صنعاء - سبأنت
تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الجمعة، بالعيد الـ238 للاستقلال عن بريطانيا العظمى والذي يصادف يوم 2 يوليو عام 1776م، وتمت الموافقة عليه بعد هذا التاريخ بيومين.واحتفل الأمريكيون هذا العام بيوم الاستقلال بطريقة غريبة، كان يتصدرها شعار /كم هو عظيم أن تكون أمريكيا/ فقاموا بارتداء علم أمريكا ولونوا وجوههم بالعلم الأمريكي اعتزازًا به.وتحتفل الولايات المتحدة، بذكرى الاستقلال هذا العام بطريقة قد تكون مختلفة ولكنها رائعة وتضمن عدد من المفاجآت والألعاب النارية والعروض الفنية والرياضية المختلفة.واستعدت أمريكا لهذا الحفل بتحضير 155 مليون شريحة /هوت دوج/ مصنوعة من اللحم البقري احتفالا بيوم الاستقلال، وهي الأكلة الأكثر رواجا وشعبية في أمريكا.ويحضر هذا الاحتفال أكثر من 41 مليون أمريكي يأتون إلى وطنهم من كافة أنحاء العالم احتفالا بهذا اليوم العظيم، وقد تقوم أمريكا بإعطاء إجازة للشعب الأمريكي تدوم لـ3 أيام.ويشهد يوم الاستقلال هذا العام أكثر من 15 ألف عرضا للألعاب النارية التي ستضيء سماء الولايات المتحدة بالكامل، وسيتضمن الحفل مسابقة يشارك فيها الحاضرين بتناول أكبر عدد ممكن من شرائح /الهوت دوج/ في عشر دقائق فقط، ففي العام الماضي سجّل المواطن الأمريكي جون شيستنت رقما قياسيا بتناول 69 قطعة /هوت دوج/ في عشر دقائق.وعيد الاستقلال الذي يصادف الرابع من يوليو من كل عام هو مناسبة وطنية كبرى في الولايات المتحدة إذ تمتد جذورها إلى أعماق التقليد الإنجليزي- الأميركي الأصل للحرية السياسية.ففى هذا اليوم وخلال الثورة الأميركية وقع الانفصال القانوني للمستعمرات الـ13 عن بريطانيا بعد موافقة بريطانيا على قرار الاستقلال الذي قدمه ريتشارد هاري لي من ولاية فيرجينيا يتضمن إعلان استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، وبعد التصويت لصالح الاستقلال في الكونجرس أعلن بيانا باعتبار 4 يوليو يوما للاستقلال.ويرجع الفضل في إقامة الاحتفالات للرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية جون آدامز الذي كان أول من دعا في خطاب كتبه لزوجته، في اليوم الذي تم فيه التوقيع على إعلان الاستقلال في فيلادلفيا في عام 1776.. إلى: "إنارة الأضواء من أحد أطراف هذه القارة إلى الطرف الآخر من هذا اليوم وإلى الأبد".وإعلان الاستقلال الأمريكي هو وثيقة تبناها الكونجرس القاري في 4 يوليو 1776، لتعلن أن المستعمرات الأمريكية ال13 المتحاربة مع بريطانيا العظمى قد أصبحت ولايات مستقلة، وبالتالي لم تعد جزءً من الإمبراطورية البريطانية.وليس الرابع من يوليو عيد ميلاد أمة فقط، إنما فرحة واعتزاز بإنجاز أسطوري توج نضال شعب ضد بريطانيا العظمى، ومهد الطريق سهلا لصناعة تاريخ جديد برزت فيه هذه الأمة كأعظم دولة في العالم.وهذا ما يراه الأميركيون الذين يحتفلون بهذا اليوم من كل سنة وهم يفخرون بإعلان استقلالهم حين أعلنت وثيقة خطها /توماس جيفرسون/ بأن المستعمرات الأميركية الـ13 المتحاربة مع بريطانيا العظمى قد أصبحت ولايات مستقلة، وبالتالي لم تعد جزءا من الإمبراطورية البريطانية.وكانت تلك الوثيقة أهم مفصل تاريخي في حياة الأميركيين ومهدت لهم فلسفة سياسية واقتصادية تأثرت بها مختلف دول العالم، وأضحت العبارة التالية من أهم ما كتب باللغة الإنكليزية: "جميع البشر خلقوا متساوين، ووهبوا من خالقهم حقوقا غير قابلة للتصرف، من بينها حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة".ويخرج الأميركيون للاحتفال بهذا اليوم وهم يشعرون بالاعتزاز، عبر المسيرات وحفلات الشواء والكرنفالات والمعارض والرحلات والحفلات الموسيقية ومباريات البيسبول واللقاءات العائلية، وكذلك الخطب السياسية والاحتفالات الرسمية وغيرها من المناسبات العامة والخاصة.وبعد ذلك كله ينهي مواطنو الولايات ال50 يومهم بالاستمتاع برؤية الألعاب النارية التي تحول السماء إلى خليط من الألوان.ويقضي الأمريكيون يومهم خارج المنزل للاستمتاع بأجواء عيد الاستقلال قبل ساعات من انطلاق الألعاب النارية، ويقبلون على شراء الألعاب النارية في هذا اليوم المميز.ومن المصادفات الغريبة التي تتوافق مع هذا اليوم من السنة، فإن كلاً من جون آدامز وتوماس جيفرسون، الموقعين على /إعلان الاستقلال/ واللذين شغلا منصب رئاسة الولايات المتحدة، توفيا في اليوم نفسه، أي في الرابع من يوليو وكان ذلك من عام 1826م، الذي صادف الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال.وكذلك فإن جيمس مونرو، رئيس الولايات المتحدة الأميركية الخامس، توفي في 4 يوليو 1831.وولد كذلك كالفين كوليدج، الرئيس الـ 30، في 4 تموز 1872، وحتى اليوم هو الرئيس الوحيد الذي ولد في عيد الاستقلال.لكن ربما أجمل مصادفة فهي للرئيس الحالي باراك أوباما الذي سيحتفل مع عائلته بعيد ميلاد ابنته ماليا الذي يصادف يوم الرابع من يوليو 2014 عيد ميلادها الـ16.ومن محطات الاحتفال بهذا اليوم التاريخي أنه في 1777، أطلقت 13 طلقة نارية كنوع من التحية، مرة في الصباح ومرة في المساء يوم 4 يوليو في بريستول، رود آيلاند.واحتفلت ولاية فيلادلفيا بالذكرى السنوية الأولى بطريقة سيجدها أمريكي معاصر مألوفة تماما: وهي عشاء رسمي لل/الكونغرس القاري/، والمسيرات، و13 تحية بالبنادق، وخطب صلاة، والموسيقى وظهور القوات وكذلك الألعاب النارية.. وزُينت السفن بأعلامٍ حمراء وبيضاء وزرقاء.وفي 1778، ميَزَ جورج واشنطن الرابع من يوليو بمضاعفة حِصَة جنودهِ ومحييً المدافع من المشروبات، وعبر المحيط الأطلسي، عقد السفيرين جون آدامز وبنجامين فرانكلين مأدبة عشاء لزملائهم الأمريكيين في العاصمة الفرنسية باريس.وفي 1779 صادف يوم أحد، فأُحتفل بالعطلة يوم الاثنين، 5 يوليو.وفي 1781 أصبحت محكمة /ماساتشوستس/ العامة أول هيئة تشريعية للدولة تعترف بالرابع من يوليو كاحتفال للدولة.وفي عام 1783، المورافبين في سايلم، نورث كارولينا، اقاموا حفلاً في 4 يوليو بموسيقى صعبة ومعقدة جمعها يوهان فريدريش بيتر.. وكان هذا العمل بعنوان /مزمور الفرح/وفي 1791 سُجل أول استخدام لمصطلح /يوم أو عيد الاستقلال/.وفي عام 1820 أُقيم أول أحتفال للرابع من يوليو في ايستبورت، ماين الذي ما زال الأكبر في الدولة.وفي 1870، جعل الكونجرس الأمريكي يوم الاستقلال عطلة غير المدفوعة للموظفين الفدراليين.وفي عام 1938، غير الكونغرس يوم الاستقلال لعطلة مدفوعة الأجر للموظفين الفدراليين.وعيد الاستقلال هو تاريخ من كل سنة تحتفل فيها الشعوب والدول بمناسبة مرور أعوام على التحرر أو استعادة الحرية من استعمار أجنبي أو وصاية خارجية، وهو تذكير للأجيال الناشئة بمدى معاناة الآباء من أجل الحصول على الحرية وغرس روح المواطنة وحب الوطن في قلوبهم.
أرسل تعليقك