جنيف ـ العرب اليوم
أعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ميليسا فليمنج أن أكثر من 300 من المهاجرين غير الشرعيين الذين حاولوا الوصول الى السواحل الإيطالية عبر البحر المتوسط منطلقين من السواحل الليبية قد فقدوا ارواحهم خلال الايام الاخيرة وبما يجعل من تلك الفترة الاكثر دموية هذا العام.
وأشارت فليمنج، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم "الثلاثاء بجنيف، إلى ان المنظمة تعتقد بأن ما يصل الى 1889 مهاجرا غير شرعى قد فقدوا حياتهم هذا العام فى رحلات الموت العابرة للمتوسط فى حين ان حوالى 1600 قد لقوا حتفهم منذ بداية يونيو الماضى فقط.
وأضافت أن اولى الحوادث واكبرها حدثت الجمعة الماضى حيث انقلب قارب كان يحمل على الاقل 270 مهاجرا قبالة السواحل الليبية ونجا فقط 19 بينهم سيدة فى حين التقط حرس السواحل الليبية حوالى 100 جثة، ونوهت إلى ان الحادث الثانى كان السبت الماضى حيث قامت البحرية الايطالية بانقاذ 73 شخصا على بعد عشرين ميلا من المياه الاقليمية الليبية بينما تم العثور على 18 جثة، فى حين يعتقد ان عشرة اخرين مازالوا فى عداد المفقودين.
واشارت الى ان ركاب هذة الرحلة كانوا من مالى وكوت ديفوار وغينيا والسودان، مؤكدة أن الحادث الثالث يوم الاحد الماضى وكان لقارب يحمل حوالى 400 شخص قبالة الساحل الليبى ايضا وحيث قامت البحرية الايطالية بانقاذ 364 شخصا فى حين تم العثور على 24 جثة ويعتقد ان من تبقوا هم فى عداد الاموات ايضا.
وأكدت المتحدثة باسم المفوضية أن محطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين أصبحت فى ليبيا حيث جعل الوضع الامنى السيئ للغاية فى البلاد فرصة كبيرة امام المهربين لممارسة عملياتهم.
وأضافت انه وبسبب هذا الوضع قرر العديد من اللاجئين والمهاجرين فى ليبيا المخاطرة بالهجرة بحرا الى اوربا بدلا عن البقاء فى منطقة الصراع.
وقالت فليمنج انه فى عام 2011 فان اعداد من فقدوا حياتهم فى تلك الرحلات بلغت حوالى 1500 شخصا، بينما انخفض العدد الى 500 فقط فى عام 2012 ووصل الى 600 شخص فى عام 2013 بينما تجاوز العام الجارى 2014 كل الارقام ليبلغ عدد من لقوا حتفهم فى تلك الرحلات حتى الان اكثر من 1880 مهاجرا.
ووفقا لارقام المفوضية العليا لشئون اللاجئين ايضا فان عدد من تمكنوا من الوصول الى الشاطئ الاخر للمتوسط بلغ فى عام 2011 حوالى 69 الف شخص وانخفض العدد فى 2012 الى حوالى 22 الفا و 500 شخص، وعاد ليرتفع فى عام 2013 ليصل الى حوالى 60 الف مهاجر، اما فى عام 2014 الجارى فقد بلغ العدد حتى الان مايقارب 124 الفا و380 مهاجرا.
ومن جانبه حذر كريس لوم المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة من ان الوضع الامنى والسياسى الحالى فى ليبيا ينذر بارتفاع العدد الى حد كبير فيما يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين الذين يرغبون فى مغادرة البلاد خاصة فى ظل تداعيات الاحداث على الساحة الليبية فى الايام والساعات الاخيرة.
واشار الى ان المنظمة الدولية تعمل وبالتعاون مع مفوضية اللاجئين وباقى الشركاء من اجل التعامل مع هذا التدفق ان حدث وحيث توجد فرق عاملة للمنظمة ايضا على الحدود التونسية لمساعدة اى من المهاجرين الذين قد يصلون الى تلك المنطقة.
ودعا لوم المجتمع الدولى الى المساعرة باتخاذ اجراءات فعالة للقضاء على شبكات التهريب الوحشية التى تستغل المهاجرين بأبشع صورة وتعرضهم للموت فى كل رحلة وكذلك توفير بدائل لهؤلاء المهاجرين الذين تدفعهم الظروف الى المخاطرة والموت.
أرسل تعليقك