دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه
آخر تحديث GMT07:19:34
 العرب اليوم -

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

مواطنة تصعد إلي خشبة المسرح استعدادًا للجلد
جاكرتا ـ عادل سلامة

كانت الأحوال ويكأنها تتنقل قفزًا في المدينة الساحلية في أحد اليالي في الآونة الأخيرة، انطلقت الموسيقى والرقص من مكبرات الصوت في المقهي، كان بعض الرواد مرتدين الجينز الممزق ونظارات عصرية، جلست خارج المقهي اشرب القهوة وادخن السجائر، بعد ذلك بدأ الآذان الذي يدعو المسلمين إلى الصلاة ، لوحة النادلة للجميع بالعودة إلى داخل المقهى، اخفضت صوت الموسيقى وأغلقت الأبواب وغطيت النوافذ، كانت هذه صلاة المغرب الصلاة التي تسبق الصلاة الأخيرة من الخمس صلوات اليومية التي يقوم بها المسلمين.

مقاطعة آتشيه على الطرف الشمالي من جزيرة سومطرة، تقف وحدها في وجود الشريعة التي فرضت رسميًا في إندونيسيا، وهي دولة ذات غالبية مسلمة مع دستور علماني نسبيا، في آتشيه، يطلب من النساء ارتداء ملابس محتشمة، يحظر الكحول، كما يحظر العديد من الجرائم مثل الزنا والمثلية وبيع المشروبات الكحولية حيث يعاقب عليها بالجلد العام.

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

بدأت المقاطعة تجربتها مع أحكام الشريعة الإسلامية عام 2001، بعد حصوله على إذن خاص من الحكومة المركزية في إندونيسيا، التي كانت عازمة على تهدئة المشاعر الانفصالية في المحافظة بشدة، يجوب ضباط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحافظة، يقومون بالإغارة على كل شيء مثل غرف الفنادق والشواطئ في عملية مطاردة للنشاط الغير أخلاقي.

خلال عقد ونصف اتجهت اندونسيا إلي الشريعة الإسلامية، وأصبحت آتشيه، نموذجًا يحتذى به في مناطق أخرى من البلاد تسعى لفرض تشريعات على أساس أحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بها، مثيرة لقلق أولئك الذين قلق بشأن انجراف البلاد من العلمانية.

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

كلما يصدر آتشيه قانون، قائلا إنها على أعلى مستوى من الشريعة، فإنه يستفز الآخرين على فعل الشيء نفسه، قالها "أندري يانتريان" وهو المفوض السابق في اللجنة الوطنية المعنية بالعنف ضد المرأة في إندونيسيا، الذي يريد حكومة وطنية لإلغاء الشريعة التي تستخدمها الأنظمة المستندة على انتهاكات الدستور الإندونيسي.

وجدت دراسة حديثة أن تم تمرير أكثر من 442 من المراسيم القائم على الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد منذ عام 1999، عندما أعطى جاكرتا المحافظات والمناطق صلاحيات كبيرة لجعل قوانينها الخاصة، وتشمل هذه الأنظمة المتعلقة بالزي للإناث، والاختلاط بين الجنسين والكحول، لكن بالنسبة للمسؤولين المحليين، انتشار الشريعة من اتشيه هو مصدر فخر، جاءت وفود من المناطق التي لها تاريخ في احتضان المحافظ الإسلام زيارة بانتظام لمعرفة كيف تم تنفيذه هنا.

وأضاف "إننا ننظر في كيفية تسهيل جو من التدين" وقال، شيهرازل عباس، رئيس قسم الشريعة في آتشيه الذي قال إنه يعطي الزائر المشورة بشأن كيفية دمج تعاليم الشريعة الإسلامية في القانون، وقال السيد شيهرازل ، الذي يعتبر معتدلا، هذا إصدار آتشيه للشريعة جاء أقل من ذلك النموذج الذي يعاب كثيرًا في المملكة العربية السعودية، لأنه رحب بمدارس بديلة للفكر الإسلامي، ويقبل دور القيادات النسائية.

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

في الواقع، فإن باندا عاصمة المقاطعة، تقودها حاليًا اليزا سعد الدين جمال، أول عمدة من الإناث للمدينة، ويقول العديد من الناشطين من أجل حقوق المرأة أنهم أيدوا ترشيحها على أمل أنها سوف تكون رائدة بشكل تدريجي. منا ان تعيينها يعتبر التدريب العملي على تنفيذ التعليمات الأخلاقية الاسلامية تفرض مقاطعة آتشيه، حظر التجول ليلا للنساء وتلغي الفاعليات التي  تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.

