اعلنت الولايات المتحدة الاثنين ان كوبا افرجت عن 53 معتقلا سياسيا كانت واشنطن تدعو الى الافراج عنهم في اطار التقارب الدبلوماسي التاريخي الذي بدأ بين البلدين.
وفي هافانا، اعربت حركة الانشقاق عن ارتياحها لذلك لكنها لم تتمكن من دون تأكيده رسميا على الفور، بينما لزمت الحكومة الكوبية ووسائل اعلام الدولة مرة اخرى الصمت حيال هذا الموضوع.
وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية للصحافيين ان الحكومة الكوبية "ابلغتنا انها افرجت عن المعتقلين السياسيين ال53 الذين تعهدت الافراج عنهم".
وقالت الناطقة باسم الوزارة ماري هارف "نرحب بالنبأ الايجابي جدا وسعداء لان الحكومة الكوبية وفت بوعدها" لكنها رفضت الكشف عن اسماء المفرج عنهم.
غير انها اوضحت ان حكومتها سلمت لائحة الاسماء الى الكونغرس ولجان الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، لكن السيناتور باتريك ليهي سارع الى الكشف عن الاسماء للصحافة.
وقد اعلنت الدبلوماسية الاميركية الاسبوع الماضي اطلاق سراح اول المعتقلين باعداد قليلة من السجون الكوبية خلال الايام الاخيرة.
ونوه احد ممثلي المنشقين الكوبيين مانويل كويسا موروا "بعملية الافراج التي حصلت في وقت قياسي يبدو انها خطوة ايجابية" ورأى فيها "دليلا على ان الحكومة الكوبية تلتزم جديا بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة (...) كما يبدو انها ادركت ان هذه العملية تمر عبر ملف حقوق الانسان" الذي يتطرق اليه الاميركيون باستمرار.
واعلنت اللجنة الكوبية لحقوق الانسان المحظورة التي تغض عنها السلطات النظر انها كثفت الاتصالات بعائلات المعتقلين في مختلف انحاء البلاد للتاكد من الافراج عن ذويهم، واشار آخر احصاء قامت به الى الافراج عن اربعين منهم.
وكانت اسماء هؤلاء ضمن لائحة عرضتها الولايات المتحدة على كوبا في تموز/يوليو واوضح دبلوماسي اميركي ان "اللائحة لم تتغير منذ وضع اللمسات الاخيرة عليها في تموز/يوليو، ولم يفرج عن اي من الثلاثة والخمسون قبل ان اقفال اللائحة" في الشهر ذاته.
كذلك اعربت الكنيسة الكاثوليكية الكوبية التي فرضت نفسها كطرف سياسي وحيد يخاطب النظام الشيوعي في غياب معارضة شرعية، عن ارتياحها لعملية الافراج لكنها بدت حذرة في الوقت ذاته.
وصرح اورلاندو ماركيس الناطق باسم المطرانية لفرانس برس ان "ذلك دائما من دوافع الفرح لكن يجب الانتظار حتى يتأكد كل ذلك رسميا".
واضاف ان "في حال تأكد ذلك فانه دليل على ان عملية التفاوض تمضي قدما، كما انها دليل على الارادة الواضحة للحكومتين من اجل التقدم نحو تطبيع علاقاتهما بشكل يكون مفيدا للجميع".
ويتم احراز التقدم في ملف المعتقلين السياسيين الشائك بعد ان اعربت واشنطن عن "قلقها الشديد" ازاء اعتقال خمسين منشقا في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر.
وكانت قوات الامن الكوبية على ما يبدو تريد منع الفنانة الرسامة تانيا بروغيرا من تنظيم فعاليات عامة في هافانا، لكن افرج عنهم جميعا بعد ساعات او في اليوم التالي بمن فيهم بروغيرا، بحسب منظمة حقوق الانسان.
وتم الافراج عن المعتقلين السياسيين بعد ثلاثة اسابيع من الاعلان التاريخي في 17 كانون الاول/ديسمبر من الرئيسين الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو بداية كسر الجليد.
وقد انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ نصف قرن فرضت خلاله واشنطن حظرا اقتصاديا على الجزيرة الشيوعية.
وبعد 18 شهرا من المفاوضات السرية برعاية الفاتيكان وكندا وافقت الولايات المتحدة في منتصف كانون الاول/ديسمبر على الافراج عن ثلاثة جواسيس كوبيين كانوا معتقلين منذ نهاية التسعينيات، بينما وافقت هافانا على الافراج عن عميل كوبي يعمل لحساب واشنطن والاميركي آلان غروس المعتقل في كوبا منذ خمس سنوات، والمعتقلين السياسيين ال53.
والان سيتمكن البلدان من التباحث رسميا حول استئناف العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح السفارتين رغم ان لديهما منذ 1977 اقسام لرعاية المصالح.
وستجري المحادثات الرسمية الاولى في 21 و22 كانون الثاني/يناير في هافانا تقودها من الجانب الاميركي مساعدة وزير الخارجية المكلفة شؤون اميركا اللاتينية روبرتا جاكوبسون.
المصدر: أ ف ب
أرسل تعليقك