يقوم الجيش والشرطة الافغانيان الجمعة "بتمشيط" قندوز لضبط مقاتلي حركة طالبان الذين يختبئون فيها بعد استعادة هذه المدينة الاستراتيجية في شمال البلاد.
وقال سكان هذه المدينة التي تضم 300 الف نسمة وتقع على طريق طاجيكستان انهم "لم يعودوا يسمعون اطلاق نار" الجمعة غداة استعادة المدينة الذي جرى بفضل المساعدة الحاسمة للطائرات الاميركية وجنود حلف شمال الاطلسي.
وكانت طائرة عسكرية اميركية من طراز سي-130 تحطمت ليل الخميس الجمعة في شرق افغانستان ما ادى الى سقوط احد عشر قتيلا بينهم ستة عسكريين اميركيين من حلف شمال الاطلسي. وتحطمت الطائرة قرابة منتصف ليل الخميس الجمعة (19,30 تغ من الخميس) في مطار جلال اباد.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان ستة عسكريين اميركيين وخمسة متعاقدين في شركات تعمل للحلف قتلوا من غير ان يكشف جنسيات هؤلاء الموظفين.
واوضح الكولونيل في سلاح البر الاميركي براين ترايبوس ان "الطاقم والركاب قتلوا".
واكدت حركة طالبان التي تتمتع بوجود كبير في المنطقة وتتبنى باستمرار بلا ادلة حوادث جوية في افغانستان وتبالغ في الارقام التي تعلنها، انها اسقطت الطائرة.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان على موقع تويتر "اسقط مجاهدونا طائرة اميركية ذات اربعة محركات في جلال اباد". واضاف "استنادا الى معلومات جديرة بالثقة قتل 15 من عناصر قوات الاحتلال وعدد من عناصر القوات الدمية".
لكن الكومندان توني ويكمان الذي يعمل في بعثة الحلف عبر لوكالة فرانس برس عن "ثقته شبه الكاملة بان اي هجوم من العدو لم يساهم في تحطم الطائرة".
وطائرة سي-130 هركوليز هي طائرة شحن عسكرية ذات اربعة محركات من انتاج لوكهيد مارتن وتستخدمها القوات المسلحة لنقل جنود ومعدات ثقيلة.
والمتعاقدون الذين قتلوا كانوا يعملون لحساب المهمة الجديدة للحلف التي تهدف الى تقديم النصح للقوات الافغانية وتأهيلها بعدما اصبحت وحيدة في مواجهة تمرد طالبان منذ انتهاء المهمة القتالية لقوات التحالف في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
ولم تعد قوات الحلف تضم اكثر من 13 الف جندي في افغانستان بينهم عشرة آلاف اميركي.
وتقع جلال اباد على محور استراتيجي بين المنطقة الحدودية المحاذية لباكستان حيث يتمركز العديد من المتمردين وكابول. وقد استهدف المطار المحلي الذي يضم قاعدة عسكرية مهمة بهجمات عدة مرات.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2012 شن عناصر طالبان هجوما على المطار كان الثالث في تلك السنة، شمل تفجيرات انتحارية تلتها معارك استمرت ساعات ما ادى الى مقتل خمسة افغان هم ثلاثة حراس ومدنيان. ولم يتمكن مقاتلو طالبان من اختراق اول جدار دفاعي في هذا المعسكر الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة.
ويأتي حادث تحطم الطائرة بينما استعادت القوات الافغانية الخميس قسما من مدينة قندوز الاستراتيجية الشمالية من ايدي طالبان الذين احتلوها لبضع ساعات الاثنين.
وازاء هزيمة القوات الافغانية تم ارسال جنود المان واميركيين وبريطانيين من القوات الخاصة الى قندوز.
واعلن الحلف الاطلسي ان جنودا اميركيين "ردوا" على نيران اطلقها عليهم مقاتلو طالبان الخميس، من غير ان يعطي حصيلة لاطلاق النار. كما شنت القوات الاميركية ضربات جوية على المتمردين.
وكان عدد من سكان قندوز ذكروا لفرانس برس الخميس ان القوات الحكومية استعادت عددا كبيرا من الاحياء الاساسية للمدينة من المتمردين الذين احتلوها الاثنين بعد هجوم خاطف سيطروا على اثره للمرة الاولى على مدينة كبرى في البلاد خلال حوالى 14 عاما.
لكن يبدو ان الهدوء عاد الجمعة. وقال رجل يدعى ذبيح الله ويقيم في المدينة "ليس هناك احد في الشوارع والمحلات التجارية مغلقة وليست هناك اي معركة بين طالبان والقوات الافغانية". واكد شاهد وهو من سكان المدينة ايضا هذه المعلومات قائلا "لم نعد نسمع دوي انفجارات ولا تبادلا لاطلاق النار".
وقال الناطق باسم شرطة الولاية سيد سروار حسيني ان "قوات الامن انتشرت في قندوز" مستفيدة من هذا الهدوء. واضاف "نقوم بتمشيط الشوارع الصغيرة والبيوت للعثور على مقاتلي طالبان. سنجدهم وسنقتلهم".
وعلى الرغم من هذا الهدوء، يبدو ان الوضع الانساني صعب. فقد عبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن "قلق متزايد على رخاء المدنيين ومن نقص المواد الطبية والطواقم".
واحصت وزارة الصحة الافغانية منذ الاثنين ستين قتيلا و400 جريح بينما تحدث المركز الطبي التابع لمنظمة اطباء بلا حدود انه يعالج 345 شخصا بينهم 59 طفلا.
ولا تشكل استعادة قندوز انتصارا لكابول على الامد الطويل في مواجهة طالبان التي اظهر مقاتلوها في الايام الاخيرة قدرتهم في هذه المنطقة الواقعة في شمال افغانستان حيث يقاتلون الحكومة على عدة جبهات.
وستبقى سيطرة المتمردين على مدينة قندوز نكسة بالغة الخطورة للرئيس اشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة بالضبط، وللقوات المسلحة التي باتت وحدها في الخطوط الامامية منذ انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك