رفع الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الاربعاء من حدة نبرته في اليوم الثاني لمحاكمته في ليل شمال فرنسا، معربا عن الاستياء من اعتبار تفضيله الخشونة في ممارسة الجنس اثباتا ضده.
وقال ستروس كان البالغ 65 عاما "بدات اضيق ذرعا بعض الشيء"، في اثناء محاكمته بتهمة القوادة المعززة امام محكمة ليل.
واضاف ان "السلوك الذي اتبعته (...) ليس له اي معنى (في هذه المحاكمة) الا اذا اثبت الحاجة الى مومسات، هذا عبثي. الا اذا كان الهدف ان امثل امام القضاة بتهمة ممارسات منحرفة، وهذا لم يعد ساريا اليوم" في القانون الفرنسي.
واصلت المحكمة الاربعاء تفصيل مشاركة السياسي الذي كان يعتبر سابقا الاوفر حظا للفوز بالرئاسة الفرنسية في سهرات شملت مومسات. وروت احداهن ان ستروس كان اصطحبها لزيارة مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن زاعما انها سكرتيرة.
وشددت المومستان السابقتان اللتان شهدتا على الطابع العنيف لعلاقاتهما الحميمة مع المتهم، والذي يثبت بحسبهما انه كان على علم تام بطبيعة عملهما.
وروت "جاد" دامعة الاربعاء احداث سهرة بدات في ناد في بلجيكا في خريف 2009، ووصفتها بانها "مجزرة" متناولة تفاصيل علاقتها الجنسية مع ستروس كان بعدها في غرفته في بروكسل.
واكدت ان "ما كان احد من الزبائن ليعاملني بهذا الشكل" متحدثة دامعة عن شعورها "بالاستياء" مؤكدة انها تستعيد تلك اللحظات المؤلمة جسديا ومعنويا كلما رات صورة ستروس كان.
ورد المتهم بالقول "لم ادرك" ان جاد كانت تعاني في اثناء العلاقة معربا عن اسفه لذلك، مؤكدا ان ميوله الجنسية قد تكون قاسية مقارنة بكثير من الرجال، وانه" يحق للنساء الا يعجبهن ذلك سواء كن مومسات ام لا".
وما زال السياسي الفرنسي السابق يوكد على اقواله نفسها منذ تورطه في قضية القوادة التي باتت تعرف بقضية "الكارلتون" نسبة الى الفندق الفاخر في ليل، وهي انه لم يكن يعلم ان النساء اللواتي تعرف اليهن عبر حلقة اصدقاء كن مومسات محترفات.
واكدت جاد انها اوضحت لستروس كان انها مستقلة في عملها وتقدم عروضا راقصة واحيانا تختار احدا لعلاقة جنسية في النهاية، لكنها لم تتطرق الى المال.
ورد المتهم بالتاكيد انه لا يمكن اتهام "راقصات التعري بانهن مومسات" بالضرورة، وان "جاد ربما انزعجت من العلاقة الجنسية ويمكن ان تعتبرها مجزرة ولكن هذا لا يعني انهن مومسات"، منتقدا "المنطق الخاطئ" الذي يصر عليه الادعاء في هذا الملف، والذي يفترض انه "نظرا الى ممارسات الرجل الجنسية، يحب ان تكون تلك النساء مومسات".
والتهمة الرئيسية التي تستهدف ستروس كان هي انه كان "نجم الحفل" في سهرات ماجنة في شمال فرنسا وباريس وفي واشنطن حيث مقر صندوق النقد الدولي وتنظيم ثلاث رحلات اثناء فترة ادارته للمؤسسة.
وندد محاموه في ملاحقته بتفسير تعسفي للقانون وبدوافع "سياسية وايدولوجية واخلاقية"، في الجلسة الاولى الثلاثاء من محاكمته التي تستغرق ثلاثة ايام.
وبرز اسم ستروس كان علنا في قضية ليل في تشرين الاول/اكتوبر 2011 عندما طلب من القضاة الاستماع لشهادته لوقف "التلميحات المسيئة" بحقه.
واكد في افتتاح "محاكمة الكارلتون" في 2 شباط/فبراير انه لم يذهب "ابدا" الى هذا الفندق الفخم في ليل الذي سميت القضية على اسمه.
كذلك اكد انه لم يلتق "ابدا" مسؤول العلاقات العامة في الفندق رينيه كوجفير الذي يعتبر العنصر الرئيسي في الشبكة ويدير بيوت دعارة وبارات في بلجيكا وهو متهم بانه كان يوفر المومسات.
ويتم التركيز في المحاكمة كذلك على رجل الاعمال دافيد روكيه الملاحق باعتباره ساهم في تنظيم سهرات الدعارة التي شارك فيها متهمان اخران مقربان من دومينيك ستروس كان هما المقاول فابريس باسكوفسكي والشرطي جان كريستوف لاغارد.
ويواجه ستروس كان (65 عاما) عقوبة السجن لمدة تصل الى عشر سنوات ودفع غرامة قدرها 1,5 مليون يورو في حال ادين بالقوادة المشددة.
واتت هذه القضية بعد ان نفد السياسي الفرنسي السابق من فضيحة فندق سوفيتل في نيويورك التي انكشفت قبل خمسة اشهر وقضت على حياته المهنية، بعد ان اتهمته عاملة تنظيف باغتصابها. وانتهت القضية في اواخر 2012 بتسوية مالية سرية بين ستروس كان والمدعية.
أ ف ب
أرسل تعليقك