القاهرة ـ العرب اليوم
طرحت الأزمة الأوكرانية ونتائج المحادثات التي أجريت امس في الكرملين ، لأكثر من خمس ساعات ، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية سلميا ، نفسها بقوة على جدول أعمال مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية الذي تستضيفه ألمانيا حاليا وذلك بسبب موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطة للسلام في أوكرانيا تنهى حرب استمرت لعشرة أشهر حتى الآن.
ووصفت نتائج القمة الثلاثية التي جمعت بين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وبوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بأنها "جوهرية ومتعمقة وبناءة"، وهناك تفاؤل حذر يبديه زعماء مجموعة النورماندى التي تضم كل ( روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا) على ضوء الحديث حول وثيقة مشتركة بشأن آلية تطبيق اتفاقات "ميسنك" للتسوية في أوكرانيا تضم القمة ومقترحات الرئيس الأوكراني بيترو يوروشينكو وعرض مشروعها على جميع الأطراف للمصادقة عليها.
وتأمل موسكو وباريس وبرلين وكييف في التوصل إلى خطة تسمح بتطبيق اتفاقات مينسك التي وقعت في سبتمبر الماضي وتضم 12 بندا لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وهو اتفاق السلام الوحيد الموقع بين كل الأطراف المتحاربة حتى الآن .
وخلال كلمتها اليوم السبت في جلسات اليوم الثاني من أعمال المؤتمر الدولي السنوي حول الأمن في ميونيخ ، قالت ميركل إنه "من غير الأكيد" أن المبادرة الفرنسية/الألمانية للسلام في أوكرانيا ستنجح لكن يجب المحاولة ، وتستند تلك المبادرة إلى مبدأ وحدة الأراضي الأوكرانية، ، معتبرة أن زيادة توريدات الأسلحة لأوكرانيا لن تسهم في حل الأزمة ، مطالبة روسيا بأن تساهم بقسطها في تسوية الأزمة الأوكرانية التي لا يمكن حلها عسكريا .
وأكدت أن بناء "أوروبا الكبرى من فلاديفوستوك الروسية إلى لشبونة البرتغالية مستحيل بدون حل النزاع في أوكرانيا، وتجاوزه مع مراعاة القانون الدولي" ، فيما أعرب أولاند عن اعتقاده "بأن القمة الثلاثية هي آخر فرصة للسلام ، وإذ لم يتم التوصل إلى تسوية تفضى إلى اتفاقية سلام دائم فإن السيناريو البديل سيكون الحرب".
وكان الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية قد نجحا مساء أمس في إقناع الرئيس الروسي بوضع خطة سلام مشتركة ، لم تسرب أي تفاصيل عنها ، تتضمن مقترحات السلام الفرنسية الألمانية والشروط التي وضعها الرئيس الأوكراني مساء الخميس والطلبات التي عبر عنها بوتين ، و اتفق القادة على العمل على وثيقة مشتركة لتنفيذ هدنة والاستمرار في المفاوضات يوم غد الأحد عبر الهاتف.
وتساعد المبادرة الفرنسية الألمانية في إرساء الأمن في أوروبا حيث أن زيادة توريدات الأسلحة لأوكرانيا لن يسهم في حل الأزمة وتلويح واشنطن بإرسال أسلحة فتاكة أمر غير مجد سيزيد من عدد الضحايا ، في الوقت الذي تثير فيه مسألة تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية على خلفية النزاع المتواصل في جنوب شرقها تبدى كل من برلين وباريس ولندن رفضهم للحل العسكري الذي تؤيده واشنطن ، والتي أكدت قبل أيام إمكانية تزويد كييف بالسلاح الأمريكي لتمكن جيشها من مواجهة مقاتلي قوات الدفاع الشعبي أو الانفصاليين .
وقد يترتب على تزويد الولايات المتحدة الانفصاليين بالسلاح نشاطا عسكريا روسيا فوق الحدود لا يزعجها لبعدها الجغرافي عن تلك المنطقة ولكنه يهدد أمن الدول الأوروبية لقربها من أوكرانيا مما قد يتحول إلي حرب شاملة نتيجة لما سيسفر عنه من توتر بين روسيا وحلف الناتو .
وتعليقا على نتائج قمة "الكرملين" الثلاثية أعرب ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد) عن أملهما في أن تسهم محادثات موسكو في بناء جسور الحوار المباشر بين كييف والجمهوريتين، وتدفع السلطات الأوكرانية نحو تبني المنهج السلمي.
أ.ش.أ
أرسل تعليقك