وعد زعيم المعارضة الباكستاني عمران خان الاحد بمواصلة الاحتجاجات "حتى النفس الاخير" فيما ادت الاشتباكات بين انصاره والشرطة امام منزل رئيس الوزراء الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة المئات.
وبدات اعمال العنف ليل السبت الاحد بعد ان حاول الاف من انصار خان والداعية الاسلامي طاهر القادري اقتحام منزل رئيس الوزراء باستخدام رافعات لازالة الحواجز من امام المنزل.
وتواصلت الاشتباكات بعد ظهر الاحد بين شرطة مكافحة الشغب ومئات المحتجين. وتسلح المحتجون بالهراوات والمقالع.
واشعل المحتجون النار في حاويات والعديد من العربات، كما تناثرت مئات عبوات الغاز المسيل للدموع على الارض في شارع الدستور الذي يتميز بنظافته في الايام العادية في اسلام اباد، بعد معركة استمرت 15 ساعة.
وفي الجوار هاجمت مجموعة من 15 محتجا مسلحين بالهراوات والحجارة عربة تقل ثلاثة من موظفي الامم المتحدة.
وصرح مصدر في المنظمة الدولية لوكالة فرانس برس "اصيبت عربتهم باضرار، الا انهم لم يصابوا باذى".
وكان المحتجون بدأوا مسيرتهم نحو العاصمة في 15 اب/اغسطس مطالبين باستقالة شريف ما ادى الى ازمة زادت من احتمالات تدخل الجيش.
ودعا قائد الجيش الجنرال راحيل شريف الى عقد اجتماع الاحد لكبار قادة الجيش في مقر الجيش في مدينة روالبندي المجاورة، بحسب الجيش.
ويزعم المعارضون ان انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم ان مراقبين محليين واجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.
ومن سطح احدى الحاويات، قال خان "الان انا اطلب من كل الباكستانيين: انتفضوا ضد هذه الحكومة. انها ليست حكومة دستورية -- انهم قتلة".
واضاف "سنواصل حتى اخر نفس فينا. وادعوا جميع الباكستانيين الى الخروج" مضيفا انه سيرفع قضية ضد شريف يتهمه فيها بالقتل بسبب العنف. وفي وقت سابق صرح وزير الاعلام بروزي راشد ان الحكومة لا تزال منفتحة على استئناف المفاوضات.
وقال "يريدون ان تلبى مطالبهم تحت تهديد السلاح، ابوابنا مفتوحة للمحادثات".
وصرح رجل قال اسمه عزيز وهو من انصار القادري امام البرلمان "هذه هي الديموقراطية في باكستان .. انها اخطر من الدكتاتورية العسكرية، انهم لا يسمحون للناس بالاحتجاج سلميا".
واعلن معهد باكستان للعلوم الطبية مقتل ثلاثة اشخاص من بينهم رجلان اصيبا بجروح في اعمال العنف واخر توفي بازمة قلبية.
وجرح 481 شخصا على الاقل من بينهم 118 امرأة وعشرة اطفال، ونقلوا الى مستشفيين رئيسيين في المدينة، طبقا لمسؤولين. وكان من بين الجرحى 92 شرطيا على الاقل.
واخذت الازمة بعدا جديدا الخميس بعد ان اعلن قائد الجيش انه سيتوسط في الازمة.
ويعتقد المحللون انه اذا نجا شريف من الازمة فان ذلك سيكون مقابل تنازلات كبيرة للجيش بما فيها السماح لقائد الجيش السابق برويز مشرف الذي يحاكم حاليا بتهمة الخيانة، بمغادرة البلاد.
الا ان المحلل السياسي مشرف زيدي قال انه اصبح من الصعب احتواء الاحتجاجات وان المعارضة ربما تحاول اشراك الجيش بشكل مباشر اكثر.
وراى ان "الهدف الوحيد هو اجبار شريف على الاستقالة وربما اجبار الجيش على التدخل".
ورفض زيدي مزاعم جماعات المحتجين بانهم لم يبدأوا اعمال العنف.
وقال "لا يمكن تاجيج المشاعر في انحاء البلاد وخاصة (امام البرلمان) لمدة 17 يوما، ولا يمكن ان تقول +اريد نموري في الامام والنساء في الخلف+، ولا يمكنك ان تضع تشكيلات هجومية وبعد ذلك ان تزعم بانه لا دور لك في اشعال العنف".
والاحد اعلن جاويد هشمي العضو البارز في حزب حركة الانصاف الباكستانية بزعامة خان، انشقاقه عن الحزب وقال ان الاحتجاجات تجاوزت حدودها.
وقال "كيف يمكنني ان اصطف معك عندما تسير نحو البرلمان؟ لم يعد يفصلنا كثير عن الاحكام العرفية".
ورغم ان الاحتجاجات حشدت الالاف، الا انها لم تحشد دعما كافيا في البلد البالغ عدد سكانه 180 مليون نسمة.
وشهدت لاهور وكراتشي ايضا تظاهرات احتجاجية.
وذكر صحافي من فرانس برس في لاهور ان محتجين احرقوا اطارات سيارات واغلقوا طرقا في المدينة، موضحا ان الشرطة استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
لكن في كراتشي كانت التظاهرات سلمية.
ويتهم خان والقادري نواز شريف بانه استغل تزويرا واسع النطاق خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في ايار/مايو 2013 واتاحت لحزبه الرابطة الاسلامية ان يتراس حكومة غالبية.
وعلى وقع الاحتجاجات، اعلنت الحكومة ان استقالة نواز شريف غير واردة، علما بان الاخير يتمتع بشعبية لا يستهان بها في مواجهة المعارضين خان والقادري.
وكانت الحكومة طلبت قبل اسبوعين من الجيش حماية المباني الاستراتيجية في وسط العاصمة وبينها المقر الرسمي لرئيس الوزراء مستندة الى المادة 245 من الدستور.
ولكن في بلد يحفل تاريخه بالانقلابات، يشتبه المحللون في ان يكون العسكريون وراء تحرك خان والقادري بغية اضعاف شريف تمهيدا لاحداث فوضى تستدعي تدخلا قويا من الجيش.
أرسل تعليقك