تعرف على رجل الأعمال الكندي الذي أنقذ 300 لاجئ سوري
آخر تحديث GMT04:51:58
 العرب اليوم -

تعرف على رجل الأعمال الكندي الذي أنقذ 300 لاجئ سوري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف على رجل الأعمال الكندي الذي أنقذ 300 لاجئ سوري

رجل الأعمال الكندي جيم إيستيل
دمشق ـ نور خوام

عندما شاهد رجل الأعمال الكندي جيم إيستيل أهوال الحرب في سورية  على شاشة التلفزيون قرر أن يفعل شيئاً لمساعدة السوريين، لذا تعهد بأن يساعد  اللاجئين السوريين على الاستقرار في كندا، ببساطة لأن ذلك "هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به".

كان ذلك عام 2015، ورغم أن الحكومة الكندية كانت بصدد تدشين برنامج لاستيعاب الفارين من أهوال الحرب في سورية ، كان جيم محبطاً من التأخير في تنفيذ هذا البرنامج.

يقول جيم، البالغ من العمر 62 عاماً: "كنت أرى الأزمة في سورية  تحدث أمام عيني، وأعتقد أن الحكومات الغربية لم تكن تقوم بالأمور بالسرعة اللازمة".

لذلك، قرر جيم أن يتولى الأمر بنفسه، وأن ينفق 1.5 مليون دولار كندي (1.1 مليون دولار أمريكي) من ماله الخاص لإحضار اللاجئين السوريين من الشرق الأوسط لمدينة غيلف بمقاطعة أونتاريو، التي تبعد نحو 60 ميلاً (95 كيلومترا) إلى الغرب من تورنتو.

وقد تمكن جيم من القيام بذلك بفضل برنامج كندي يطلق عليه اسم "برنامج الرعاية الخاصة للاجئين"، وهو البرنامج الذي أُطلق قبل 41 عاماً في الأساس لمساعدة الفارين في أعقاب حرب فيتنام. ويتيح هذا البرنامج للمواطنين الكنديين الترحيب باللاجئين والعمل على استقرارهم في كندا.

لكن هذا البرنامج يشترط على المواطنين الكنديين الذين يشتركون فيه الالتزام بتغطية نفقات الوافدين الجدد خلال العام الأول. ولهذا دفع جيم في البداية نفقات 50 أسرة سورية  للانتقال والاستقرار في غيلف، التي يبلغ عدد سكانها 135 ألف نسمة.

وقد استضاف بعض اللاجئين في منزله الخاص، كما حشد مجموعات تابعة للكنيسة ونحو 800 متطوع في المدينة، وعمل بشكل وثيق مع المجتمع الإسلامي المحلي.

وقدم بعض المتطوعين غُرفاً فائضة عن حاجتهم، أو ساعدوا في العثور على شقق غير مأهولة. ولعبت مؤسسة "سالفيشن أرمي" دورا بارزا في جمع الملابس المتبرع بها لمساعدة اللاجئين على أن ينعموا بالدفء في شتاء كندا القارس.

في غضون ذلك، وفر جيم لكل عائلة سورية مدرسين لتعليم اللغة الإنجليزية، حتى يتمكن اللاجئون من إلحاق أبنائهم بالمدارس والبحث عن عمل وفتح حسابات بنكية، وغيرها من الأمور.

كما منح وظائف بدوام كامل لـ 28 لاجئا في شركة يملكها ويديرها، هي شركة دانبي الكندية للأجهزة المنزلية، التي تبلغ عائداتها السنوية 400 مليون دولار كندي وتتخذ من غيلف مقرا لها. أما بالنسبة للسوريين الآخرين فقد وفر جيم الضمانات المالية اللازمة لمساعدتهم على فتح محال تجارية في المدينة، وتدشين مشروعات تجارية أخرى.

وقد ساعد جيم الآن في كفالة 89 أسرة سورية، يزيد مجموع أفرادها على 300. ويقول عن ذلك: "ما أقوم به هو العمل على استقرار هؤلاء الناس ومساعدتهم على اجتياز الأوقات العصيبة التي يمرون بها".

