مدريد ـ العرب اليوم
شارك العشرات من مؤيدي القضية الفلسطينية في إسبانيا، في مسيرة تضامنية مع أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتنديدا بالعدوان الاسرائيلي المتواصل منذ ثلاثة أيام.
وجرى تنظيم المسيرة التي دعت إليها سفارة فلسطين لدى إسبانيا والجاليات الفلسطينية وعدد من القوى السياسية، وقوى وأحزاب اليسار الموحد، ومنظمات التضامن الاسبانية، وشبكة التضامن ضد الاحتلال RESCOP، وشبكة المقاطعة BDS، في مدريد، وبرشلونة، وفالنسيا، وسرقسطة، واشبيلية، وخيرونا، وسلامنكا، وبلد الوليد، وبيلباو، وسان سيباستيان، وخيخون.
وطالبت هذه المسيرات بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومعاقبة اسرائيل على جرائمها التي تقترفها كل يوم من قصف وقتل يذهب ضحيته عائلات بأكملها من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ دون تمييز، وتدمير المنازل والمدارس ودور العبادة، والطرق والجسور.
وأصدرت كافة القوى في كل المدن بيانات شجب وتنديد بالعدوان الاسرائيلي، وطالبت اسبانيا ودول الاتحاد الاوروبي باتخاذ مواقف جدية وضد العدوان ووقف التعاون مع اسرائيل ومعاقبتها، وتزامنت مظاهرة خيخون مع افتتاح مهرجان السينما، حيث تظاهر المحتجون أمام مقر الافتتاح مطالبين بمنع مشاركة اسرائيل فيه.
وكان عدد من الأحزاب الاسبانية خاصة منها حزب اليسار الموحد والمجموعة البرلمانية اليسارية، دعا من أجل إحياء الذكرى العاشرة للقرار الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في مقر البرلمان الاسباني في مدريد تحت عنوان '10 سنوات من الافلات من العقاب'، إضافة الى إحيائها الذكرى في عدد من المدن الاسبانية الاخرى ومنها برشلونة والباسك وفالنسيا.
وخلال جلسة البرلمان في مدريد التي حضرها أعضاء من البرلمان من مختلف القوى السياسية، واعضاء لجنة فلسطين في البرلمان الاسباني، والسلك الدبلوماسي المعتمد لدى اسبانيا، وممثلو قوى المجتمع المدني، ندد المتحدثون بالعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا، وبالممارسات والسياسات الاسرائيلية من قتل وعقاب جماعي، وناشدوا الأمم المتحدة ومجلس الامن التدخل من اجل وقف العدوان.
وأشاروا إلى أن الجدار العنصري غير قانوني ويجب ازالته واقامة سلام عادل قائم على احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.
وتناول سفير فلسطين كفاح عودة في كلمة له الوضع السياسي الراهن والعدوان الاسرائيلي الذي يتعرض له شعبنا وهذه الجرائم التي ترتكبها اسرائيل والتي تهدف الى الابادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني، مطالبا دول العالم بشجب ما يجري ليس مجرد لفظيا ولكن بمطالبة اسرائيل بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومعاقبتها في حال عدم الامتثال لها، وبتوفير حماية دولية لشعبنا الذي يتعرض للابادة على حد قوله،
وفي ختام اللقاء، أصدرت القوى السياسية بيانا استعرضت فيه التطورات السياسية وظروف اصدار هذا الرأي الاستشاري وقالت فيه: إن وجود وتوسع جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة وآثاره على السكان الفلسطينيين، يشكل عقبة كأداء امام تحقيق السلام العادل والدائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين، داعين
إلى اتخاذ اجراءات ثنائية ومتعددة من مختلف الدول، من أجل احترام القانون الدولي الانساني وحقوق الانسان في اسرائيل والارض الفلسطينية المحتلة.
ودعت كافة الاطراف المتعاقدة والموقعة على اتفاقيات جنيف، إلى أن تتصرف وفق مسؤولياتها الدولية التي تمليها عليها هذه الاتفاقيات من ناحية اجبارية التزام الاطراف الثالثة من حيث تطبيق الاتفاقيات، والزام الاطراف الشريكة لإسرائيل على ضرورة احترام حقوق الا نسان والقانون الدولي، والالتزام بتوصيات محكمة العدل الدولية.
كما طالبت حكومة اسرائيل بضرورة الالتزام بتوصيات محكمة العدل الدولية ووقف بناء جدار الابرتهايد وازالة ما تم بناؤه منه، وتعويض الضحايا عن كل الاضرار التي نتجت عن بناء الجدار، والوفاء بالتزاماتها حسب اتفاقية جنيف، والبحث عن وسائل سياسية وقانونية تقوم على اساس احترام حقوق الانسان من أجل انهاء الاحتلال غير الشرعي للأرض الفلسطينية المحتلة وتوجيه شعبها من اجل بناء سلام عادل ودائم، مؤكدة أن وجود وتوسع جدار الفصل العنصري الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة، يشكل عقبة أمام تحقيق السلام العادل والدائم.
وفي سياق آخر، التقى السفير عودة طلبة الماجستير في العلوم السياسية في جامعة الفونسو العاشر، والقى محاضرة سياسية هامة فيهم، تناول فيها تطورات الأحداث الجارية والقضايا السياسية التي تعصف بكل المنطقة والتغيرات الجيوسياسية التي تنتظر الاقليم بكل مكوناته ودوله نتيجة هذه الاحداث.
وتطرق في حديثه الى ما جرى من مفاوضات سياسية مع اسرائيل برعاية أميركية وكيف افشلت إسرائيل هذه المفاوضات بتنصلها من التزاماتها وأكبر دليل على ما يجري هذه الايام من عدوان اسرائيلي كانت له أهداف مبطنة، لافتا إلى أن كافة الدول مطالبة باتخاذ اجراءات عقابية، من اجل القضاء على نظام الابرتهايد في اسرائيل كما تم القضاء عليه في جنوب افريقيا.
وشدد عودة على أن السلام العادل والدائم هو الوحيد الذي يضمن الأمن والاستقرار في كل المنطقة وليس جدار الفصل أو غيره من الاجراءات العقابية او الحروب التي تخوضها اسرائيل.
المصدر: وفا
أرسل تعليقك