باريس - العرب اليوم
ضمن احتفالات كبرى في منطقة النورماندي الفرنسية في ذكرى الحرب العالمية الثانية، تستعد فرنسا لاحياء الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في منطقة بروفانس في الخامس عشر من اب/اغسطس وتحرير مناطق فرنسية واسعة من قبضة النازيين وحلفائهم، بما فيها العاصمة باريس نفسها.
ويصف مؤرخون فرنسيون صيف العام 1944 اواخر ايام الحرب العالمية الثانية ب"الصيف الجميل"، اذ كان شاهدا على نهاية الحقبة القمعية التي ارساها نظام فيشي الفرنسي الاستبدادي بالتعاون مع حلفائه النازيين.
فبعد انزال النورماندي الشهير في حزيران/يونيو من العام 1944، والذي كان من المحطات الحاسمة في مجرى الحرب العالمية الثانية لجهة وقف التفوق الالماني في القارة الاوروبية، نفذ الحلفاء انزالا آخر في منطقة بروفانس الفرنسية اطلقوا عليه اسم عملية "دراغون". وكان من نتائج هذا الانزال - اعتبارا من الثامن عشر من اب/اغسطس - تحرير اجزاء واسعة من الاراضي الفرنسية بشكل سريع وصولا الى تحرير تولون في ومرسيليا في اقل من عشرة ايام، فيما كانت القوات الالمانية تبحث عن اسرع الوسائل للانسحاب.
وبعد شهر واحد من تنفيذ الانزال، كان "اكثر من 90 % من الاراضي الفرنسية محررا" بحسب المؤرخ جان ماري غيو.
وفي التاسع عشر من اب/اغسطس، وعلى وقع الاخبار المتواترة من جبهات القتال عن تقدم الحلفاء، انتفض سكان باريس على الاحتلال النازي والمتعاونين معه من حكومة فيشي الفرنسية، وبدؤا بالتعاون مع قوات الحلفاء، فساهموا في تحرير مدينتهم في ستة ايام.
وادت الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلها الفرنسيون من مدنيين وعسكريين ومقاومين في ذلك الوقت الى رفع وصمة العار التي عاشوا معها منذ انهيار قواتهم امام المحتل النازي في العام 1940، وعادوا واصبحوا بعد ذلك في نادي الدول المنتصرة في الحرب، وشركاء على طاولة المفاوضات.
واحياء لتلك المحطة التاريخية الحاسمة في تاريخ فرنسا الحديث، تقام احتفالات عدة تبدا يوم الجمعة في 15 من الشهر الجاري مع احتفال تكريمي للمقاتلين في صفوف قوات فرنسا الحرة والمدنيين الذين صمدوا معهم في مون فارون في مرتفعات تولوز.
وفي اليوم نفسه يقام احتفال ذو طابع سياسي يحضره مسؤولون من 27 دولة حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ويتخلله عرض للقوات البحرية. وسيحضر هذا العرض 240 محاربا سابقا من بينهم 40 من غير الفرنسيين ساهموا في تحرير باريس، منهم مغاربة وجزائريون.
ويغيب الطابع السياسي والدبلوماسي عن الاحتفالات المقامة في العاصمة، وسيكون سكان باريس على اختلاف اجيالهم على موعد مع احتفالات كبيرة احياء لذكرى تحرير مدينتهم في 25 اب/اغسطس.
ومن هذه الاحتفالات تكريم يقام في الرابع والعشرين من الشهر لاول مجموعة عسكرية دخلت باريس لتحريرها، وهي كانت من الجنود الاسبان الجمهوريين.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك