نيجريا ـ العرب اليوم
يسود قلق إقليمي من تصاعد قوة جماعة بوكو حرام انتاب عددا من دول قارة إفريقيا، وتعزز بعد تمددها نحو الكاميرون ، مما دفع الرئيس التشادي ادريس ديبي فى تطور غير مسبوق للدعوة إلى تشكيل تحالف من دول وسط إفريقيا للتصدى لهذه الجماعة التى تعجز جهود الدول بمفردها عن مناهضتها، مؤكدا عزمه على استعادة السيطرة على "مدينة باجا" الإستراتيجية الواقعة شمال شرق نيجيريا على ضفاف بحيرة تشاد، والتي سيطرت عليها مؤخرا بوكوحرام.
وفى بادرة من الرئيس التشادى تثبت عزمه على مقاومة الخطر الذى يهدد الكاميرون من قبل جماعة بوكوحرام ، أرسل نحو 400 آلية ومروحيات قتالية ومعدات عسكرية للكاميرون تم استقبالها بهتافات التأييد والترحيب والأمل فى نجاحها فى القضاء على تلك الجماعة النيجيرية التى تهدد السلم والأمن الأفريقيين .
ويكمن مبرر دعوة الرئيس التشادى لتشكيل هذا التحالف ودعمه عسكريا للكاميرون فى أن الكاميرون هي بوابة الدخول والخروج لدولة تشاد على الصعيد الاقتصادي، وتحقيق النصر الاستراتيجي لجماعة بوكوحرام بعد سيطرتها قبل أيام على مدينة باجا الاستراتيجية ، واستيلائها على قاعدة عسكرية كان من المقرر أن تكون مقرا للقوة الأفريقية متعددة الجنسيات التي تنسق جهود محاربة بوكو حرام أدى إلى تصاعد وتيرة القلق من قبل الدول المحيطة بنيجيريا حيث تقبع تلك الجماعة .
وجاء إعلان بوكوحرام الحرب ضد الكاميرون على إثر اشتراك جيشها في قوات حفظ السلام لمحاربتها، مما كبد الكاميرون خسائر فادحة إثر شن بوكو حرام لهجمات تفجيرية فى الأماكن العامة واستهداف المدنيين.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها منظمة العفو الدولية جانبا من الدمار الواسع الذي حل ببلدة باجا النيجيرية بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة بوكو حرام المتشددة في شمال شرق البلاد، حيث لاقى مايقرب من ألفي شخص حتفهم في تلك المجزرة ، معظمهم من الأطفال والنساء ، إلى جانب الطريقة الوحشية المستحدثة منذ بداية العام الجديد وهي استخدام فتيات صغيرات لا يتجاوزن العاشرة من أعمارهن في تفجيرات انتحارية في الأسواق العامة ، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 12 ألف لاجئ نيجيرى لتشاد هربا من الأوضاع الأمنية المتردية، وذلك طبقا لما أعلنته المفوضية العليا لشئون اللاجئين .
وفيما يموت النيجيريون ويهجر الآلاف من منازلهم هربا من الموت ، تنشغل السلطات النيجيرية بالحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى فى الشهر المقبل ويتنافس فيها كل من الرئيس المنتهية ولايته جودلاك جوناتان والعسكري السابق محمدو بوهاري ، وذلك في ظل مطالبات الولايات المتحدة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فى نيجيريا فى موعدها المقرر بالرغم من العنف الذى تمارسه جماعة بوكو حرام الإرهابية .
وهناك عوامل عديدة باركتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أسهمت بدور كبير في خلق مشكلات التطرف والإرهاب وصعود الراديكالية الإسلامية المتطرفة في أفريقيا ، وفى مقدمتها انتشار الحركات التبشيرية المسيحية بشكل غير مسبوق في السنوات العشر الماضية ، والتى ترتب عليها دعوة المسلمين خاصة في شمال وشمال شرق نيجيريا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كرد فعل في بعض الولايات ذات الغالبية المسلمة .
بوكو حرام وتعني "التعليم الغربي حرام"، جماعة أسسها محمد يوسف عام 2002 شمال شرق نيجيريا بهدف إقامة دولة إسلامية هناك ، وعقب اعتقاله في عام 2009 وتصفيته جسديا ، خلفه أبو بكر شيكاو الذى أعلن الجيش النيجيري اغتياله أكثر من 4 مرات خلال العام الماضي .
المصدر: أ ش أ
أرسل تعليقك