دمشق - العرب اليوم
حذرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد نسبة الأمراض في سورية خلال الأشهر الجارية، حيث زاد عدد الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الماء مثل "التيفوئيد" و"التهاب الكبد الوبائي" بشكل كبير.
وأكدت ممثلة المنظمة الطبيبة إليزابيث هوف، رصد كثر من ثلاثين ألف حالة إصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (آ) في سورية العام الفائت، وأن أكثر من ألف مصاب في شهر كانون الثاني/ يناير العام الجاري، وأضافت أن ثلث المياه فقط قد أصبحت نقية والباقي ملوث، بعد أن كانت نسبة نقائها 100%.
وسجلت النسبة الأكبر في حالات الإسهال في وسط العاصمة دمشق، بسبب المياه في ريف دمشق، فقلة التمويل تعيق استبدال الشبكات المهترئة، والناس في دمشق يفضلون مياه الباعة الجائلين على شرب مياه الشرب من الشبكات.
وأوضح أحد السكان: "هذه الظاهرة ليست جديدة، فقبل عشرات الأعوام ضربت جائحة الكوليرا سكان دمشق مخلفة آلاف الضحايا، بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب في جداول وينابيع دمشق"، وفي 2008 أطلت هذه المشكلة لتنشر مرض اليرقان في بلدة قطنا حيث أصيب 700 شخص بحسب المركز الصحي.
وفي تحليل أجرته بعض المراكز الصحية لمياه الشبكة، تبين أنها غير مقبولة جرثوميًا لارتفاع تعداد الجراثيم الكلي فوق (400) مستعمرة لكل 100 ملغ، أي ضعف المواصفات القياسية السورية، ولاحظت عدّة تحاليل أن مياه الشرب تحمل مواد عضوية مسرطنة، طبقا لتصنيف هيئة حماية البيئة الأميركية "EPA".
وبالنسبة إلى الشمال السوري وتحديدا في حلب، نتيجة القصف المستمر على المدينة بالبراميل المتفجرة، تتفجر مواسير المياه والصرف الصحي وبهذا تختلط مياه الشرب مع الصرف الصحي، لتبدأ معاناة الأهالي في تأمين مياه نقية.
وفي ظل هذه الظروف بدأت شحنات إغاثة تصل إلى حلب من باب السلامة الحدودي، تحتوي على مياه صالحة للشرب ومياه معقمة مقدمة من المنظمات التركية الإغاثية، وجاءت الشحنات عقب انتشار أنباء عن حالات تسمم تعرض لها أطفال في المدينة نتيجة شرب مياه ملوثة.
وتوفي ضحية المياه الملوثة طفل رضيع، بالإضافة إلى تسمم عدد من الأطفال تم نقلهم إلى المشافي الميدانية، وليست باقي المحافظات بحال أفضل، فدير الزور تعاني من نقص حاد في مياه الشرب، ودرعا كذلك دون وجود حلول مجدية في المدى القريب.
أرسل تعليقك