وصف الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الجيش الاوكراني بانه عبارة عن "فرقة اجنبية" تعمل لصالح الحلف الاطلسي ضد روسيا، وذلك قبيل اجتماع استثنائي للحلف خصص لبحث تصاعد اعمال العنف في اوكرانيا.
وامام الهجمات التي بات يشنها الانفصاليون الموالون لروسيا على طول خط الجبهة والتي اوقعت 12 قتيلا بينهم خمسة مدنيين في غضون 24 ساعة، وتحسبا لهجوم اعلنه الانفصاليون، بدات السلطات الاوكرانية باجلاء الاطفال من عدد من النقاط الساخنة في الشرق الاوكراني.
وتحت الضغط المتنامي للغربيين، وجه الرئيس الروسي الاثنين اتهامات للقوات الاوكرانية التي تخوض معارك في الشرق والتي تتألف حسب تعبيره "في القسم الاكبر منها مما يسمى كتائب المتطوعين القوميين".
واضاف بوتين من بطرسبورغ حسب ما نقل التلفزيون الروسي "في الواقع، انه ليس جيشا انما فرقة اجنبية تعمل لصالح الاطلسي ولا تتضمن اهدافها الدفاع عن المصالح الوطنية لاوكرانيا، كما ان لديها هدفا جيوسياسيا هو احتواء روسيا".
من جهته وصف الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ التصريحات التي ادلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانها "لا معنى لها".
وقال ستولتنبرغ للصحافيين في ختام اجتماع استثنائي للمفوضية الاوروبية والحلف الاطلسي حول اوكرانيا في بروكسل ان "القول ان هناك فرقة اجنبية في اوكرانيا لا معنى له. لا توجد فرقة للحلف الاطلسي، القوات الاجنبية في اوكرانيا هي روسية".
وسيعقد مجلس الامن الدولي ايضا اجتماعا مساء الاثنين في حين يسعى الغربيون الى تسريع ضغوطهم على روسيا التي يعتبرونها بمثابة العراب للانفصاليين الموالين لروسيا.
وعلى اثر ماساة ماريوبول السبت حيث قتل 30 شخصا بصواريخ اطلقت بحسب منظمة الامن والتعاون في اوروبا من المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، كان الوضع هادئا الاثنين في هذه المدينة الساحلية الصناعية التي تعد نصف مليون نسمة، بحسب مراسلين من وكالة فرانس برس في المكان. لكن الجرحى الذين اصيبوا جراء عمليات القصف لا يخفون خوفهم.
واكد مسؤول كبير في الامم المتحدة الاثنين ان الهجوم الذي شنه الانفصاليون بالصواريخ على مدينة ماريوبول استهدف مدنيين "بشكل متعمد"، وينبغي احالة منفذيه امام العدالة.
وروت تاتيانا غافريلتشيشينا (54 عاما) التي اصيبت في كتفها بشظايا صاروخ "انه كابوس. اذا وصلت الحرب الى هنا، لا اعرف ماذا سنفعل".
واختصر اسيف اليكبيروف (30 عاما) وهو بائع الوضع قائلا "كنا نقول +في غضون اسبوع سيحصل هجوم+ ، ثم لا شيء. (...) وها هي قذائف سقطت. الامر يشبه فيلما".
وشكلت عمليات القصف براجمات غراد على حي مأهول في ماريوبول منعطفا في النزاع المستمر منذ تسعة اشهر واسفر عن اكثر من خمسة الاف قتيل. واعلن المتمردون في الاثناء عن هجوم لا يزال يتاخر ميدانيا.
واستثنت المعارك حتى الان ماريوبول آخر مدينة كبيرة في الشرق المتمرد التي ما زالت تحت سيطرة القوات الموالية لكييف. ومن شأن السيطرة عليها فتح جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في اذار/مارس الماضي.
وفي اعقاب قصف ماريوبول، انتقدت الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية ما وصفته ب "التصعيد الخطير" في النزاع وهددت بفرض عقوبات جديدة على روسيا المتهمة بتسليح التمرد في شرق اوكرانيا، إلا ان موسكو تنفي ذلك.
واوضح الجيش الاوكراني ان المتمردين اطلقوا النار 115 مرة في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة على مواقع الجيش الاوكراني وعلى بلدات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق البلاد. وقضى سبعة جنود اوركايين اضافة الى خمسة مدنيين.
وابلغ قائد شرطة منطقة دونيتسك فياتشيسلاف ابروسكين المتمردين بأن الشرطة ستقوم باجلاء الاطفال من بلدتي ماريينكا وكراسنوغوريفكا (20 كلم شمال شرق دونيتسك)، حيث تكثفت عمليات القصف براجمات الصواريخ منذ بصعة ايام، الى منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
واعلن الحاكم المحلي لمنطقة لوغانسك غينادي موسكال، في كييف الاثنين ان حوالى مئة طفل ما زالوا في قرية ترويتسكي بمنطقة بوباسنا (60 كلم شرق لوغانسك).
كذلك ما زال الوضع متوترا حول مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية في منطقة دونيتسك حيث يقوم "المتمردون بعملية لصد القوات الاوكرانية"، كما اعلن ادوارد باسورين المسؤول في "جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد.
وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، اكد المتحدث الاوكراني ليونيد ماتيوخين ان "المعارك جارية" الاثنين وان المتمردين يهاجمون المواقع الاوكرانية بالدبابات والمدفعية.
وروت ستيلفانا (30 عاما) وهي من سكان قرية ديبالتسيف المجاورة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "صواريخ غراد تسقط باعداد كبيرة منذ بضعة ايام والسلطات تتصرف وكأن شيئا لا يحصل".
أ ف ب
أرسل تعليقك