توصلت القمة الثلاثية الروسية الفرنسية الألمانية الي وثيقة مشتركة لضمان تطبيق وقف دائم للقتال والتحضير لخطة سلام في اوكرانيا، في الوقت الذي شكك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مدى رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعي لإقرار سلام في أوكرانيا.
ووصف الكرملين المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس حول التسوية في أوكرانيا بأنها كانت جوهرية ومعمقة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عقب اللقاء الذي استمر خمس ساعات إن العمل يجري حاليا على وضع وثيقة مشتركة محتملة بشأن آلية تطبيق اتفاقات مينسك بشأن التسوية في أوكرانيا.
وأضاف " الحديث يدور حول وثيقة" تضم مقترحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمقترحات التي تم بلورتها في لقاء القمة ، وتلك التي أضافها الرئيس فلاديمير بوتين قائلا أن مشروع الوثيقة سيعرض فيما بعد على جميع الأطراف للمصادقة عليه.
وأوضح المتحدث أن زعماء دول "مجموعة النورماندي" (روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا) سيجرون محادثات هاتفية غدا الأحد لاستخلاص نتائج القمة الثلاثية في موسكو.
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن اللقاء يهدف إلى بحث اتفاق لتسوية الأزمة، مضيفاً أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقفاً لإطلاق النار قبل السير باتجاه تسوية شاملة.
وأوضح هولاند أن الاقتراح الجديد لحل النزاع يضمن وحدة أراضي أوكرانيا، بينما تحدثت تقارير صحفية ألمانية عن أن الخطة تتضمن تنازلات عن أراض للانفصاليين الموالين لروسيا مقابل وقف فوري لإطلاق النار.
وكان هولاند وميركل عرضا على بوتين في موسكو خطة سلام تهدف إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء النزاع الدائر في شرق أوكرانيا.
وفي كييف التقى هولاند وميركل الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لبحث المبادرة الألمانية الفرنسية الهادفة إلى وقف العنف في شرق أوكرانيا.
وقالت المستشارة الألمانية إنه أمام العنف المتصاعد خلال الأيام الأخيرة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين من الجانب الأوكراني في دونتسك ولوغانسك والضحايا في صفوف الانفصاليين وكذلك من الجانب الروسي، قررت وهولاند التحرك ضد هذا التصعيد.
وأضافت "وقررنا بذل كل ما بوسعنا من خلال زيارات مباشرة لكييف وموسكو للدعوة من أجل إنهاء حمام الدم في اقرب وقت ممكن وإحياء اتفاق مينسك".
من جانبهما، أعرب ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (المعلنتين من طرف واحد) عن أملهما في أن تسهم محادثات موسكو في بناء جسور الحوار المباشر بين كييف والجمهوريتين، كما أنها ستدفع السلطات الأوكرانية نحو تبني المنهج السلمي.
بدوره قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريحات بمقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل،امس الجمعة، إن بوتين "يواصل الدعوة إلى إطلاق مبادرات سلام جديدة في وقت تتدفق فيه قواته نحو الريف الأوكراني متجاهلا تماما كل اتفاق أبرمته بلاده في السابق".
وشدد على ضرورة أن يقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جنبا إلى جنب دعما للحكومة الأوكرانية بالمال والمواقف السياسية.
وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، امس الجمعة، عن دعمه الكامل للجهود التي يبذلها الزعماء الفرنسيون والألمان من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة "الحرجة" بأوكرانيا.
وقال راسموسن للصحفيين، لدى وصوله مدينة ميونيخ الألمانية لحضور مؤتمر أمني تتصدر أجندته أزمة أوكرانيا، إن "الوضع جد خطير، وحرج ومُلِح، ومن ثم فإنني أؤيد تماما الجهود الأخيرة للمستشارة ميركل والرئيس هولاند من أجل إيجاد حل سياسي".
وتأتي المبادرة، التي يدعمها الاتحاد الأوروبي وواشنطن وحلف شمال الأطلسي، في وقت تطالب فيه كييف بالحصول على مساعدات عسكرية، وهو ما ترفضه برلين، بينما تدرسه واشنطن.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وصلا إلى موسكو مساء أمس ليبحثا الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المصدر: سبأ
أرسل تعليقك