يجتمع قادة اوكرانيا وروسيا وفرنسا والمانيا مساء الاربعاء في مينسك في قمة الفرصة الاخيرة الهادفة الى وقف عشرة اشهر من النزاع الذي اوقع اكثر من 5300 قتيل في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا.
وهذا اللقاء بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورؤساء فرنسا فرنسوا هولاند واوكرانيا بترو بوروشنكو وروسيا فلاديمير بوتين ياتي بعد اسبوع من المشاورات الدبلوماسية المكثفة ونتيجة مبادرة السلام الالمانية-الفرنسية التي عرضت الاسبوع الماضي في كييف ثم في موسكو فيما تشتد المعارك في شرق اوكرانيا.
وقتل 47 شخصا على الاقل بينهم جنود ومدنيون ومتمردون في المعارك والقصف في الساعات ال24 الماضية.
واعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو انه مستعد "لفرض القانون العرفي" على كل الاراضي الاوكرانية في حال فشل قمة مينسك حول السلام وحصول تصعيد للنزاع في شرق البلاد.
وقال بوروشنكو الاربعاء خلال اجتماع لمجلس الوزراء قبل ساعات من قمة مينسك بين قادة روسيا والمانيا واوكرانيا وفرنسا، "كل شيء سيكون رهنا بنتيجة القمة: اما ان نتمكن من وقف المعتدي عبر السبيل الدبلوماسي او سيكون هناك تدبير اخر. انا والحكومة والبرلمان على استعداد لفرض القانون العرفي في كل الاراضي الاوكرانية (...) في حال تصاعد النزاع".
وكان بوروشنكو اعتبر ان قمة مينسك تقدم "احدى الفرص الاخيرة لاعلان وقف اطلاق نار غير مشروط وسحب الاسلحة الثقيلة".
ويشارك بوروشنكو الخميس في القمة الاوروبية في بروكسل لعرض الوضع في بلاده غداة اجتماع مينسك كما اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك.
واكد قصر الاليزيه الاربعاء ان هولاند وميركل سيتوجهان الى مينسك "من اجل بذل كل الجهود حتى النهاية" لايجاد حل دبلوماسي للازمة الاوكرانية. ووصل هولاند الى مينسك بعد الظهر.
وقال المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين ان قمة مينسك المرتقب عقدها مساء الاربعاء لانهاء النزاع الاوكراني تشكل فقط "بارقة امل" ونتيجتها "غير مؤكدة".
واعتبر المتحدث ستيفن سايبرت ان القمة التي ستجمع في المساء الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند والاوكراني بترو بوروشنكو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل "تمثل بارقة امل، ليس اكثر".
واكد الكرملين من جهته ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في قمة مينسك بهدف محاولة وقف النزاع المستمر منذ عشرة اشهر في شرق اوكرانيا.
وقال الكرملين في بيان "ان فلاديمير بوتين يغادر اليوم الى مينسك حيث سيشارك في المحادثات" الرباعية.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان "تقدما ملحوظا" سجل في المفاوضات التي تسبق قمة مينسك حول اوكرانيا التي ستعقد بين قادة روسيا واوكرانيا والمانيا وفرنسا.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس قبل ساعات من قمة مينسك الهادفة لوقف النزاع في اوكرانيا ان "الخبراء يعملون، وهناك تقدم ملحوظ".
من جهتهم بحث الانفصاليون الموالون لروسيا على مدى ساعتين في مينسك الوضع مع موفدين من كييف وممثلين عن روسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا. ثم عرض المتمردون اقتراحاتهم لتسوية النزاع على مجموعة الاتصال التي اجتمعت ايضا مساء الثلاثاء في مينسك.
وبحسب موفد جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد دنيس بوشيلين فانه "من المبكر جدا الحديث عن وقف اطلاق نار" رافضا الكشف عن مضمون اقتراحاته.
من جهته اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما محادثات هاتفية مع نظيره الروسي وكذلك مع بوروشنكو.
وفي بيان اعلن البيت الابيض مساء الثلاثاء انه "اذا واصلت روسيا اعمالها العدوانية في اوكرانيا وخصوصا عبر ارسال جنود واسلحة وتمويل المتمردين، فان الثمن الذي ستدفعه روسيا سيزيد".
ميدانيا قتل ما مجموعه 47 مدنيا وجنديا وانفصاليا على الاقل في قصف مدفعي ومعارك.
كما اعلن الجيش الاوكراني مقتل 19 من جنوده على الاقل في الساعات ال24 الماضية بينهم خمسة خلال الهجوم الصاروخي مساء الثلاثاء على كراماتورسك حيث مقر قيادة الجيش في الشرق الانفصالي.
وهذا الهجوم اوقع ما مجموعه 16 قتيلا من عسكريين ومدنيين في هذه المدينة الصناعية التي تعد 200 الف نسمة واستعادها الجيش الاوكراني من ايدي المتمردين في تموز/يوليو وكانت بمنأى عن المعارك منذ ذلك الحين.
واعلنت الخارجية الاوكرانية في بيان ان روسيا "مسؤولة عن هذا الهجوم في وقت يظهر فيه امل ضئيل بتسوية الازمة واعادة السلام الى منطقة دونباس".
ولقاء مينسك سيكون اول قمة تشمل قادة الدول الاربع الذين سبق ان اجتمعوا في النورماندي في حزيران/يونيو ثم في ميلانو في تشرين الاول/أكتوبر على هامش لقاءات دولية.
وتهدف الخطة الفرنسية الالمانية الى ضمان تطبيق اتفاقات السلام التي تم التوصل اليها في ايلول/سبتمبر في مينسك وتلحظ توسيع الحكم الذاتي في مناطق المتمردين مع ابقاء خط الجبهة الحالي واقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض خمسين الى سبعين كلم قبالة الخط المذكور.
لكن كييف رفضت مرارا ابقاء خط الجبهة الحالي، علما بان الانفصاليين احتلوا 500 كلم مربعة اضافية منذ ايلول/سبتمبر.
وثمة بند خلافي اخر يتصل بـ"وضع الاراضي" التي سيطر عليها الانفصاليون. ففي حين تشدد موسكو على تشكيل اتحاد ترفض كييف هذا الامر وتعتبره محاولة من الكرملين لفرض هيمنة على قرارات كييف.
واحدى النقاط الرئيسية الاخرى في خطة السلام الاوروبية هي مراقبة الحدود الاوكرانية الروسية في الاراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون. فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا لكن موسكو تريد من اوكرانيا الاتفاق مع المتمردين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي اوكراني.
أ ف ب
أرسل تعليقك