أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة

أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري
القاهرة - مصطفى الخويلدي

شهد المجتمع المصري خلال الأشهر الماضية أساليب عقابية جديدة تعتمد على التنكيل والإهانة والـ "تجريص" لمن يراد معاقبته ، منها تجريده من ملابسه وإجباره على ارتداء قميص نوم نسائي، أو إجباره على ركوب حمار بـ"المقلوب" والطواف به في الشوارع ، أو تجريده من ملابسه والتبوّل عليه، أو ربطه في عمود الإنارة أوالذبح من الرقبة وكأن الأنسان أصبح " فرخة " .

واستجدت عائلة من قرية الخواجات التابعة لمدينة  يوسف الصديق في محافظة الفيوم، زوج نجلتهم ،من قرية شعلان، وقاموا بـ"تجريصه" عبر إجباره على ارتداء ملابس زوجته عقابًا له على التشهير بها على صفحات فيسبوك ونشر صور خاصة لها، وقاموا بالطواف به في القرية، ردًا على طلبها الطلاق منه.

وانتقمت عائلة الزوج الذي "جُرِّص"، من عائلة "أبو شناف السالمونى"، في قرية شعلان، في الفيوم، واستدرجت شيخ البلد في قرية الخواجات، "ج. اللاهوني" أحد أقارب الزوجة وأُلبس قميص نوم أحمر ردًا على الواقعة الأولى. بعدها بحوالي ثلاثة أشهر.

وشهدت قرية العصارة التابعة لمركز الفتح  في محافظة أسيوط ، قيام عدد من شباب القرية بتجريد سائق " توك توك " من ملابسه وربطه بشجرة والاعتداء عليه بالضرب المبرح والسب والشتائم، بالإضافة إلى التبول.

وأوقف أهالي قرية تل الكاشف التابعة لمدينة الزرقا "لص فراخ وبط" في محافظة دمياط ، أثناء تسلقه أسطح منزل أحد أهالي القرية، وقيدوه بالحبال، ثم أركبوه بالمقلوب على ظهر حمار وطافوا به شوارع القرية .

وقُيِّد صاحب محل بيع مواد غذائية في منطقة العجيزي في حي أول، وعدد من الأهالي، لصًا في عمود الإنارة عقب التعرف عليه من خلال كاميرات المراقبة في المحل.

وقالت أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة عين شمس الدكتور شادية قناوي ، إن الدراما المصرية ساهمت إلى حد كبير في ذلك ، إلا أن هناك نقطة مهمة وهي ضرورة أن يضمن المجتمع حصول الشخص على حقوقه ، فعندما لا يحق المجتمع حقوق الإنسان فإن الأخير يسعى إلى أخذ حقه بيده بأي طريقة كانت . ومن ثم لابد أن يتحول الإنسان في كثير من الأحيان إلى ممارسة سلوك العنف في أخذ حقه، بيد أن من سلوك قيادة السيارة فليس هناك أي قواعد مرور توِّرث في مصر إطلاقًا، ومن ثم كل شخص يأخذ حقه بيده، وحتى الحق الذي يأخذه فهو حق باطل .

وأضافت " ما دامت الدولة لا تضمن حقوق المواطن، فهو يلجأ إلى الحصول على حقه بيده ". علاوة على الطبيعة الإنسانية التي نقول عليها طبيعة شريرة في الأصل، فالأديان السماوية والقوانين الوضعية جاءت لتقنين سلوك الأفراد في المجتمع . مؤكدة على ضرورة وجود تطبيق عادل للقانون.

وأضاف أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر هشام البحري، أن الأساليب التي استخدمها الأهالي كانت تستخدم قديمًا أيام حكم المماليك لمصر، مضيفًا إلى أن المجتمع المصري شهد حالات خلع لملابس  في الشارع مرات عدة من باب التنكيل بالضحية .

وأرجع البحيري سبب انتشار العنف في المجتمع المصري إلى استخدام الأهالي للعقاب الفردي بدلًا من القانون، لأن الشرطة ستسجن المتهم دون أن يراه الآخرون، ولكنهم  يريدون " فضحه " في العلن، بتطبيق شعار "من يريد الحق يأخذه بالقوة، وأفضل طريق للحق هو القوة "، وهنا يرون الحق من منظورهم فقط.

مؤكدًا على أن المسلسلات المصرية ساعدت في انتشار تلك الظواهر السلبية، إذ يأخذ الناس منها "قدوة"، وخير دليل على ذلك مسلسل "الأسطورة"، الذي عرض تنكيل البطل رمضان بآخر عبر " تلبيسه  قميص نوم وزفته في الحارة"، فتأثر الأهالي بذلك وطبقوا المشهد نفسه على أرض الواقع.

وذاته تقول أستاذة علم النفس، ورئيسة شعبة بحوث الجريمة والسياسة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية سميحة نصر، إن هناك  ثلاثة أسباب جديدة لانتشار العنف من خلال التنكيل والإهانة، وهي الخلل في النسق القيمي لدى المجتمع، والضغوط الحياتية والنفسية، والرغبة في تأكيد الذات.

وأضافت أن المواطن عندما يضيق به الحال  يريد أن يخرج ما بداخله ضد الآخرين، بدوافع فرض السيطرة، مثل تلبيس شخص لآخر قميص نوم نسائي لإيصال رسالة لكل أفراد القرية بأن من يفتح فمه، فهكذا سيكون مصيره.

ومن جهته قال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء مجدي البسيوني ، إن ليست هناك أسليب عقابية أكثر من الذبح ، وهي منتشرة الآن بكثرة فنجد مواطن يذبح زوجته ، وآخر يذبح جاره . مشيرًا إلى أن المجتمع المصري يفهم الحرية بالخطأ ، فظاهرة العنف انتشرت واتخذت من ثورة يناير وثورة 30 يونيو سقفًا مرفوعًا من اللاأخلاقية ،وهذا ما نجده في الشارع حتي في قيادة السيارات ، فأصبح سلوك المواطن يتسم بالعنف ويرتكب أبشع الجرائم مثل الذبح.

 ويوضح أنه بعد ارتفاع سقف الحريات أصبح المواطن لا يخاف من القانون لأن القانون لا يطبق إلا إذا وجد الدليل الإدانة ، كما أن الأمن في هذه الفترة مشغول جنائيًا وسياسيًا وبعد ثورة 25 يناير والاعتداء على الشرطة، أصبح المواطن لا يخشى رجل الشرطة ولا يحترم القانون . كما أن هناك أفلام ومسلسلات هابطة ساعدت على انتشار تلك الأساليب . فضلًا عن تراجع دور المدرسة في تعليم النشأ، فاصبح الطالب منفلتًا ويعتدى على مدرسة وعلى والديه ، فضلًا عن تراجع دور الأسرة عن مراقبة الأولاد .

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق أن دوافع ارتكاب هذه الجرائم تكون بسبب عدم قدرة حصول المواطن على حقه ، أو أن جريمة مشابهة ارتكبت من قبل فرد المجني عليه أخذ حقه بنفس الصورة . .

وطالب " البسيوني " بضرورة فضح من يرتكبون مثل هذه الجرائم بأن يسلط الإعلام الضوء عليهم ، وأن تكون محاكمتهم سريعة جدًا وعلانية تتم خلال شهور ، ويتم وضعهم في سجون خاصة واقترح البسيوني ، عودة لجان المصالحات مرة أخرى ، حيث إنها تساعد في إنهاء الخلافات من جذورها .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة أساليب التنكيل الجديدة في المجتمع المصري تعكس سلوك الكبت والحرية المفرطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab