شن المتمردون الموالون لروسيا الاثنين هجوما في جنوب معقلهم في دونيتسك في محاولة لتحقيق تقدم على الارض عشية لقاء بين بيترو بوروشنكو وفلاديمير بوتين خلال قمة دبلوماسية في مينسك.
وسيلتقي الرئيسان الثلاثاء في عاصمة بيلاروسيا على هامش قمة مخصصة لمعاهدة الشراكة الموقعة بين كييف وبروكسل التي سيحضرها ايضا قادة الاتحاد الاوروبي.
ومع ان اللقاء بين المسؤولين ليس مقررا رسميا وعد الرئيس الاوكراني ب"التحدث عن السلام" مع نظيره الروسي الذي "يامل باقناعه" بسحب المتمردين من شرق اوكرانيا في نزاع اوقع اكثر من 2200 قتيل في اربعة اشهر.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بانه يامل في ان يساهم اللقاء في "تسهيل تبادل وجهات النظر" لايجاد حل للازمة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان موسكو تنوي التطرق الان الى "المسائل الانسانية".
وقال المحلل كونستنتان كلاتشيف "ان الرئيسين ملتزمان بالرأي العام في بلديهما ولا يمكنهما تقديم تنازلات مهمة. خصوصا وان الوقت يصب في مصلحة موسكو التي كانت تريد تمديد النزاع حتى الشتاء".
وقال الخبير الروسي فيودور لوكيانوف "لقد ادرك الجميع ان استمرار النزاع قد يفضي الى كارثة كبيرة".
واضاف "لكن المعارك لن تتوقف بالطبع. في مثل هذه المباحثات ان المواجهات حجة اضافية".
وبعد العيد الوطني الاوكراني اعلن المتمردون الموالون لروسيا الاثنين انهم يشنون هجوما مضادا في جنوب معقلهم في دونيتسك في ما يبدو انه محاولة لوضع الجيش الاوكراني بين فكي كماشة.
واكد المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو ان القوات الحكومية اوقفت رتلا من "10 دبابات واليتين مدرعتين لنقل الجنود" كانت ترفع الاعلام الانفصالية وتتجه الى مدينة مارويوبول الساحلية بعد ان عبرت الحدود من روسيا.
وفي اتصال هاتفي قالت امرأة تسكن في مدينة قريبة من منطقة المعارك انها سمعت دوي انفجارات في الشرق باتجاه الحدود.
ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذه المعلومات بالقول "لم اسمع بهذا الامر لكن المعلومات الخاطئة عن +غزونا+ للمنطقة كثيرة".
ودانت كييف مرارا دخول وحدات عسكرية روسية اراضيها وقصف قواتها انطلاقا من الاراضي الروسية متهمة ايضا موسكو بمد المتمردين الموالين لها بالعديد والعتاد الامر الذي نفته موسكو على الدوام.
واقرت رئاسة الاركان الاوكرانية الاثنين ب"تكثيف العدو لتحركاته" مرجحة فرضية محاولة المتمردين فتح جبهة جديدة. واكد ليسينكو ان الهجمات المضادة للمتمردين تم صدها معلنة عن مقتل اربعة جنود اوكرانيين واصابة 31 بجروح خلال 24 ساعة.
وفي دونيتسك معقل المتمردين الذي تحاصره القوات الاوكرانية دارت معارك في جنوب المدينة الاثنين وتصاعدت سحب الدخان فوق المنطقة المجاورة كما افاد مراسلون من وكالة فرانس برس.
وقال مسؤولون متمردون انه يبدو ان مدينة اولنيفكا الصغيرة التي تتعرض لقصف عنيف منذ اسبوع هي احد رهانات المعركة.
وفي حين تحتدم المعارك على الارض وعشية اللقاء الدبلوماسي في مينسك وضعت موسكو كييف امام اختبار قوة جديد واعلنت ارسال "اعتبارا من هذا الاسبوع" قافلة جديدة من المساعدات الانسانية بعد ايام على دخول قافلة اولى الى الاراضي الاوكرانية.
وكانت روسيا ادخلت الجمعة الى اوكرانيا 220 شاحنة محملة بحسب موسكو ب1800 طن من المساعدات الانسانية من دون اذن كييف ودون تفتيش حمولتها.
وافرغت القافلة حمولتها في اليوم نفسه في معقل لوغانسك الموالي لروسيا المحروم من المياه والكهرباء منذ اكثر من ثلاثة اسابيع قبل العودة الى روسيا.
وقال لافروف "نأمل في ان يؤخذ سوء الفهم الذي حصل خلال مرور اول قافلة وانه لن يكون هناك تاخير مجددا".
وتخشى كييف وبعض الدول الغربية من ان تكون المبادرات الروسية حجة "للاستفزاز" قد تستخدم تغطية لتدخل روسي في اوكرانيا.
أرسل تعليقك