أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة للوساطة حتى استعادة وحدة أوكرانيا السياسية، مؤكدا ضرورة حل الأزمة الأوكرانية بالطرق السياسية وفي أسرع وقت.
وقال بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي الموسع يوم الخميس 18 ديسمبر/كانون الأول، إنه يجب حل الأزمة بالطرق السياسية لا بـ"الضغط من جهة ما" عبر فرض حصار اقتصادي أو استعمال قوات مسلحة.
وأكد الرئيس الروسي استعداد روسيا للوساطة في إطلاق حوار بين الأطراف المتنازعة في أوكرانيا من أجل "تسوية الوضع حتى استعادة الفضاء السياسي الموحد".
ووصف بوتين الحصار الاقتصادي المفروض على منطقة دونباس بشرق أوكرانيا بأنه مضر للدولة والشعب الأوكراني على حد سواء.
وقال: "بدلا من بدء حوار سياسي معهم راحوا في البداية وجهوا ضدهم قوات الأمن والشرطة.. وعندما فشلوا وجهوا صوبهم الجيش، وعندما أخفقوا في ذلك أيضا يحاولون اليوم حل القضية بالقوة من خلال الحصار الاقتصادي".
ويرى بوتين أن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو يرغب في تسوية الوضع في البلاد، إلا أن مسؤولين كثيرين في أوكرانيا يدعون إلى القتال حتى النهاية، ويدلون بتصريحات عدوانية جدا.
وأكد الرئيس الروسي أن كييف يجب أن تحترم مصالح سكان دونباس، وأن لا تمارس الضغط عليهم إذا رغبت في إحلال السلام واستعادة وحدة أراضيها.
ودعا بوتين كييف إلى حوار سياسي مباشر وشفاف وصريح مع سكان شرق أوكرانيا وكذلك إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة، في إشارة إلى الاتفاق حول العفو العام وقانون الوضع الخاص لمنطقة دونباس.
كما دعا الرئيس الروسي إلى تبادل الأسرى في جنوب شرق أوكرانيا وفقا لمبدأ "الجميع مقابل الجميع" دون شروط مسبقة لكي يعود هؤلاء إلى عائلاتهم قبل حلول أعياد رأس السنة والميلاد، مشيرا إلى ضرورة تدقيق قوائم الأسرى.
وأكد بوتين أن سلطات كييف لا تسحب قواتها من المناطق التي يجب عليها الانسحاب منها، بما في ذلك من منطقة مطار دونيتسك، بخلاف قوات دونيتسك التي سمحت للجانب الأوكراني بتبديل قواتها في المطار، معبرا على أن أمله بأن تكون هذه الخطوة مؤشرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال إن موسكو ستساعد في استعادة الفضاء السياسي الموحد لأوكرانيا، مؤكدا على ضرورة أن يسعى جانبا النزاع إلى تحقيق هذا الهدف.
وشدد بوتين على أن موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية يستند إلى مبادئ القانون الدولي وحق الشعب في تقرير مصيره.
وأضاف أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات لسكان شرق أوكرانيا، مشيرا إلى إرسال موسكو قافلة مساعدات إنسانية عاشرة إلى دونباس اليوم.
وأكد بوتين أن المتطوعين الذين يشاركون في القتال في جنوب شرق أوكرانيا لا يتقاضون أموالا مقابل ذلك وبالتالي فإنهم ليسوا مرتزقة.
وبشأن مصير قائدة الطائرة المقاتلة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو المعتقلة لدى روسيا، أكد بوتين أن السلطات الروسية ستفرج عنها فورا في حال إثبات عدم تورطها في مقتل صحافيين روس، وإلا فإنها ستعاقب وفقا لقرار المحكمة.
من جهة أخرى قال الرئيس الروسي إن روسيا لا تدفع من خلال العقوبات الغربية المفروضة عليها ثمن انضمام القرم إليها، و وإنما ثمن رغبتها في الحفاظ على هويتها الوطنية وحضارتها.
بوتين: بعد سقوط جدار برلين لم يتوقف الغرب عن إقامة جدار لعزل روسيا
واتهم فلاديمير بوتين حلف الناتو بالتوسع نحو الشرق رغم وعود قطعها على نفسه بعدم فعل ذلك.
أرسل تعليقك