأشاد الوزير الصيني بالعلاقات التي اختبرها الزمن بين الصين والآسيان، وقال ان بلاده ملتزمة بدفع شراكتها الاستراتيجية قدما مع الكتلة الاقليمية.
وأشار وانغ الى ان الصين والاسيان تتشاركان فى مصالح مشتركة وكذلك مصير مشترك، مضيفا ان الصين ستواصل منح الاولوية للآسيان في دبلوماسية حسن الجوار في ظل تغير الوضع الدولي باستمرار.
وعن قضية بحر الصين الجنوبي، قال وانغ ان التنفيذ الكامل والفعال لاعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي، طريق فعال فى الواقع للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وبفضل الجهود المشتركة للصين والاسيان، فقد تحقق تقدم ايجابي في تنفيذ الاعلان. والصين مستعدة لتقوية الحوار والتعاون مع الاسيان من اجل تعميق التعاون العملي داخل اطار اعلان سلوك الاطراف والدفع من أجل التوصل المبكر لاعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي عبر التوافق. ومن جانبهم، قال وزراء خارجية الآسيان ان بلادهم تولي اهمية كبيرة للعلاقات مع الصين وانهم مستعدون لبناء عقد ماسي جديد للعلاقات بينهم.
وأضافوا ان دول الاسيان مستعدة للعمل مع الصين لتنفيذ اعلان سلوك الاطراف بالكامل ودفع المشاورات بشأن سلوك الاطراف قدما من اجل دعم السلام والاستقرار بشكل مشترك في بحر الصين الجنوبي.
أرسل تعليقك