نايبيداو ـ أ.ف.ب
تستضيف بورما قمة تاريخية لقادة كتلة جنوب شرق اسيا (اسيان) تدشن معها عودتها الى الساحة الدولية بعد عقود من العزلة في عهد النظام العسكري.
وعشية وصول قادة الدول اقامت الشرطة حواجز للتدقيق في مواكب السيارات التابعة للبعثات الدبلوماسية في نايبيداو مساء الجمعة فيما كان عمال محليون يقومون بتشذيب الحدائق استعدادا للقمة التي تبدأ الاحد.
وقال المتحدث الحكومي يي هتوت لوكالة فرانس برس "نقوم الان بوضع اللمسات الاخيرة، كل شيء جاهز".
والقمة اول حدث بهذا المستوى في اطار رئاسة بورما للكتلة الاقليمية لمدة سنة. وتعد انطلاقة للدولة رغم انتمائها لاسيان منذ 17 عاما تعرضت خلالها لانتقادات في مجال حقوق الانسان اضطرت بسببها الى البقاء مهمشة.
ومع تولي نظام شبه مدني الرئاسة في 2011 عادت بورما الى المسرح الدولي مع اصلاحات شملت اطلاق سراح سجناء سياسيين ودخول زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي الى البرلمان.
وتولت بورما رئاسة اسيان تحت شعار "المضي قدما موحدين لتحقيق مجتمع سلمي ومزدهر".
غير ان التوترات الاقليمية كالتي شهدها هذا الاسبوع بين بكين والعضوين في اسيان فيتنام والفيليبين بسبب بحر الصين الجنوبي، قد تلقي بظلالها على اول دور دبلوماسي كبير لبورما.
واتهمت هانوي الاربعاء سفنا صينية بمهاجمة سفن دورية فيتنامية قرب حقل نفطي في مياه متنازع عليها.
وفي اليوم نفسه، قالت الشرطة الفيليبينية انها قامت بتوقيف مركب صيد صيني في مكان آخر في البحر.
وتتقاطع في البحر المتنازع عليه العديد من الممرات البحرية الاستراتيجية المهمة ويعتقد انه يحتوي على احتياطي هائل من موارد الطاقة.
والصين التي تؤكد سيادتها على كامل المياه المتنازع عليها تقريبا، اكدت حقها في الحالتين.
وطالما كانت بكين اكبر مستمثر في بورما، وحليفا نادرا لها خلال سنوات عزلتها الدبلوماسية اثناء حكم الجنرالات.
ويقول سايمون تاي، رئيس معهد سنغافورة للعلاقات الدولية ان على بورما ان تسعى كي لا تسمح لعلاقتها الوثيقة مع الصين "بافساد رئاستها الحيادية" مضيفا ان "ذلك لن يكون سهلا".
وفي 2012 اثارت كمبوديا حليفة الصين الذعر عندما كانت تتولى رئاسة اسيان برفضها توبيخ الصين بشأن موقفها الجازم حيال المنطقة البحرية.
وقال وزير خارجية سنغافورة كي. شانموغام السبت انه من الضروري ان تاخذ اسيان موقفا موحدا حتى ان لم تكن تدعم اي طرف في الخلاف.
وقال للصحافيين "الحيادية لا تعني الصمت. لا يمكننا البقاء صامتين". مضيفا ان "مصداقية" الكتلة عانت في السنوات الاخيرة بسبب هذه المسألة.
وقد اضطرت بورما العضو في آسيان منذ 17 سنة الى التخلي عن تولي رئاسة الكتلة في 2006 لعدم تحول نظامها العسكري الى الديمقراطية.
غير انها تقدمت على لاوس لتولي هذه المهمة هذا العام، مبرزة حماسة لاستعراض صورتها الدولية الجديدة قبيل الانتخابات المرتقبة في 2015 والتي تعد اختبارا رئيسيا للاصلاحات التي قامت بها.
ونالت جهود بورما في مجال الديموقراطية الترحيب من قبل المجتمع الدولي وقادة كبار بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وقال يي هتوت لفرانس برس "الدولة والشعب على حد سواء يتمتعون بمستوى عال من الكرامة السياسية".
واثار رفع العقوبات الدولية املا بازدهار اقتصادي في الدولة التي عانت من الفقر بعد عقود من سوء ادارة النظام العسكري الحاكم.
وبدأت الشركات الاجنبية الطامحة الى مصادر الطاقة الطبيعية الضخمة ونحو 60 مليون مستهلك، بدخول السوق شيئا فشيئا.
وذكرت صحيفة نيولايت اوف ميانمار الحكومية هذا الاسبوع ان الاستثمارات الاجنبية خلقت 90 الف وظيفة في السنة المالية 2013-2014.
وقال رجيف بيسواس المحلل الاقتصادي في غلوبال انسايت ان بورما "احدى الدول التي تمثل فرصة للكثير من الشركات الغربية" غير ان المشاكل المتمثلة في الحوكمة الضعيفة والبنية التحتية الرديئة تعني انها بيئة صعبة للاعمال.
وتحمل نابيدوار علامات التطلعات المتغيرة للدولة.
والمدينة التي يعني اسمها "عرش الملوك" كانت قائمة على ادغال نائية وبعد قرار مفاجئ ومكلف من قبل النظام العسكري في 2005 نقلت العاصمة من رانغون الى وسط بورما القاحل.
ولا تحمل المدينة اي تصاميم او مقاييس تقليدية وتترامى اطرافها الى مناطق نائية في اشكال معمارية متنوعة لمبان حكومية كبيرة وفنادق تربط بينها طرق سريعة متعددة الخطوط وموحدة.
وبعد ان كانت مغلقة امام العامة، استضافت نابيدوا العام الماضي الاف الزائرين الى المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق آسيا، ودورة العاب جنوب شرق اسيا.
وعلى مقربة من مركز المؤتمرات الذي سيستضيف القمة، كانت العاملة اي اي اونغ تعتني بغرسات الازهار. وقالت لفرانس برس ان التغيرات في المدينة جلبت الكهرباء الى قريتها الواقعة على اطراف المدينة.
واضافت المرأة البالغة من العمر 29 عاما "تحسنت نايبيدوا وآمل ان تتحسن حياتنا ايضا مع تطور المدينة".
أرسل تعليقك