تونس ـ العرب اليوم
اعتبر وزير الداخلية الألماني الهجوم الإرهابي على متحف باردو في العاصمة تونس، "تهديدا للمجموعة الدولية"، جاء ذلك خلال مشاركته في مسيرة دولية مناهضة للإرهاب إلى جانب رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين عرب وأجانب في تونس.
تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب اليوم الأحد (29 مارس/ آذار) عبر مشاركة رؤساء وممثلين من عدة دول في المسيرة الدولية ضد الإرهاب. واصطفت الوفود في مسيرة رمزية انطلقت من ساحة باردو باتجاه مقر المتحف على مسافة 200 متر تقريبا شارك فيها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الغابوني علي بانغو ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال. كما شارك في المسيرة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ووزير خارجية أسبانيا إلى جانب رئيس البرلمان الفرنسي كلود برتولون ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية اليزابيث ايجو والمفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية ورئيس البرلمان العربي وممثلين عن السفارات الأجنبية بتونس.
وقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في كلمة مقتضبة إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد". من جانبه دعا الرئيس الفرنسي المجتمع الدولي إلى توحيد قواه "في مكافحة الإرهاب"، وذلك في كلمة في متحف باردو. وقال أولاند في تصريحات صحافية "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب" مشيرا إلى أن "الإرهاب أراد ضرب تونس البلد الذي دشن الربيع العربي والذي أنجز مسارا مثاليا في مجال الديمقراطية والتعددية والدفاع عن حقوق المرأة". أما وقال رئيس البرلمان الفرنسي: "من استهدف تونس حاول أن يضرب القيم الإنسانية ويهدد ليس أمن البلاد فقط، وإنما أمن المتوسط وأوروبا".
من جانبه قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير إن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب ولكن أيضا هو تهديد للمجموعة الدولية". وأشار الوزير إلى أن مشاركة وفود عالية المستوى من عدة دول في المسيرة الدولية ضد الإرهاب يعكس التضامن التام مع تونس والرغبة في مزيد من التعاون الأمني مستقبلا.
ووضع ممثلو الوفود الرسمية الورود في مدخل المتحف إلى جانب النصب التذكاري الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم. وكانت المسيرة الدولية المناهضة للإرهاب انطلقت في وقت سابق اليوم بمشاركة الآلاف من المواطنين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس" وتوقفت عند ساحة باردو قبالة مقر البرلمان للسماح للوفد الرسمية بالانضمام لها.
وكان الهجوم على متحف باردو في الثامن عشر من الشهر الجاري قد أوقع 23 قتيلا بينهم 20 من السياح الأجانب، وهي أكبر حصيلة من القتلى في تاريخ العمليات الإرهابية بتونس. وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب تأثيرات كارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل ويسهم بنسبة 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
أرسل تعليقك