يقول أحمد عبيد، سوري يعيش الآن في غيلف وغادر وطنه عام 2016 بعد أن أصيب بشظايا قذيفة في مدينة حمص: "كل الشكر للسيد إيستيل، ولبرنامج الكفالة. غيلف هي الآن وطني الجديد. وقد افتتحت زوجتي متجراً لبيع الجوارب في وسط المدينة".

في عام 1980، بدأ جيم العمل في مجال الكمبيوتر بعد أن تخرج من كلية الهندسة بجامعة واترلو بمقاطعة أونتاريو. لكن بدلاً من العمل في الشركات الكبرى، كان يبيع أجهزة الكمبيوتر متخذاً من صندوق سيارته مكاناً لعرضها وتسويقها.

وقد تطورت شركته الخاصة، التي تحمل اسم "إي إم جيه لأنظمة المعلومات"، على مدى 24 عاماً، قبل أن يبيعها إلى مجموعة سينيكس الأمريكية لتكنولوجيا المعلومات مقابل 56 مليون دولار. وقد استمر جيم في الشركة ليقود فرعها في كندا على مدى السنوات الخمس التالية.

كما خصص وقتا لممارسة دوره كعضو في هيئة تأسيس شركة "ريسيرتش إن موشن" الكندية، التي تصنع هاتف بلاكبيري، كما كان لديه مجموعة من الاستثمارات التجارية الأخرى. وفي عام 2009، قرر التقاعد من سينيكس، لكن استمر في القيام بعدد من المسؤوليات والأدوار القيادية في أماكن أخرى، بما في ذلك إدارة شركة دانبي.

وفي عام 2015، عُين جيم مديراً تنفيذياً لشركة دانبي، ثم اشتراها بعد ذلك بعامين من مجموعتها الأم آنذاك مقابل مبلغ لم يعلن عنه. وتُصنع دانبي الغسالات والثلاجات ومكيفات الهواء، وغيرها من الأجهزة الكهربائية.

ويقول جيم: "ما أقوم به كمدير تنفيذي هو بناء النظم والعمليات، وقد فعلت الشيء ذاته مع اللاجئين. وكما هو الحال في دانبي، لا أصنع الأجهزة أو أبيعها بنفسي، لكنني أضع الخطط التي تضمن أن يسير كل شيء بطريقة جيدة، وأبذل ما في وسعي لمساعدة الآخرين على إنجاز أعمالهم".

وتقديراً لعمله في مساعدة اللاجئين، حصل جيم في مارس/آذار الماضي على وسام كندا، وهو ثاني أعلى وسام في البلاد. وقالت الحاكمة العامة لكندا، جولي باييت، التي تمثل الملكة اليزابيث الثانية، إن جيم حقق "إنجازاً مرموقاً، وأظهر تفانياً في خدمة المجتمع والأمة".

وقال كام جوثري، عمدة غيلف، لبي بي سي، إن جيم "قيادي وواقعي ومتواضع وهادئ". وأضاف: "يمكنني القول إنه يهتم بأمور الناس الذين يوظفهم، والمجتمع الذي يعيش فيه".

وتابع: "إن إحضار جيم للمزيد من الناس من خارج كندا إلى غيلف، جعل سكانها يخرجون من الرفاهية التي يعيشون فيها ويفتحون عيونهم ليروا ما يحدث في العالم خارج نطاق مدينتهم".

ويقول جيم إن القصص التي سمعها من اللاجئين السوريين ستعيش معه لوقت طويل، "وهي قصص لأناس يعودون لمنازلهم المدمرة في وطنهم، لأشخاص يتحدثون لإخوانهم عبر الهاتف الذي لا يلبث أن يصمت، ويكون الأخ قد قتل. هذه العائلات تريد فقط أن تكون سعيدة كبقية الناس. إنها تريد مستقبلاً خالياً من الخوف والعنف. وينبغي أن نرحب بهم، طالما أن 99.9 في المئة من الكنديين هم كذلك من المهاجرين".

قد يهمك أيضا:

نصر الحريري يتوقع بعد لقائه بيدرسون "خريطة" لتحريك التسوية السورية

تعيين النرويجي غير بيدرسون مبعوثًا جديدًا إلى سورية

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على رجل الأعمال الكندي الذي أنقذ 300 لاجئ سوري تعرف على رجل الأعمال الكندي الذي أنقذ 300 لاجئ سوري



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab