نيويورك ـ العرب اليوم
قال الباحث الأميركي ديفيد شينكر تعليقا على مقتل الطيار معاذ الكساسبة إن الأردنيين يريدون الثأر على الرغم من أن مشاركة المملكة الأردنية في الحملة الدولية بقيادة أمريكا ضد تنظيم داعش طالما واجهت رفضا شعبيا بين الأردنيين ، مُرددين على مواقع التواصل الاجتماعي جملة "هذه ليست حربنا ".
ورصد شينكر - في مقال نشرته مجلة (فورين أفيرز) الأميركية - بعض أوجه النظر المعارضة لمشاركة الأردن في تلك الحملة ، حيث أدانت جماعة الإخوان في الأردن المشاركة ، معتبرة إياها بمثابة انتهاك لدستور البلاد وحملة ضد الإسلام ، فيما أبدى بعض الفصائل العلمانية قلقها من أن يثير اضطلاع الأردن بدور في الحملة، حفيظة الدواعش وتحرضهم على الانتقام من المملكة.
ورأى الباحث أن معارضة الأردنيين للمشاركة في الحرب على الدواعش تتعلق في جزء منها بما تشهده سوريا من أحداث منذ 2011 ، حيث قتل النظام الشيعي (العلوي) نحو 200 ألف سُني ، وفي هذا الإطار يرى نطاق كبير من الأردنيين في الدواعش (السنة) خصما كفؤا فاعلا لنظام الأسد الشيعي.
ولفت شينكر إلى ما أظهره استطلاع للرأي نُشر في شهر سبتمبرأيلول الماضي من أن نسبة 62 بالمئة فقط من الأردنيين هم من يعتبرون الدواعش إرهابيين ، وأكد أن المنطقة برمتها تغيرت عمّا كانت عليه قبل عقد واحد من الزمان الذي شهد تعميقا للصراعات الطائفية بين الشيعة والسُنة وانتشارا هائلا للفكر السلفي.
ورجح أن يكون مقتل الكساسبة على هذا النحو البشع بداية تحوّل ولو بشكل مؤقت في اتجاه الشعب الأردني إزاء الحرب ودافعا إلى دور أقوى للمملكة في العمليات العسكرية ضد التنظيم الذي بات مطلوبا للثأر في عين الأردنيين.
ومع ذلك ، استبعد شينكر أن يستمر الإيقاع القوي للرد العسكري الذي بدأته المملكة بغارات جوية مكثفة على أهداف للدواعش ، بعد أن يخمد الصخب وتبعد المسافة الزمنية على مقتل الكساسبة ، لا سيما وأن زيادة عدد العمليات العسكرية إنما يعني بالتبعية زيادة عدد المصابين والضحايا والخسائر في الجيش الأردني.
وقال " إن الأردن فقدت بعد ستة أشهر من الحرب الجوية طائرتي (إف - 16) وطيارا ، بالإضافة إلى عشرات القتلى والمصابين في صفوف القوات البرية على طول الحدود مع سوريا".
وأضاف "على الرغم من أن الأردن هي رأس الحربة في تلك الحملة الدولية على داعش ، إلا أن وقوع قتلى جراء العمليات العسكرية كفيل بإفراز ضغوط شعبية (قبَلية) تحدّ من زخم ردّ الفعل العسكري للمملكة على داعش ، ذلك أن الرأي العام مهّم لا سيما في مثل تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة".
ورجح الباحث ـ في ختام مقاله ـ " أن تشهد الأيام المقبلة حماسا من جانب النظام الأردني مدعوما شعبيا في الضرب على يد الدواعش بل وعلى يد مناصريهم في الداخل ، ولكن مع مرور الوقت قد يسود منطق عدم تبديد القوة في الخارج ، على أن تظل الأردن قاعدة تنطلق منها الغارات الجوية على الدواعش ومضمارا لتدريب معارضي نظام الأسد على مدى المستقبل المنظور".
أرسل تعليقك