في فبراير الماضي، كانت السيدة اليزا، ترتدي غطاء الرأس الأسود، وهي تخطي بخطوات واثقة إلى القاعة حيث النموذج الإندونيسي لهانت، وهي مسابقة الجمال.
كانت حينها توجه الأسئلة للعديد من الموديلات وسئلت أحدهم لماذا لا ترتدي الحجاب؟"  في إشارة إلى ما يسميه الإندونيسيين غطاء للرأس، حملت الشرطة الجوائز ورافقت الموديل للخروج من المبنى.

قالت راتنا ساري، رئيس فرع آتشه، لبيريمبوان، منظمة حقوق المرأة التي قالت إنها تتوق للحصول على إصدار أحكام الشريعة الإسلامية التي يحارب الفساد السياسي والترويج للخدمات العامة، هل تعني الشريعة بما ترتديه النساء، وتسائلت أيضا أين جميع المستشفيات الإسلامية؟.

جاء فرض الشريعة بعد صراع في آتشيه استمر لعقود طويلة من أجل الاستقلال من الحكومة المركزية انتهي عام 2005، مخلفًا ورائه ما تبقي من الحرب، فضلا عن التأثير السيئ لتسونامي في المحيط الهندي التي أودت بحياة 230 ألف شخص عام 2004، تعد آتشيه اليوم هي واحدة من أفقر المحافظات في اندونيسيا، بمعدل واحد من كل خمسة أشخاص يعيشون في فقر مدقع.

في شباط/فبراير سيتم الاقتراع لاختيار قادة جدد في آتشيه، ولكن أيا من المرشحين لمنصب العمدة أو المحافظ على استعداد لتحدي سيادة القانون مع وجود أحكام الشريعة الإسلامية، وقال إيروان يوهان، نائب رئيس مقاطعة السلطة التشريعية في آتشيه، إن أي نقاش حقيقي على الشرعية مستحيل، على الرغم من أن "الأغلبية الصامتة" تعتقد أن الحكومة قد ذهب بعيدًا جدًا، وقال "انهم ليسوا بالشجاعة الكافية لقول أي شيء"، أي نقد للشريعة، أصبح الجميع منافق.

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه

اندلع نقاش حول الهوية الإسلامية في المقاطعة في كانون الأول/ديسمبر عندما كشف النقاب عن عملات ورقية إندونيسية جديدة تحمل صورة لمقاتلي الاستعمار الإناث من اتشيه، احتج النواب الإقليميين أن المرأة في الصورة لم تكن ترتدي غطاء للرأس، على الرغم من المؤرخين المحليين يقولون أن المرأة في آتشيه في تلك الحقبة لم ترتدي الحجاب، قال السيد إيروان "يقول كثيرون أنه وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية يجب أن تلبس الحجاب"، بل انها حقيقة تاريخية أن المرأة لم تكن ترتدي الحجاب في ذلك الوقت.
يتذكر السيد إيروان حقبة مختلفة في التاريخ اتشيه  في العقد تسعينيات القرن الماضي، في شبابه، قبل أن تحصل اتشيه على الحكم الذاتي الخاص وضعت الشريعة الإسلامية، قال "عندما كنت لا أزال في المدرسة الثانوية كان هناك الكثير من المراقص هنا"، كانت المراقص تغلق في 3:00 ولم نكن راضين، كنا نذهب إلى الشاطيء، حتي 7:00 كنا نلعب موسيقى الديسكو دون أي مشكلة".

في أواخر كانون الأول/ديسمبر ، خطب رزيق شهاب، وهو واعظ متشدد يقود جبهة المتشددين المدافعين عن الاسلام، وهي منظمة وطنية قادت حملة، ألقى خطابًا ناريًا أمام حشد في باندا آتشيه،  وقال "عندما جاء الإسلام لأول مرة إلى إندونيسيا دخلت من خلال اتشيه، صحيح؟" سأل الحشد، "صحيح!"، "اتشيه هو نموذج للأمة الإندونيسية بأسرها "، وتابع خطيب: "يجب أن تصبح قاطرة لتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء إندونيسيا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه دولة إندونيسيا بين العلمانية وتطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab