برلين - العرب اليوم
طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسلمين في أعقاب الهجمات في فرنسا بتأكيد عدم صلتهم بـ "الإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام".. على حد قولها.
ورأت ميركل، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، أن "على علماء الإسلام توضيح الصورة الحقيقية له والتشديد على الفصل بين العقيدة الإسلامية والإرهاب الذي يمارسه إسلاميون".
ودافعت المستشارة الالمانية في بيانها الحكومي أمام البرلمان اليوم الخميس عن نحو أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا ضد توجيه تهم الإرهاب إليهم بشكل جماعي.. مطالبة في الوقت نفسه بضرورة الإجابة على التساؤل بشأن السبب وراء استخدام "القتلة" الدين الإسلامي في تبرير جرائمهم وقالت "إن على علماء الإسلام الآن أن يجيبوا على هذه الأسئلة".
وأوضحت ميركل أن معظم المسلمين شرفاء وأوفياء للدستور الألماني وأن "أي إقصاء للمسلمين في ألمانيا وأي اشتباه جماعي أمر ممنوع".
ولمحت ميركل لحركة بيجيدا أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب والتي تحشد منذ أسابيع عشرات الآلاف من المتظاهرين في احتجاجات مناهضة للإسلام دون أن تذكرها بالاسم وقالت: "لدينا جميعا في رؤوسنا تصورات عن الغرباء.. مصدرها معايشاتنا وما نسمعه وتصورات خاصة لم ندقق فيها وكذلك مخاوف.. بعض هذه التصورات صحيحة وبعضها خاطئ، بعضنا يحول تصوراته عن الأجانب إلى تصورات عن العدو.. من الممكن الحيلولة دون حدوث ذلك من خلال التوعية والتعرف".
وأكد البيان الذي أذاعته وكالة الأنباء الألمانية أن الإسلام جزء من ألمانيا مثل المسيحية واليهودية مجددة بذلك تمسكها بعبارة: الإسلام جزء من ألمانيا، المشهورة التي أطلقها الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف والتي أثارت جدلا واسعا آنذاك وكذلك هذه الأيام بعد تبني المستشارة لها مجددا.
وأضافت ميركل: "الناس يسألونني عن الإسلام الذي أقصده".
وأدانت وبشكل قوي مقتل 17 شخصا في أحداث مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة من الإسلام وجددت تضامنها مع فرنسا.
ورأت ميركل ضرورة العودة للتخزين الاحتياطي للبيانات ضمن إجراءات الرد على أحداث فرنسا وقالت إن هناك قناعة لدى وزراء داخلية ألمانيا، الوزير الاتحادي ووزراء داخلية الولايات، بأن التخزين الاحترازي للبيانات لمدة محددة أمر ضروري في مكافحة الإرهاب.
وأعلن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، توماس أوبرمان، استعداده لبدء مناقشات بهذا الشأن مع الأحزاب الأخرى وعلى رأسها التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل ويشكل الحكومة بالاشتراك مع الحزب الاشتراكي.
وأكد رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت في كلمته التي سبقت بيان المستشارة الألمانية أمام البرلمان أنه "لا علاقة بالتأكيد للإرهاب بصراع الحضارات ولا علاقة له على الإطلاق بالدين"، وقال إن حركة بيجيدا تمارس "غوغائية بدلا من التوعية".
نقلا عن قنا
أرسل تعليقك