باريس ـ العرب اليوم
تفاقمت مشكلة تورط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قضية فساد، أمس السبت، بعد تسريب محادثات هاتفية جديدة يبدو فيها أنه يعرض مالا على أحد القضاة مقابل خدماته.
وساركوزى الذي اتهم قبل أسبوعين بالفساد واستغلال النفوذ في قضية تتعلق بحملته الرئاسية عام 2007، يؤكد أنه ضحية مكيدة، كما اتهم أعداءه باستغلال القضاء لنسف احتمالات عودته إلى السياسة.
و بحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، السبت، لتسجيلات أحاديث هاتفية مع محاميه "تييرى هيرزوج" المتهم بدوره، نقل عن ساركوزي قوله: "سأساعده (القاضي)...سأرتب أوضاعه"، مضيفا: "اتصل به اليوم وقل له إنى سأرتب الأمر. أنا ذاهب إلى موناكو وسألتقي الأمير (ألبير)".
المحادثات جرت في شباط من العام الجاري، عبر هاتف محمول يعود إلى ساركوزي البالغ من العمر 59 عاما، والذي تم شراؤه باستخدام اسم مستعار ، ورفض محامي ساركوزي "بيار أييك" التعليق ردا على سؤال لـ"فرانس برس" عن التسريبات الجديدة، وهي الأخيرة في سلسلة معلومات جديدة كشفت بخصوص ساركوزي منذ مغادرته السلطة.
واتهم القاضي الذي تدور حوله القضية "جيلبير ازيبير" بتسريب معلومات حول فضيحة التمويل السياسي المستمرة منذ فترة طويلة وتتعلق بالمليارديرة صاحبة مجموعة لوريال الفرنسية "ليليان بيتانكور"، ولم ينل "ازيبير" المنصب في موناكو وقدم طلب تقاعد.
في مقتطفات أخرى قال ساركوزي لمحاميه إنه سيلتقى في ذاك اليوم بوزير الدولة (رئيس الوزراء) في موناكو ميشال روجيه، وسيبقيه على إطلاع حول ما يجري، لكن الصحيفة أشارت إلى أن السلطات تعتقد أن ساركوزى اكتشف أن هاتفه "السرى" يخضع للتنصت وقرر ألا يسعى لتعيين القاضي في المنصب.
وأضافت أن روجيه أكد للسلطات أن ساركوزي حادثه يوم تسجيل الاتصال الهاتفي لكنه لم يتطرق إلى رغبة "ازيبير " في توليه رئاسة سلك القضاء في موناكو.
ويسمع صوت "هيرزوج" الذي يواجه تهم الفساد نفسها مثل موكله في التسجيلات مؤكدا لـ"ساركوزي" أن القاضي "يملك معلومات غير منشورة" حول تحقيق بيتانكور وأنه "بذل جهدا هائلا" ليساعدهما.
وبموجب القانون الفرنسي لا يجوز الوعد بتقديم منصب عام كخدمة سواء حصل عليها الشخص المعنى في النهاية أم لا.
وأكد ساركوزي بعد اتهامه أن "التخلي عن السياسة غير وارد" بالنسبة له، مؤكدا أنه لم يقرر ما إذا كان سيترشح لرئاسة حزبه "الاتحاد من أجل حركة شعبية" قبل أب أو أيلول.
المصدر: أ.ف.ب
أرسل تعليقك