دونيتسك - العرب اليوم
يواصل المدنيون النزوح من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بعدما اعلن الجيش الاوكراني ان قواته تضيق الخناق على هذه المدينة وحث المتمردين على السماح للسكان بالرحيل وسط مخاوف من ازمة انسانية.
وياتي تقدم الجيش الاوكراني في شرق البلاد تزامنا مع نقل المزيد من اشلاء ضحايا تحطم الطائرة الماليزية الى هولندا لتحديد الهويات فيما انضم خبراء ماليزيون الى التحقيق الهولندي الاسترالي في موقع الكارثة.
وقد تحطمت الطائرة الماليزية في 17 تموز/يوليو اثناء قيامها برحلة بين امستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا غالبيتهم من الهولنديين.
وقال المتحدث الامني الاوكراني اندري ليسنكو للصحافيين ان "قوات مشاركة في عملية مكافحة الارهاب الاوكرانية احتلت مدينة ياسينوفاتا على بعد 19 كلم شمال دونيتسك".
واضاف ان "السيطرة على البلدة اتاحت تطويق دونيتسك من الشمال واغلاق قناة مهمة لامداد الارهابيين بالاسلحة والتكنولوجيا".
واشار الى ان التحضيرات لهجوم على المدينة جارية حاليا بدون اعطاء تفاصيل اضافية.
وقد حققت القوات الحكومية تقدما كبيرا في شرق البلاد الشهر الماضي واعلنت انها على وشك قطع امدادات المتمردين في دونيتسك من الحدود الروسية ومن لوغانسك، ثاني اكبر معقل للانفصاليين.
لكن القوات الاوكرانية لا تزال تتعرض لنيران المتمردين حيث اعلن ليسنكو مقتل خمسة جنود واصابة 14 اخرين في الايام الماضية.
واشارت كييف ايضا الى انها تتفاوض على عودة حوالى 300 جندي ارغموا على الانسحاب الى روسيا بعد ساعات على قصف بالصواريخ وقذائف الهاون من الحدود.
وقالت اجهزة الامن الروسية ان حرس الحدود وافقوا على السماح للجنود الاوكرانيين بالعبور بعدما وافقوا على التخلي عن اسلحتهم.
في المقابل، اعلنت روسيا ان اكثر من 400 جندي اوكراني كانوا يشاركون في العملية بشرق البلاد دخلوا الاراضي الروسية بناء لطلبهم بعد تسليم اسلحتهم.
وقال مسؤول اقليمي في جهاز الامن الروسي الاثنين كما نقلت عنه وكالتا ايتار تاس وانترفاكس ان الجنود الاوكرانيين "طلبوا تامين ممر انساني ليل الاحد الاثنين" على الحدود الروسية-الاوكرانية.
ودونيتسك التي كانت تعد مليون نسمة قبل بدء الاعمال الحربية محاصرة بالكامل تقريبا فيما تتواصل حركة النزوح منها.
وقالت ليوبوف "نحن نغادر بسبب القصف" مضيفة "لقد تركنا كل شيء ورحلنا". واضافت انها متوجهة الى مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها القوات الحكومة على بعد 200 كلم غربا.
واقر وزير الدفاع الاوكراني فاليري غيلتي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البرطيانية الاحد "بانه لن يكون من السهل تحرير" دونيتسك ولوغانسك حيث تعهد المتمردون بالقتال حتى الموت.
ومع استمرار القتال حثت كييف المتمردين في لوغانسك ومدينة غورليفكا الحدودية على الموافقة على اقامة "ممرات انسانية" لساعات يوميا لافساح المجال امام المدنيين لمغادرة المدن المحاصرة.
وحذر رئيس بلدية لوغانسك من ان المدينة التي تعد 420 الف نسمة على شفير "كارثة انسانية" بعد ايام من انقطاع الكهرباء والمياه.
وقد نزح اكثر من مئة الف شخص الى مناطق اخرى في اوكرانيا منذ اندلاع النزاع في نيسان/ابريل بحسب الامم المتحدة فيما تقول روسيا ان نصف مليون شخص اخرين عبروا الى اراضيها.
وقد اوقع النزاع اكثر من 1150 قتيلا منذ اندلاعه.
وعلى صعيد اخر استمرت اعمال البحث عن اشلاء ضحايا تحطم الطائرة الماليزية.
وغادرت طائرة تنقل المزيد من اشلاء الضحايا واغراضهم الشخصية الى هولندا لبدء عملية تحديد الهويات.
وتم نقل 220 نعشا حتى الان الى هولندا.
ومع وصول فريق الخبراء الى موقع تحطم الطائرة، سمع دوي اطلاق نار.
وقال رئيس بعثة الشرطة الهولندية في اوكرانيا بييتر-ياب البرسبرغ "الوضع يثبت مرة اخرى ان المهمة تتم في منطقة متنازع عليها، حيث يتواصل القتال بين الطرفين. والوصول الى موقع تحطم الطائرة غير مضمون بالكامل".
وتتهم الولايات المتحدة المتمردين باسقاط الطائرة بواسطة صاروخ ارض-جو يرجح ان روسيا زودتهم به فيما يحمل المتمردون وموسكو الجيش الاوكراني مسؤولية الحادث.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك