البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب
آخر تحديث GMT16:25:41
 العرب اليوم -

البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب

البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب
القاهرة - العرب اليوم

لا يزال القرنبيط الأخضر، أو البروكلي، يستحوذ على مستوى لائق من اهتمام أوساط البحث الطبي. وكانت عدة دراسات طبية سابقة قد لاحظت أن ثمة دورا إيجابيا لتناول البروكلي في الوقاية الفاعلة من الإصابة بالأمراض السرطانية، ولكن الجديد في شأن علاقة البروكلي بالسرطان هو ما عرضته بشكل لافت للنظر نتائج دراسة الباحثين من جامعة ولاية أوريغون الأميركية التي أظهرت لأول القدرة الانتقائية لمواد «سالفورافان» Sulforaphane الكيميائية المتوفرة بالبروكلي، في القيام بعملية الاستهداف والتدمير الانتقائي للخلايا السرطانية في البروستاتا دون أن تطال، سواء بالاستهداف أو القتل، الخلايا السليمة في البروستاتا.

ومواد «سالفورافان» أحد المركبات الكيميائية النباتية (phytochemicals) ذات الفاعلية المضادة للأكسدة والمتوفرة بغزارة في البروكلي، وأيضا في بقية النباتات من فصيلة الصليبية (cruciferous)، مثل الملفوف والقرنبيط.

وهذه النتائج التي توصل إليها الباحثون من مؤسسة لينيس باولينغ التابعة لجامعة ولاية أوريغن، هي خطوة أخرى مهمة في تقدم المحاولات العلمية لاستخدام مواد «سالفورافان» في الوقاية والمعالجة لأنواع من الأمراض السرطانية. وحاليا تجري بالفعل دراسات طبية إكلينيكية لاستخدام هذه المواد النباتية الكيميائية في الوقاية من الإصابات بنوعين من الأمراض السرطانية، وهما سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.

ووفق ما تم نشره في عدد يونيو (حزيران) الماضي من مجلة «موليكلير نيوترشن آند فوود ريسيرش» Molecular Nutrition and Food Research المعنية ببحوث الأطعمة والتغذية، أفاد الباحثون من جامعة ولاية أوريغون بأن مواد «سالفورافان» تعمل كمثبط لنشاط أنزيمات «هيستون دياسيتايليز» histone deacetylase HDAC enzymes. وتمثل عملية تخفيف نشاط هذه الأنزيمات هي أحد أكثر المجالات البحثية الواعدة في معالجة الأورام السرطانية بالطرق الدوائية والطرق الغذائية.

وكانت دراسات طبية سابقة قد تعرفت بشكل أدق على مهام هذه الفئة من الأنزيمات في عمليات نشوء الأورام السرطانية ومدى استمرار الانفلات السرطاني غير المنضبط في نمو الخلايا.

وإحدى آليات عمل هذه الأنزيمات تتعلق بمدى إعطاء مزيد من الحرية للجينات التي تطلق العنان لنمو الخلايا السرطانية دون رقيب أو حسيب، أو تثبيط عمل الجينات الأخرى التي تتغلب ببراعة على الانفلات في نشوء ونمو الخلايا السرطانية. ولذا فإن المواد التي تثبط نشاط هذه الأنزيمات، تقوم تلقائيا بتنشيط عمل الجينات المكبوتة التي تعمل على إعادة الانضباط في نمو الخلايا وتكاثرها بشكل طبيعي وغير سرطاني. ومن هنا دور المواد الكيميائية النباتية، مثل مواد «سالفورافان»، في الوقاية من نشوء الأورام السرطانية.

وأضافت الدكتورة إميلي هاو، الباحثة الرئيسية في الدراسة والمتخصصة في التغذية الإكلينيكية: «من المهم توضيح أن مواد (سالفورافان) آمنة للاستخدام كوسيلة لمنع حصول الإصابات السرطانية أو لمعالجة تلك الإصابات»، وذلك في إشارة منها إلى الحقيقة العلمية القائلة إن كون المادة الكيميائية مستخلصة من منتجات نباتية طبيعية يتناولها الناس، لا يعني تلقائيا أن تناولها كمادة كيميائية وبكميات عالية، هو أيضا آمن، بل ربما يكون ضارا حينئذ. والشواهد على ذلك كثيرة، ومثلا فيتامين سي C وفيتامين إي E ومعادن الصوديوم والبوتاسيوم وغيرها، كلها تتوفر في المنتجات النباتية التي يتناولها غالبية الناس، وهي صحية ومفيدة في ضمن ذلك الإطار.

ولكن تناول الكميات العالية منها، التي تتجاوز الحد الذي يحتمله الجسم، قد يكون ضارا. ولذا قالت الدكتورة هاو، إن «وجود المواد النباتية الكيميائية في المنتجات الغذائية التي نتناولها ليس سببا كافيا للقول إن تناولها بكميات كبيرة آمن دائما، ولكن من الواضح أن مواد (سالفورافان) بإمكانها القيام بدقة في انتقاء أهدافها من الخلايا السرطانية، وهي قدرة نبحث عنها دائما في علاجات الأورام السرطانية».

وعلق الباحثون في خلاصة نتائجهم بالقول إن «ما توصلنا إليه من نتائج حول الأمان النسبي لهذه المواد الكيميائية على الخلايا السليمة في البروستاتا له أهمية إكلينيكية تطبيقيه، حيث يمكن أن تتقدم إلى الأمام بحوث استخدام مواد (سالفورافان) لوقاية الإنسان من أنواع الأورام السرطانية. كما أنها تفيدنا بأن تناول الأطعمة الغنية بمواد (سالفورافان)، هو شيء غير ضار وآمن وبسيط ويمكن الحصول عليه بسهولة من أغذية متوفرة حولنا».

يتمتع البروكلي بأنه أكثر الخضراوات رهبة للأطفال ولكن الآباء لا يقومون بإيذاء أطفالهم من خلال إطعامهم البروكلي، فهذا النبات القلبي يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والمواد المفيدة، فهو يحتوي على عنصر الكالسيوم أكثر من كوب حليب كامل ويحتوي على فيتامين C أكثر من الحمضيات، ويحتوي على الأنسجة والألياف أكثر من الخبز الأسمر، ليس كل هذا فقط، فالبروكلي يحتوي على بعض المركبات التي تحفز الجسم على إنتاج مادة Sulforaphane والتي بدورها تعمل على تصنيع إنزيمات قوية مكافحة للسرطان.
 
وقد اظهرت الدراسات التي تم إجرائها على الحيوانات أن مادة السلفورافان تعمل عمل المضاد الحيوي ضد بكتيريا (H. Pylori) والتي تسبب قرحة وإلتهاب المعدة وسرطان في المعدة، وقد تم اختبار تلك النتائج على الجنس البشري وكانت النتائج مشجعة جدا.

وفي دراسة في اليابان حول تلك النتائج، حيث إرتفاع معدل الإصابة ببكتيريا (H. Pylori)، جاء فريق البحث الدولي ليختار 48 متطوعا ً مصابا بالبكتيريا من اليابان، نصف العدد الأول تم اعطاؤهم براعم نبات البروكلي – والتي تحتوي على المركبات الواقية بمعدل 30 – 50 مرة – وكان ذلك لمدة شهرين، أما النصف الآخر فقد تم اعطاؤهم براعم نبات البرسيم والتي لا تحتوي على مادة السلفورافان، وبعد ثمانية أسابيع من العلاج ، تبين أن الفئة التي تناولت براعم البروكلي انخفض عندها مستوى بكتيريا (H. Pylori) انخفاض ملحوظ ، أما بالنسبة لمتناولي براعم البرسيم فلم يتضح أي شيء بالنسبة لهم.

في الوقت نفسه تم إجراء دراسة على الفئران بخصوص نفس الموضوع، و تم إعطاء الفئران المصابة ببكتيريا (H. Pylori) براعم البروكلي لمدة ثمانية أسابيع و بعدها لوحظ أنخفاض ملحوظ في مستوى البكتيريا في بطون الفئران، وقد وُجد أن هناك أكثر من 50% من الإصابة بالبكتيريا قد عولجت، وقال الدكتور جد فاهي دبليو من جامعة جونز هوبكنز "إن جرعة واحدة من البروكلي تؤدي إلى زيادة إنزيمات الحماية في الجسم".

وأضاف قائلا ً "ما لا نعرفه أيضا ً أن البروكلي سيكون له دور هام جدا في الوقاية من سرطان المعدة و ربما يؤدي ذلك إلى تخفيف احتمالات الإصابة بقرحة المعدة و إلتهابها" وأضاف أيضا ً "أنه لم يثبت ولكن النتائج تعتبر مؤشر قوي جدا".

قد يهمك أيضا

اكتشفي وصفات منزلية لمواجهة احتقان الحلق خلال فصل الشتاء

فوائد الطماطم في محاربة سرطان القولون والمستقيم والمعدة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب البروكلي يقي من السرطان ويحتوي على كالسيوم أكثر من كوب حليب



GMT 18:19 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أعشاب تحمي من مرض "الزهايمر"

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق طبيعية لتحسين صحة الكبد

GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توابل تقي من أمراض السرطان والسكري والزهايمر

GMT 22:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تُؤكد أن زيادة الوزن تُؤثر علي القدرات الذهنية

GMT 22:42 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أعشاب تساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab